إبداعات البوابة.. بلا ضجيج نص للشاعر مجدي صالح

  • 2/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعينى أُحادثُ نفسى قليلًااعتدت أن أصفق بيد واحدةخمسون عامًا... هكذاوالآنأتسكع بين جانبى صور عتيقةوجسدٍ مهترئوسرير لم يعد يحتوينىأتذكر ساقىالتى لازمها الجبس ثلاثة أشهرمن تهور سائق الدراجة البخاريةعندما ألقى بى لمسافة سبعة أمتارفسقطت تحت قدمى امرأة مسيحيةصلت لأجلىوسألت الرب سرعة الشفاء لىكيف أنسىهذا الشج الذى يعلو حاجبىمن هراوة ألقت بها أستاذة اللغة العربيةكنت فى الصف الأول الابتدائىوانفعلت عندما تذكرت خيانة زوجهاقدمى التى كادت أن تسحقها عجلات القطار الجليديةحين سقطتفانتشلنى عامل ألقى ببضاعته الزجاجيةليسحبنى خارج المفرمةوحين أردت شراء ما تكسر منهكاد أن يقذفنى تحت عجلات القطار وبصق فى وجهىوانصرفأضحكحين بصقت حبيبتى فى وجهىعندما أخبرتها بتركها والسفرلإحدى البلدان العربيةمن أجل الهروب من زيجةكنت أعلم أنها واهيةأتذكر تلك الفتاة التى كانت تمر من أسفل شرفتىكنت أستمع إلى عبد الحليموهى تحن لهظننت فجأة أنها تنتظرنىفألقيت لها بوردةتحولت إلى قنبلة انفجرت فى وجهىوتركت شجًا آخر فى منتصف الجبهةليس ثمة مشكلةلكننى الآنأخاف أن أصفق وحدىأن أنام وحدىأن أرقص وحدىوجسدى معلق كأرجوحة بين يدى طفلربما سأسقط دون ضجيجولن يطرق الباب على سوى عامل النظافةحينها سيشتم رائحةفيخبر الشرطة ليقذفوننى خارج السربدون ضجيج

مشاركة :