فُجع أهالي مكة المكرمة صباح اليوم الثلاثاء، برحيل رجل الأعمال المعروف الشيخ عبد الرحمن رجب، أحد أبرز أعيان المجتمع المكي ووجهائها. وودع المكيون الفقيد عقب أداء صلاة العصر بالمسجد الحرام، وشيعت جموع غفيرة جسده الطاهر إلى مقابر المعلا وسط أجواء سادها الحزن على فراقه، وسكب أحبابه الدموع لما أصابهم من جراء فقد رجل بثقله وقامته وقيمته. وشكّل رحيل "رجب" علامة فارقة لدى كل من عرفه من أقاربه ورفقاء دربه والأسر المكية الذين توافدوا بالمئات لوداعه، حيث عرفوا عنه دماثة خلقه وحبه لعمل الخير ومساعدة المحتاجين، وهو الذي لم يتأخر يومًا عن أفراحهم وأتراحهم، وكان قريبًا من الجميع، وكان رمزًا وفيًا ومعطاءً، وسن منهجًا في حياته سماتها تفقد حال من حوله، وظل في تواصل دائم مع كل شرائح المجتمع في بادرة قل أن تجد لها أي نظير. ويُعد الفقيد أحد أبرز الذين أسهموا في الحراك التجاري في مكة المكرمة لأكثر من ٥٠ عامًا، وحقق إنجازات كبيرة في قطاع الأعمال، وعلى أكثر من صعيد، وأصبح الاسم الأشهر في عالم الاستيراد والتصدير للمواد الغذائية، وكان عضوًا فاعلاً في العديد من الجمعيات والمؤسسات في مختلف المجالات. وعبّر المشيعون عن فقدهم شخصية عظيمة صاحب مواقف مشهودة في دعم الأنشطة الاجتماعية والخيرية ومهتم بالشأن الاجتماعي المكي ومن أبرز الداعمين والفاعلين في المسؤولية الاجتماعية خلال موسمي رمضان والحج من خلال تقديمه برامج الضيافة والاحتفاء بضيوف الرحمن من خلال ما يقدمه من أعمال خيرية تجاه هذه الشرائح. ويمثل "رجب" يرحمه الله مكانة مجتمعية لدى الأوساط المكية لالتزامه بالقيم والمبادئ النبيلة في تعاملاته وأحد أبرز رجال الأعمال في مكة المكرمة وحقق نجاحات كبيرة في مجالات تجارية مختلفة طوال مسيرته التجارية، وهو والد كل من المهندس مصطفى رجب عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية وعضو لجنة ريادة الأعمال حاليًا، وعضو مجلس إدارة نادي الوحدة سابقًا، والمهندس محمد، وشقيقه عبد الوهاب، وشقيقاته هيفاء، ورسمية. ويُقام العزاء في داره الكائن بحي العزيزية ابتداءً من يوم غدٍ الأربعاء الموافق ١٩ فبراير ٢٥ جمادى الآخرة. ونعت إدارة نادي الوحدة بمجلسه، عبد الرحمن رجب وأكدت أنها لن تنسى الوقفات المشهودة للفقيد في دعمه للنادي طيلة السنوات الماضية وعبّر رئيس نادي الوحدة سلطان ازهر عن حزنه العميق لرحيل قامة كبيرة عُرف عنه حبه للخير وشملت أياديه البيضاء كل المحتاجين وحقق نجاحات كبيرة في مسيرته التجارية وكان ولا يزال وسيظل منهجًا لكل رواد ورائدات الأعمال خصوصًا أنه قاد الأعمال التجارية لمستويات كبيرة وأصبح اسمًا لامعًا في قطاع الأعمال، ولم يمنعه تلك المنزلة التي وصل إليها من أن يكون قريبًا من الجميع متواضعًا وعلى علاقة وطيدة بكل شرائح المجتمع. وأضاف "نعزي أنفسنا قبل أن نعزي أحبابه وأفراد أسرته لأن فقده يُعد فقدًا لنا جميعًا". في حين أكد الإعلامي خالد الحسيني: من سنوات قريبة عرفت الشيخ عبدالرحمن رجب أحد أبناء مكة المكرمة وحضرت العديد من المناسبات لتكريمه منها حفل أقامه د هاشم بكر حريري في استراحته في العوالي في رجب ١٤٣٨هـ ، كان رجلاً قريبًا من الناس يقابلهم بابتسامة عُرف بها، لطيف المعشر التقيته قبل أشهر في مناسبة ودعاني لحفل عشاء خاص، واعتذرت له، رأيته في أكثر من مناسبة يسعى للسلام على الناس بخُلق أهل مكة، وقفت على مساهمات خيرية له ودعمه لنادي الوحدة الذي عمل ابنه مصطفى قبل سنوات عضوًا فيه. وأضاف: نقل لي اليوم زميلنا الإعلامي ماجد المفضلي خبر وفاته وتذكرت بعض ما يتحدث به الناس عنه، تغمده الله ووالدينا برحمته وجمعنا بهم في جناته، اليوم يستقبله ثرى المعلا بسيرة طيبة عُرف بها بين الناس، والعزاء لأسرته وأحبائه. كما نعت الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة رحيل الشيخ عبد الرحمن رجب، وتقدم رئيس ونواب وأعضاء مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة ومنسوبو الأمانة العامة بخالص التعزية لعضو مجلس الإدارة المهندس مصطفى بن عبدالرحمن رجب في وفاة والده؛ تغمده الله بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جانب آخر، عبّر عضو مجلس إدارة غرفة مكة خالد بن دبيس عن حزنه لفراق رجل بقامة وقيمة الشيخ عبد الرحمن رجب؛ وقال: عزاؤنا أنه خلّد إرثًا عظيمًا من المحبة التي يكنها كل من عرفه في قلوبهم وترك بصمات خالدة سيذكرها التاريخ والأجيال المتعاقبة وسخر نفسه وماله في خدمة الناس ومساعدتهم وكان بحق أيقونة إنسانية قل أن تجد لها مثيلاً ونسأل الله العظيم أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان و"إنا لله وإنا إليه راجعون".
مشاركة :