تركيا تنفي عدم احترام اتفاقها مع روسيا بشأن إدلب السورية

  • 2/16/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة/موسكو (رويترز) - نفت تركيا يوم السبت اتهامات روسية بأن تصرفاتها في محافظة إدلب السورية تستخف باتفاقات خفض التصعيد مع روسيا وإيران وقالت إنها ستتحرك عسكريا في المنطقة إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية مع موسكو. وتدعم كل من تركيا وروسيا طرفا مختلفا في الحرب السورية واتفقتا في عام 2018 على إقامة منطقة لخفض التصعيد في المنطقة الواقعة بشمال غرب سوريا. لكن هجوم القوات الحكومية السورية في إدلب، والذي قُتل خلاله 13 جنديا تركيا في الأسبوعين الماضيين، يعرقل التعاون الهش بين أنقرة وموسكو. وقالت أنقرة إنها ستستخدم القوة العسكرية لطرد القوات السورية إذا لم تنسحب بنهاية فبراير شباط. وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستهداف القوات الحكومية السورية أينما كانت في سوريا إذا أُصيب أي جندي تركي آخر. وناقش أردوغان الوضع في اتصالات هاتفية منفصلة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب لكن لم ترد أي تقارير عن إحراز تقدم دبلوماسي بهذا الشأن. وتدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد وتقول إن تركيا تستخف باتفاقاتها مع موسكو وإنها تسببت في تفاقم الوضع في إدلب. وقال الكرملين إن أنقرة لم تنجح في تحييد المتشددين في المنطقة. لكن تركيا أنحت باللائمة في هذا الوضع على التقدم الميداني الذي أحرزته القوات السوية في إدلب. وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي لقناة (إن.تي.في) ”لا يمكننا التغافل عن الوحشية التي تقع في (البلد) المجاور لنا... تركيا أوفت بمسؤولياتها في إدلب“. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن تركيا ترغب في حل المسائل الخاصة بإدلب مع روسيا عبر الطرق الدبلوماسية لكن ”إذا لم ينجح الأمر عبر القنوات الدبلوماسية فسنتخذ الخطوات الضرورية“. وغضبت أنقرة بسبب سيطرة القوات الحكومة السورية على مواقع مراقبة عسكرية تركية أنشئت في إدلب بموجب اتفاق وقع عام 2018. ونقلت قناة (إن. تي. في) التلفزيونية عن أردوغان قوله للصحفيين المرافقين له في رحلة العودة من باكستان ”من المستحيل أن نلتزم الصمت إزاء حصارهم. نقوم بما يلزم ضدهم“. كما انتقد أردوغان الولايات المتحدة، وهي حليف لتركيا في حلف شمال الأطلسي، قائلا إن بيانات الدعم الأمريكية لم ترسخ الثقة. وفي وقت لاحق يوم السبت قال أردوغان متحدثا في اسطنبول إن تركيا ستجبر القوات السورية على التقهقر إذا لم تنسحب إلى الخطوط التي حددتها أنقرة وموسكو عام 2018. لكنه بدا أنه يقدم موعد المهلة التي حددها من قبل بنهاية فبراير شباط. وقال أردوغان ”الحل في إدلب هو انسحاب النظام (السوري) إلى الحدود المنصوص عليها في الاتفاقات. وإلا فإننا سنتعامل مع هذا قبل نهاية فبراير“ في تقديم على ما يبدو لموعد نهائي أعلنته تركيا بحلول نهاية فبراير شباط. وقال أردوغان ”نود أن نفعل هذا بدعم من أصدقائنا. وإذا اضطررنا لسلوك الطريق الصعب فنحن مستعدون لهذا أيضا“. وتابع قائلا ”لن يهدأ لنا بال حتى نطهر سوريا من التنظيمات الإرهابية ومن وحشية النظام (السوري)“. * محادثات وعلى الرغم من اللغة الخطابية الخشنة يجري مسؤولون روس وأتراك محادثات خلف الكواليس. وعقد مسؤولون أتراك وروس محادثات في أنقرة يوم السبت وقال جاويش أوغلو إن وفدا تركيا سيتوجه إلى موسكو يوم الاثنين لإجراء محادثات. كما أجرى جاويش أوغلو محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في ميونيخ وذلك في أول لقاء بين البلدين على مستوى الوزراء منذ تفاقم العنف في إدلب. وقال جاويش أوغلو على تويتر إنه عقد ”اجتماعا إيجابيا“ مع لافروف لكن تركيا لن تجري ”تقييما“ إلا بعد محادثات يوم الاثنين في موسكو. ومن جانبه قال لافروف إن روسيا لديها علاقات جيدة للغاية مع تركيا لكن الجانبين لا يتفقان دائما حول القضايا. وقالت وسائل إعلام رسمية سورية يوم السبت إن الجيش السوري بدأ في إزالة السواتر الترابية على طريق سريع بين دمشق وحلب بعد أن سيطر عليه سيطرة كاملة للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات. وتحدثت وسائل الإعلام الرسمية أيضا عن تقدم الجيش السوري باتجاه بلدة الأتارب التي تبعد نحو 24 كيلومترا إلى الغرب من حلب وثلاث بلدات إلى الشمال الغربي منها. وذكرت وسائل إعلام تركية وسورية رسمية يوم الجمعة أن مقاتلي معارضة سوريين تدعمهم تركيا أسقطوا طائرة هليكوبتر للحكومة السورية غربي حلب في منطقة إدلب.

مشاركة :