شنغهاي/باريس (رويترز) - أعلنت باريس يوم السبت أن سائحا صينيا في الثمانين من عمره توفي في فرنسا متأثرا بإصابته بفيروس كورونا الجديد ليصبح أول حالة وفاة في أوروبا والرابعة خارج الصين نتيجة للوباء الذي أثار الذعر في العالم. ويشكل تفشي المرض، الذي يعتقد أنه بدأ في الانتشار انطلاقا من سوق لبيع الحيوانات البرية في إقليم هوبي بوسط الصين، تحديا ضخما للحزب الشيوعي الحاكم لوقف انتشاره والحد من أضراره على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتظهر أحدث بيانات صادرة عن بكين يوم السبت أن عدد الوفيات في الصين بلغ 1523 في حين وصل عدد حالات الإصابة إلى 66492 أغلبهم في هوبي. وخارج البر الصيني الرئيسي هناك نحو 500 حالة إصابة في نحو 24 دولة ومنطقة وأربع حالات وفاة في اليابان وهونج كونج التي تحكمها الصين والفلبين وفرنسا. وقالت وزيرة الصحة الفرنسية آنييس بيزون يوم السبت إن سائحا صينيا مسنا توفي داخل مستشفى في فرنسا بسبب فيروس كورونا وأضافت ”يجب أن نجهز نظامنا الصحي لمواجهة محتملة لتفش وبائي للفيروس ومن ثم انتشار محتمل للفيروس في أنحاء فرنسا“. وتحتاج الصين إلى عودة جميع قطاعاتها للعمل بشكل عاجل بعد عطلة العام القمري الجديد التي مددت بسبب المرض. لكن بعض المدن ما زالت مغلقة والشوارع خالية من المارة كما يشعر الموظفون والعمال بالقلق مع استمرار فرض حظر على التنقل والسفر وسريان أوامر الحجر الصحي في أنحاء البلاد. وأمرت السلطات العائدين لبكين من العطلة بوضع أنفسهم في حجر صحي ذاتي لمدة 14 يوما لمنع انتشار المرض. ولم تعد الكثير من المصانع للعمل بعد مما عطل سلاسل الإمداد العالمية في قطاعات بدءا من تصنيع الهواتف الذكية إلى السيارات. وعلى الرغم من إبداء بعض الأمل خلال الأيام الماضية في أن المرض يصل لذروة انتشاره التي سينحسر بعدها في الصين، ما زالت الأعداد تتزايد ومن الصعب التكهن بمسار المرض خاصة بعد اعتماد طريقة جديدة للفحص وسعت من نطاق تعريف الحالات المؤكدة. وشهدت السفينة دايموند برنسيس أكبر عدد إصابات بفيروس كورونا خارج الصين. والسفينة مملوكة لشركة كارنيفال كورب وهي خاضعة للحجر الصحي منذ وصولها إلى يوكوهاما في اليابان في الثالث من فبراير شباط. ومن بين ركاب وطاقم السفينة البالغ عددهم 3700 فرد، تأكدت إصابة 285 شخصا بكورونا. وقالت الولايات المتحدة يوم السبت إنها تعتزم إرسال طائرة لنقل الركاب الأمريكيين من على السفينة لبلادهم حيث سيمكثون لمدة أسبوعين آخرين في العزل ”من منطلق الحرص الشديد“ للحد من انتشار المرض. وقال مسؤول بالحكومة اليابانية للصحفيين يوم السبت إن الأمريكيين الموجودين على السفينة دايموند برنسيس لن يعودوا إلى الولايات المتحدة على متن رحلة طيران مستأجرة لإجلاء الأمريكيين. وقال مسؤول حكومي آخر في الإفادة نفسها إن من المحتمل أن تحذو بلدان أخرى حذو الولايات المتحدة وتطلب إجلاء مواطنيها من على السفينة قبل انقضاء فترة الحجر الصحي في 19 فبراير شباط. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) أن هناك أكثر من 400 أمريكي على السفينة. وفرضت الولايات المتحدة بعضا من أشد القيود على القادمين من الصين على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم تنصح بحظر السفر في حين انتقد المسؤولون الصينيون ”رد الفعل المبالغ فيه“ من بعض الدول. وفي هونج كونج، التي شهدت احتجاجات مناهضة لبكين لأشهر، نظم مئات مسيرة يوم السبت للمطالبة بالإغلاق الكامل للحدود مع البر الصيني الرئيسي وللاعتراض على خطط تحويل بعض المنشآت لمراكز للحجر الصحي. ويقتل الفيروس نحو 2 في المئة من المصابين وينتشر أسرع من فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى التي ظهرت خلال هذا القرن. وقال نائب وزير الخارجية الصيني إن بلاده واثقة من القضاء على التفشي قريبا. وأضاف خلال مؤتمر ميونيخ للأمن ”تأثير التفشي على اقتصاد الصين سيكون قصير الأجل ومؤقتا“. وتابع قائلا ”عندما ينتهي التفشي فإن الطلب المنخفض للمستهلكين سيعاود الارتفاع بسرعة وسيتعافى الاقتصاد بقوة“. لكن تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قال يوم السبت إن تفشي فيروس كورونا ما زال يمثل حالة طوارئ بالنسبة للصين ولا يمكن تحديد أين سينتشر الوباء. وقال تيدروس في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا إن الإجراءات التي اتخذتها الصين لإبطاء انتشار الفيروس شجعته ولكنه ما زال يشعر بقلق من تزايد عدد الحالات.
مشاركة :