المعارك تترك مليون سوري بلا مأوى والنظام يتوسّع في محيط مدينة حل...

  • 2/17/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وسّعت قوات النظام السوري انتشارها قرب مدينة حلب في شمال سورية، بسيطرتها على قرى عدة في محيطها في مسعى لإبعاد «هيئة تحرير الشام» والفصائل الأخرى وضمان أمنها.ورغم سيطرة قوات النظام على كامل حلب في العام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهراً عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لـ«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وللفصائل المنشرة عند أطرافها الغربية والشمالية وفي قرى وبلدات ريفها الغربي.وبعد استعادتها الأسبوع الماضي كامل الطريق الدولي حلب - دمشق والذي يصل المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، بدأت قوات النظام بالتقدم في المناطق المحيط به تدريجياً.وأفاد «المرصد» عن «تقدم سريع لقوات النظام في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، حيث تمكنت من قضم مزيد من البلدات والقرى بعد انسحاب الفصائل منها» إثر معارك وغارات شنتها طائرات حربية سورية وروسية على المنطقة.وسيطرت قوات النظام على 13 قرية وبلدة على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أنها «تقترب من تأمين المدينة بشكل كامل».وأكدت «وكالة سانا للأنباء» سيطرة قوات النظام على عدد من القرى، مشيرة إلى استمرار العمليات «ضد المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريف حلب الغربي والشمالي وعند الأطراف الغربية للمدينة».ونقل التلفزيون الرسمي مشاهد قال إنها لمواطنين في حلب يحتفلون باستعادة الجيش السيطرة على قرى وبلدات تقع غرب المدينة.وفي منطقة معرة النعسان شرق إدلب، نقل مراسل لـ«فرانس برس» مشاهدته مقاتلين من الفصائل يستخدمون دبابة تتنقل في حقل زيتون وتقصف مواقع لقوات النظام في منطقة ميزماز في ريف حلب الغربي المحاذي.ويأتي تقدم قوات النظام في حلب في إطار هجوم واسع بدأته في ديسمبر في منطقة إدلب ومحيطها في شمال غربي البلاد. وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي ثم ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر طريق «إم 5» الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.ولفت «المرصد» إلى انتشار القوات الروسية على كامل اوتوستراد دمشق - حلب الدولي (ام 5) ضمن محافظة إدلب. لكن مصادر في المعارضة ابلغت لقناة «الجزيرة»، ان «نقطة المراقبة التركية في معبر حطاط بريف إدلب تغلق طريق دمشق- حلب الدولي». في المقابل، شنّت الفصائل المسلحة، أمس، هجوماً على محور كفر حلب الخاضع لسيطرة قوات النظام في ريف حلب الغربي. وذكر «المرصد»، أن القوات التركية قصفت مواقع في كفرحلب وميزناز، مشيراً إلى أن «هيئة تحرير الشام» استهلت الهجوم بتفجير عربة مفخخة. وذكرت مواقع معارضة، أن الهجوم كبّد قوات النظام «خسائر فادحة».كما أشار «المرصد»، إلى دخول رتل عسكري تركي جديد، الأراضي السورية يضم نحو 70 آلية، ليرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى شمال غربي سورية خلال 13 يوماً إلى نحو 2100، فيما تجاوز عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب، السبعة آلاف.ووسط هذه الأجواء، ظهر زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، في مقابلة مصورة عبر «تلغرام»، برر فيها التدخل التركي، قائلاً إن «الشعب التركي معني بالمعركة... لأن نتائجها ستنعكس عليه اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً».وعزا سبب ضعف المعارضة أمام النظام إلى «ضعف التنظيم»، وقال إن من الأسباب التي أدت إلى تقدم قوات النظام: ضعف التنسيق العسكري لدى كثير من الفصائل، واتفاقية «أستانة» التي عملت على «تجميد مناطق والتفرد بمناطق أخرى، ما أدى إلى السيطرة عليها مثل الغوطة وريف حمص والجنوب السوري...».وأضاف: «إذا رفعت روسيا وإيران يدها عن النظام سيتم تحرير المناطق كافة خلال أسبوعين».وأدّى التصعيد العسكري لقوات النظام وحليفته روسيا، في محافظتي إدلب وحلب منذ منتصف يناير الماضي، إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق، أجبرت أكثر من مليون مدني على هجر منازلهم في ظل أوضاع إنسانية كارثية نظراً لعدم توافر الحد الأدنى من متطلبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين الذين آثروا النجاة، وكذلك في ظل الطقس السيئ الذي تمر به المنطقة. ويعد فصل الشتاء، ضيفاً ثقيلاً على مئات الآلاف من النازحين، حيث الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون باتت هي الأخرى من ضمن العوامل التي تحصد أرواح السوريين. وطالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الاتحاد الأوروبي بالضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لوقف حمام الدم في إدلب». وفي دمشق، ذكرت «وكالة سانا للأنباء» الرسمية، أن «قوات الجيش تمكنت من تعطيل وإنزال 5 طائرات مسيرة (درونز) إلكترونياً، كانت تحاول استهداف مصفاة حمص».وأفادت تقارير عن انفجار سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض قرب الحدود مع تركيا، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.

مشاركة :