المرأة البدوية فنانة تشكيلية بالفطرة

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب المرأة في‮ ‬الحياة البدوية دوراً كبيراً في‮ ‬الحفاظ على التراث الأصيل رغم الصعوبات التي‮ ‬تواجهها سواء من حيث المناخ القاسي‮ ‬أو القدرة على تسويق منتجاتها وبيعها‮،‬ فإلى مكان بعيد كولاية محوت في‮ ‬المنطقة الوسطى من سلطنة عمان لا‮ ‬يمكنك الذهاب للتسوق‮،‮ ‬ربما تقصد تلك المنطقة الجميلة سائحاً ولكن ذلك‮ ‬غير كاف للحرفيين فيها‮، ولكي‮ ‬تحظى بمشغولات‮ ‬يدوية أو منسوجات صوفية جميلة‮ ‬يجب أن تحضر تلك المنسوجات إليك سواء من خلال المعارض التراثية التي‮ ‬تقام أحياناً أو المهرجانات، وهذه الصعوبة التي‮ ‬تجعل كثيرا من النساء البدويات اليوم‮ ‬يكافحن لأجل الاستمرار بممارسة تلك الحرف التي‮ ‬تعد جزءاً لا‮ ‬يتجزأ من حياتهن‮.‬ أولت الحكومة العمانية اهتماماً كبيراً بالحفاظ على الحرف التقليدية التي‮ ‬تميز الحياة البدوية وبالفعل قامت بتسجيل عدد كبير من النساء كحرفيات في‮ ‬الهيئة العامة للصناعات الحرفية،وبذلك يحصلن على عدة أنواع مختلفة من الدعم منها فرصة بتسويق منتجاتهن في‮ ‬المعارض والمهرجانات التي‮ ‬تقام على مدار العام،‮ ‬إلى جانب حصولهن على مستلزمات حرفة الغزل والنسيج‮.‬ ثمنى الوهيبي‮ ‬حرفية من ولاية محوت‮، اسمها مدرج لدى الهيئة العامة للصناعات الحرفية كأول حرفية من الولاية‮.‬ تتميز منتجاتها النسيجية بجمالها ودقة صنعها تقول: نحن من أصل البدو وأهلنا وأجدادنا جميعهم‮ ‬يمارسون حرفة النسيج‮.‬ كان أهلنا‮ ‬يغزلون صوف الأغنام التي‮ ‬يربونها ويتدبرون أمورهم أما اليوم فالوضع اختلف وبات كل شيء أسهل،‮ ‬حيث توفر لنا مصانع عمان أنواعاً مختلفة من الخيوط المستوردة إلى جانب صوف الأغنام الذي‮ ‬نعتمد على أنفسنا في‮ ‬تحضيره وصبغه‮.‬ تنسج ثمنى الكثير من المشغولات اليدوية كمفرش الطاولة ومستلزمات الإبل كالمفرش والخطام والقيد،‮ ‬إلى جانب العقود والمسح والحقائب بمختلف أنواعها والتي‮ ‬تنسج من الصوف كحقيبة المكحلة وحقيبة اليد، وأيضاً الميداليات بمختلف الأحجام لتعليق المفاتيح‮، والبرقع الذي‮ ‬تلبسه جميع نساء البدو وله مقاسات وأشكال مختلفة‮.‬ تحديات عدة لكن المرأة البدوية لتقوم بعملها هذا فإنها تجابه عدة صعوبات ليس أقلها تقلب المناخ والجو الحار ،تضيف ثمنى‮: ‬لا‮ ‬يساعدنا المناخ على العمل طوال أيام السنة فهناك وتحت خيمة في‮ ‬ولاية محوت حيث أقيم‮ ‬يكون للطقس الكلمة الكبرى في‮ ‬العمل أو عدمه،‮ ‬فصيفاً أتوقف ومعظم النساء البدويات من ولايتي‮ ‬عن العمل نهائيا بسبب الحر الشديد وهبوب رياح الكوس الموسمية‮، أما شتاء عندما تهطل الأمطار الموسمية فتتلف أعمالنا وتتغير ألوانها فبيوتنا المصنوعة من سعف النخيل لا تقينا من الأمطار،‮ ‬وبين هذا وذاك نحاول قدر المستطاع الإبقاء على هذه الحرفة حية‮.‬ زينة المرأة البدوية ولا تعد المنسوجات الصوفية الأمر الوحيد الذي‮ ‬تجيد المرأة البدوية القيام به‮ ‬،‮ ‬فهي‮ ‬كغيرها من النساء تحب الجمال وتفهمه وتحب أن تتجمل أيضاً، وهي‮ ‬خبيرة بصناعة الكحل العماني‮ ‬الذي‮ ‬تسارع الكثيرات من نساء المدن لشرائه منهن عندما‮ ‬يتوافر في‮ ‬المعارض والمهرجانات‮.‬ وتتحدث‮ ‬غنيمة سلوم من الدقم عن كيفية تحضير الكحل فتقول‮: ‬يحضر بعدة طرق ولكننا نحن نعده من كبد القرش الذي‮ ‬يسخن على النار حتى تخرج منه مادة الصل التي‮ ‬تخلط مع القطن ثم تضاف إليها الزبدة البقرية الخالية من الملح وتوضع بشكل كرات كحلية من مواد طبيعية خالصة تمنح العين الصفاء وتزيد من بياضها ، وهذا الكحل معروف بجماله وفوائده الكبيرة‮.‬ ومن ضمن مواد الزينة التي‮ ‬تنتجها المرأة البدوية أيضا‮ً ‬يأتي‮ ‬الورس والزعفران والبخور إلى جانب الصندل، المادة التي‮ ‬تقبل عليها كثير من النساء،‮ ‬ويستخدم بوضعه على أجزاء مختلفة من الجسم كالوجه واليدين وله تأثير واضح في‮ ‬تصفيتهما من الدهون وتوحيد لون البشرة ومنحها النقاء والإشراق،‮ ‬وكثيراً ما تستخدمه العرائس قبل زفافهن،‮ ‬إلى جانب العديد من النساء اللواتي‮ ‬يفضلن اتباع الوصفات الطبيعية للعناية بالبشرة بدلاً من استخدام الكريمات الجاهزة‮.‬

مشاركة :