دعا وسيط الامم المتحدة الخاص بليبيا الاربعاء اطراف النزاع في ليبيا الى تقديم تنازلات لحماية البلاد من الانهيار، لدى افتتاح جولة جديدة من المفاوضات في الجزائر بين مسؤولين ليبيين متخاصمين. وقال برناردينو ليون "يجب تقديم تنازلات لوضع اتفاق نهائي" حول حكومة الوحدة الوطنية. ويشارك في المفاوضات التي تنتهي الخميس 27 ممثلا عن مختلف الفصائل والجهات. وتحدث الوسيط الدولي عن الوضع الاقتصادي الفوضوي محذرا من ان "المصرف المركزي لن يكون بامكانه دفع الرواتب بعد شهر ونصف من الان. وبالتالي لن يكون بوسع ليبيا العمل كدولة". ويرى ان هذه المفاوضات تعد "الفرصة الاخيرة ومرحلة حاسمة (...) لارساء السلام واعادة اعمار ليبيا في حين تواجه البلاد انهيار اقتصادها وتصاعد انشطة داعش". وليبيا التي تشهد حربا اهلية منقسمة حاليا بين حكومتين -- وبرلمانين -- احداهما في طرابلس تحت سلطة جماعة فجر ليبيا والاخرى في طبرق شرق البلاد وتعترف بها الاسرة الدولية. وقال ليون "لا يمكننا الاستمرار في اتهام حكومة طبرق بانها تمثل استمرارية للنظام السابق (للزعيم معمر القذافي) وجماعة فجر ليبيا بانها تمثل منظمات ارهابية" موضحا ان فجر ليبيا تحارب تنظيم الدولة الاسلامية. وتحاول الامم المتحدة منذ اشهر ايجاد تسوية لانهاء النزاع وتشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل البلاد. وقال الموفد "ان الخيار الوحيد لمستقبل ليبيا هو التوصل الى اتفاق. آن الاوان للتوصل الى اتفاق". واوضح ليون ان مفاوضات الجزائر يجب ان تسمح بالتوصل الى مشروع اتفاق رابع لان الثلاثة الاولى لم تقنع اطراف النزاع. وقال ليون "سنبحث في كيفية تحسين مشروع الامم المتحدة وبعث رسالة سيقبلها كافة الليبيين وستتيح تسوية النزاع نهائيا". واضاف "يمكننا تقديم عناصر جديدة لنأخذ في الاعتبار بعض المخاوف ليصبح مشروع (الاتفاق) مقبولا من الجميع". وشدد الوزير الجزائري المكلف الشؤون المغاربية عبد القادر مساهل على ضرورة التوصل الى حل عن طريق التفاوض. وقال مساهل "رغم التعقيدات في الوضع في ليبيا اننا مقتنعون بان الحل السلمي يبقى الوحيد". وكانت الجزائر استضافت منذ اذار/مارس لقاءين بين الاطراف الليبية.
مشاركة :