بغداد: «الخليج»، وكالات تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في ساحة الخلاني، وسط العاصمة العراقية بغداد، بعد محاولة المتظاهرين قطع جسر السنك المؤدي إلى المنطقة الخضراء، فيما تواصلت التظاهرات في المحافظات الجنوبية التي تطالب بتكليف شخصية مستقلة، بدلاً من محمد علاوي في تشكيل الحكومة المقبلة، وإجراء انتخابات مستقلة، وإقرار قانون عادل للأحزاب، وموافقة رئيس الجمهورية على قانون الانتخابات الذي أقره البرلمان، في حين شجبت ممثلة الأمم المتحدة، جينين هينيس بلاسخارت، استخدام أسلحة «صيد الطيور» ضد المتظاهرين، مؤكدة حصول 200 إصابة على الأقل، بهذه الأسلحة، في بغداد، وكربلاء، مجددة الدعوة لحمايتهم «بشكل عاجل». وقال مصدر أمني، إن «عدداً من المتظاهرين حاولوا استعادة الشوارع، وجسر السنك القريب من ساحة التحرير، بعد أيام من سيطرة القوات الأمنية عليها»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية تستخدم الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في تفريق المتظاهرين الذين يحاولون غلق ساحة الخلاني وجسر السنك». وكانت القوات الأمنية افتتحت قبل أيام، جسر السنك أمام السيارات بعد إبعاد المتظاهرين عنه. من جهة أخرى، شهدت مدينة النجف، أمس، مسيرة حاشدة للمعتصمين الذين هتفوا «بالروح بالدم نفديك يا عراق». وفي كربلاء جنوب بغداد، خرج منتسبو العتبات، صباح أمس، بمسيرة مؤيدة للتظاهرات، ولمطالب المحتجين في المدينة. ولاحقاً شهدت المدينة توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين والطلبة إلى ساحة الاعتصام، هاتفين ضد الوجود الإيراني، والأمريكي. على صعيد متصل، قالت بلاسخارت في بيان، إن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تلقت معلومات ذات مصداقية عن استهداف متظاهرين مسالمين ببنادق صيد الطيور على الطريق بين ميدان التحرير، وميدان الخلاني في بغداد، مساء 14 و 15 و 16 فبراير/ شباط، ما أدى إلى إصابة 50 شخصاً على الأقل، فضلاً عن إصابة عدد من أفراد قوات الأمن، باستخدام الكريات من بنادق الصيد، أو الحجارة، أو قنابل المولوتوف. وأوضحت أن «معلومات وردت من كربلاء حول استخدام مقذوفات مماثلة، ما تسبب بإصابة أكثر من 150 محتجاً في شهر يناير/ كانون الثاني وحده». ودانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، بشدة «استخدام بنادق صيد الطيور، التي تسببت مرة أخرى بأعداد كبيرة من الإصابات في الاحتجاجات الأخيرة». ودعت السلطات إلى «منع استخدام القوة ومحاسبة المسؤولين عن إساءة استخدام القوة»، مؤكدة «النمط المستمر لاستخدام القوة المفرطة، مع وجود جماعات مسلحة يتم تحديدها بشكل غامض والولاءات غير الواضحة». واعتبرت بلاسخارت أن ذلك يشكل «مصدر قلق أمني خطير يجب التعامل معه بشكل عاجل وحاسم»، مشددة على «حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات».
مشاركة :