سمير قصير حيّ بعد عشر سنين على اغتياله

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عشر سنين مرّت على اغتيال سمير قصير. عشر سنين لم يغب اسمه وفكره ونضاله السلمي عن بال اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم من العرب المؤمنين بحرية التعبير والاستقصاء وكشف الحقيقة والديموقراطية. صاحب كتب «تاريخ بيروت» و «ديموقراطية سورية واستقلال لبنان» و «عسكر على مين» وغيرها، الذي أسست زوجته الإعلامية جيزيل خوري وعائلته مؤسسة باسمه مدعومة من الاتحاد الأوروبي، لا يزال مرجعاً في الفكر السياسي وفي قول كلمة الحق والشجاعة. وككل سنة، أقامت المؤسسة احتفالاً في بيروت لتوزيع «جائزة سمير قصير لحرية الصحافة» والتي فاز بها هذا العام أيمن الأحمد من سورية عن مقالته «أبي... من هو ميشال سورا؟» وهشام مناع من مصر عن تحقيقه الاستقصائي «التجميل بالصودا الكاوية»، ومحمد نور أحمد الفلسطيني - السوري في فئة التقرير السمعي - البصري عن فيلمه «أنا أزرق». وكان تقدّم للجائزة 158 مشاركاً، العدد الأكبر منهم من مصر ثم لبنان وسورية. تحدّث في الاحتفال الذي قدمته الإعلامية نجاة شرف الدين في حدائق قصر سرسق في بيروت، الفائزون في الأعوام السابقة، وتناولوا كيفية تغيير الجائزة مجرى حياتهم. وتألفت لجنة التحكيم التي يتبدل أعضاؤها من سنة إلى أخرى، من رنا الصباغ (الأردن)، سحر بعاصيري (لبنان)، كريستوف أياد (فرنسا)، ماري فيتزجرالد (إيرلندا)، ماغنوس فالكهيد (السويد)، مالك خضراوي (تونس)، وندى عبدالصمد (لبنان). وأبدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا أيخهورست في كلمتها، تخوفاً من تنامي الضغط على الصحافة والمراسلين، مشيرة إلى أن «60 صحافياً قتلوا في 2014 حول العالم، ونصفهم تقريباً في الشرق الأوسط». وأضافت: «هناك ترهيب وتوقيف تعسفي، وهناك أيضاً مزيد من المحاولات للسيطرة على وسائل الإعلام. متى فُقدت حرية التعبير، لا وجود لمواطنين بل لرعايا، وفي ظل غياب حرية الإعلام، لا وجود للصحافة بل للدعاية المنظمة». وشددت على أن أولوية الاتحاد الأوروبي صون حرية التعبير والحفاظ على سلامة الصحافيين. أما رفيقة درب قصير جيزيل خوري رئيسة المؤسسة فألقت كلمة مؤثرة فيها كثير من الحب والحزن والتفاؤل في الوقت نفسه. وقالت: «عشرة أعوام وأنت منحنٍ على مقود السيارة كالطفل مبتسماً. عشرة أعوام وصورتك هذه على شاشة التلفزيون لم تفارقني. عشرة أعوام وأنا أسأل نفسي لماذا لم أكن هنا لأغطيك، لأمسح عن جبينك نقطة الدم، لماذا مشيت وحدك على الرصيف، لماذا لم تنتظرني؟ كنتُ ربما رصدت القاتل والتقت عيناي عينيه، ربما كان خجلاً من حبنا، من شبابنا، من سعادتنا. عشرة أعوام ونحن يا سمير نواجه موتك، وموتنا، وموت شعوب انفجرت مطالبة بالحرية. ولكن الأرض زلزلت تحت أقدام القتلة، نموت ويموتون، نخاف ويخافون، نولد من جديد وينتهون... هذه هي دروس التاريخ». أضافت: «أنا هنا منذ عشرة أعوام أشارك في منح جائزة سمير قصير باسمك لشاب أو شابة لم يعرفاك ولكنهما يحلمان مثلك بأوطان جميلة، بدول حديثة، بأنظمة لا تخاف من الأحلام. منذ عشرة أعوام مؤسسة تحمل اسمك تغزو المدينة في ربيعها فتزهر فرحاً وفكراً وثقافة». وكانت المؤسسة أطلقت مهرجانها السنوي «ربيع بيروت» في الثالث من أيار (مايو) الماضي، وتضمن محاضرات وحفلات موسيقية وعرض أفلام وتجهيزاً فنياً بين رام الله وبيروت. وتحتفل المؤسسة بكتاب «تاريخ بيروت» الذي أصدره سمير قصير عام 2003 بالفرنسية وصدرت ترجمته بالعربية عام 2007، من خلال عرض فني راقص بعنوان «بيروت كانت وتكون» بإشراف ايفان وأليسار كركلا. في ساحة الشهداء حيث كان مقرّ عمله في جريدة «النهار»، وحيث خطب وحرّض على الحرية في 2005 وصرخ باسم الفقراء والمظلومين، وعلى مسافة بضعة أمتار من تمثاله القابع في حديقة تحمل اسمه، سيكون الموعد مع العرض المنتظر الذي سيشارك فيه 150 فناناً لبنانياً وعالمياً، السبت المقبل.

مشاركة :