قال أدهم إبراهيم ماضي، حفيد الجيل الرابع للإمام محمد عبده: "إنه في ظل المشكلات المتواجدة في المجتمع خلال الفترة الحالية، خاصة التضارب في وجهات النظر، أعتقد أن الرجوع إلى كتب الإمام محمد عبده وأفكاره، ستحسم العديد من المشكلات التي يعاني منها المجتمع"، مضيفًا: "سنجتمع مع الأسرة من أجل تحديد ما سيتم إهداؤه إلى مكتبة الإسكندرية خلال الفترة المقبلة من كتب الإمام محمد عبده، وبعض النسخ الأصلية من كتبه تم إهداؤها إلى دار الوثائق بالقاهرة منذ عدة سنوات". جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مكتبة الإسكندرية، تحت عنوان "تجديد الفكر المصري في العصر الحديث: الإمام محمد عبده نموذجًا"، وكان قد أهدى الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، أحفاد أسرة الإمام محمد عبده، درع المكتبة. وقال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الإمام محمد عبده ظاهرة فكرية علمية تاريخية، ويستحق لقب إمام المجددين، مضيفًا أن المكتبة ترعى التنوير، والاحتفال بذكراه في هذا التوقيت من الأمور المهمة، وذلك في إطار اهتمام الدولة والأزهر بتجديد الخطاب الديني. وأكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن هذا اللقاء يأتي في سياق اهتمام المكتبة بمسيرة تجديد الفكر المصري، ودور أعلام النهضة ورواد التنوير في العصر الحديث، وقد لعب الإمام محمد عبده دورا مهما في هذا الصدد. وأشار إلى "أن المكتبة بدأت في تعريف المواطنين بالإمام محمد عبده، خاصة الجيل الجديد، فالبعض منهم درسوا سيرته في بعض الكتب المدرسية، ولكنهم لا يعرفون قيمته الحقيقية". وقال إسلام شديد، حفيد الجيل الخامس للإمام محمد عبده، ويعمل في مجال مسلتزمات والمنتجات البيطرية: "إن الجيل الثالث والرابع والخامس للأسرة لديه توجه بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية بإهدائها بعض كتابته لتكون أرشيفًا في المكتبة، وحتى لا تصبح حكرًا للأسرة، ونحن في صدد أن نضع تلك الثروة في يد أمينة مثل مكتبة الإسكندرية". ووجه الشكر لإدارة مكتبة الإسكندرية على تلك الندوة العظيمة، مشيرا إلى أن "الإمام صاحب أكبر لقب، وهو إمام التجديد والوسطية، وهذا يكفيني ما أرثه عنه من صفاته".وشارك في الندوة الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والعميد الأسبق للكلية، والدكتور محمد كمال الدين إمام، أستاذ الشريعة والقانون المقارن بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، فضلًا عن الدكتورة ميرفت أسعد أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية بجامعة الإسكندرية.وتناولت الندوة الأبعاد المختلفة التي يشتمل عليها المشروع الإصلاحي النهضوي التجديدي الذي جسده الإمام محمد عبده المتمثّلة سواء في اهتمامه بتجديد الفكر الإسلامي استنادًا إلى الأصول الإسلامية القويمة ومصادره الصحيحة، والعمل على الفهم السليم للدين، واجتهاده غير المسبوق في ميدان الإفتاء في العصر الحديث المقترن بالدعوة لفتح باب الاجتهاد مجددًا بغية المواءمة بين التعاليم الإسلامية الصحيحة ومقتضيات الواقع المتغير، كما يتناول اللقاء النهضة الإصلاحية التي دعا إليها الإمام بقامته العلمية الجليلة وثراءه المعرفي والثقافي الذي أمده بقوة تأثير خلاقة متفردة في شئون الإصلاح الاجتماعي دينًا وخلقًا وتربية وتعليمًا سعيًا إلى بناء منظومة مجتمعية ناهضة تستند إلى فكر مستنير ومتجدد بما يمكنها من التجاوب مع إيقاع العصر واستيعاب متغيرات الزمن والمساهمة في الدفع بحركة التاريخ.
مشاركة :