قال عضو «اللقاء الديمقراطي» اللبناني النائب فؤاد السعد، أمس، أنه «من غير المسموح بقاء لبنان رازحا تحت رحمة عصابات السياسة والسلاح، فمن الشغور المتعمد في سدة الرئاسة، إلى الشلل النصفي لمجلس النواب، إلى عدم تمكن الحكومة أمام تعنت الرابية وحارة حريك من معالجة ملفي عرسال والتعيينات الأمنية، كلها محطات تؤكد أن إيران باتت تفرض من خلال وكيلها «حزب الله» وحصانة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، إرادتها على المؤسسات الدستورية، وتتحكم بمفاصلها بما يمكّنها من إمساك لبنان ورقة رابحة بيدها «.. ولفت السعد إلى أن «كل الجهود والمساعي لحلحلة التعقيدات، وفي مقدمها عقدتي الرئاسة والتعيينات الأمنية، لن تأتِي بالثمار المرجوة ما لم ترتدع إيران عن التدخل بالشأن اللبناني»، معربا عن «اعتقاده بأن رئاسة الجمهورية ستبقى تسبح في فلك الشغور وستبقى الحكومة على موعد دائم مع الانفجارات السياسية، ما لم يصحُ ضمير الرابية أقله من الناحية المسيحية، وما لم يتراجع «حزب الله» عن ارتهانه لسياسة وأطماع وأحلام الولي الفقيه».. يأتي هذا فيما اعتبر وزير العدل اللبناني أشرف ريفي بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي في بكركي، أمس، «أن تعطيل الانتخابات الرئاسية هي جريمة تنعكس على عمل المؤسسات كافة». من جهته أشار نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري إلى أن رأس الدولة يحل كل المشكلات من التعيينات الأمنية وغير الأمنية، والشوائب التي نعيشها اليوم كانت لتكون أخف والوضع كان أحسن بكثير بوجود رئيس.. ولفت بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي أمس، إلى أن فريقًا واحدًا هو من يعطل الحكومة، ومن يعطل انتخاب رئيس ونتمنى أن يعي هذا الفريق المعطل خطورة الوضع، الذي نعيشه، ونحن اليوم بحاجة الى اجماع وطني لحل مشاكلنا.واعتبر ان الجيش اللبناني يعمل بجدية، وهو يعرف بعرسال وجرودها اكثر من اي فريق اخر، ولترك الموضوع له، وبالتأكيد نحن نؤيد كل عمل ايجابي لحل مشاكل البلد، ونتمنى ان تتم التعيينات في وقتها المحدد لما فيها مصلحة للبلد.. ورأى أن الحل الوحيد هو الذهاب إلى مجلس النواب، وفي هذا المجلس نحدد من له الأكثرية لكي ننتخب الرئيس. من جهتها أدانت القمة الإسلامية بلبنان أمس كل أشكال التطرف والغلو وتكفير المؤمنين بالله الواحد والتي تخرج في الشكل والأساس عن سماحة الإسلام وتتناقض عن قيمه ومبادئه السامية وتسيء إلى رسالته وتشوه صورته»، داعية إلى «اعتماد الصراط المستقيم في العلاقات الإسلامية والمسيحية».. واستنكرت «السلوك الإرهابي الذي يلازم التطرف والغلو الذي نهانا عنه رسول الله «ص»، مؤكدة على «كرامة الإنسان وعلى حرمة النفس البشرية على قاعدة أن «من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا».. وأهابت القمة «بجميع أبنائها احترام مؤسسات الدولة والالتزام بدستورها وأنظمتها والدفاع عن السلم الأهلي»، محذرة «من الانجرار وراء دعاة الفتنة»، ومؤكدة على «الأخوة الدينية بين المسلمين والمسلمين والوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين»، مجددة «ثقتها بقدرة لبنان على معالجة مشكلاته الداخلية، ولضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليرتفع لبنان إلى المستوى الذي يجعل منه قدوة صالحة لمعالجة الأزمات، التي تعصف بالعديد من الدول العربية الشقيقة».
مشاركة :