مخطوطات جمعة الفيروز

  • 2/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبد الله محمد السبب لا يخلو مشهد في الزمان والمكان من حكايات لها حياكاتها وشهاداتها وشواهدها ومشاهدها، وفي المشهد الثقافي الإماراتي ثمة حكايات في أزمنة وأمكنة مختلفة في حاضر الإمارات وفي ماضيها، القريب منه والبعيد.. وفي شهر فبراير من سنوات الإمارات السالفات، ثمة حكايات لا يمكن نسفها أو نسيانها أو القفز عنها وعن متطلباتها في تلك المرحلة بأزمنتها وأمكنتها.وفي مناسبة زمنية كهذه «فبراير 2020»، نأتي على الحديث عن حكاية ثقافية إبداعية أدبية بطلها الأديب الشاعر والقاص والروائي والناقد والموسيقي والتشكيلي الإماراتي الرائد جمعة الفيروز: المولود في رأس الخيمة في سنة 1955، والمتوفى في 19 فبراير 2001 رحمه الله.جمعة الفيروز، حين الحديث عن منتجه الإبداعي ومُخرجات ذلك المنتج، نجد أنه لم تصدر له في حياته سوى مجموعة شعرية يتيمة (ذاهل عبر الفكرة) في شهر إبريل عام 2000 من خلال اتّحاد كُتاب وأدباء الإمارات.. وبعد رحيله صدرت له أعمال أدبية، وهي إصدارات لم تكن ضمن نطاق خطة النشر لدى المؤسسات الثلاث، بل هي مخطوطات قد عهد بها الراحل إلى تلك الجهات قبل رحيله.وفي المناسبة الزمنية هذه «فبراير 2020»، نذهب إلى الأيام الأولى من رحيل «الفيروز»، حيث العهد الذي قطعه اتّحاد كُتاب وأدباء الإمارات على نفسه بجمع كل ما كتبه جمعة الفيروز وإصداره من خلال اتّحاد الكُتّاب.. إلاّ أنَّ شيئاً كهذا لم يحدث، إذ لم يفِ «الاتحاد» بوعده الذي قطعه على نفسه تجاه مخطوطات «الفيروز» التي ما زالت حبيسة الأدراج لدى أسرته وأصدقائه، وربما لدى بعض المؤسسات الثقافية والإعلامية.كذلك، فإنّ مسرح رأس الخيمة الوطني في ذكرى رحيل «الفيروز» الثالثة في يوم الأربعاء 24 فبراير 2004، قد أعلن عن تبنّيه طباعة واحدٍ من المخطوطات التي في حوزة صديقه الشخصي الباحث عبد الله عبد الرحمن، إلا أن شيئاً كهذا أيضاً كهذا لم يحدث حتى الآن. على صعيدٍ آخر، فإنَّ الهيئة الإدارية السابقة لفرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة قد أسمت قاعة الأنشطة الثقافية باسم (قاعة جمعة الفيروز) عرفاناً بالدور الريادي للأديب جمعة الفيروز في المشهد الثقافي الإماراتي، إلاّ أنّ ما يتداوله الوسط الثقافي في رأس الخيمة منذ زمن ليس بالقريب من أن النية تتجه إلى تغيير مسمى قاعة الأنشطة الثقافية بفرع اتحاد الكُتّاب في رأس الخيمة (قاعة جمعة الفيروز) باسم شخصية ثقافية أخرى، أمر لا يمكن قبوله بحق رائد من روّاد الأدب الإماراتي ومن الجيل المؤسس للثقافة الإماراتية المتزامنة مع ولادة الدولة الاتحادية في سبعينات القرن العشرين، لاسيما أنه من مؤسسي الفرع وشغل منصب أمين سر الهيئة الإدارية منذ تاريخ التأسيس في سنة 1999 وحتى لحظة رحيله، رحمه الله. A_assabab@hotmail.com

مشاركة :