الوطن يشيع أبطاله الأربعة في موكب شعبي واحد تعبيراً عن رفض الطائفية

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شيع مئات الآلاف شهداء جامع العنود الأربعة الواقع في حي العنود في مدينة الدمام بهتافات رافضة للإرهاب، مؤكدة أهمية السلام وفضح مخطط الإرهاب الدامي الذي حاول من خلاله انتحاري كان متنكرا بزي امرأة تفجير الجامع لولا الشهداء الأربعة الذين صدوه عن الدخول حسب روايات شهود العيان. وحضر نحو 650 ألف مشيع مدينة سيهات، إذ أدى الصلاة على الشهداء، وهم: الشهيد عبدالجليل الأربش، الشهيد محمد الأربش، الشهيد محمد البن عيسى، الشهيد السيد هادي الهاشم، إمام جماعة مسجد العنود الشيخ علي الناصر الذي شدد على توحد المواطنين ضد الإرهاب، ووقوفهم بحزم ضد أي منهج تكفيري ينال من الوحدة الوطنية، وفي المخيم الكبير المعد خصيصا للصلاة في مدينة سيهات كانت عوائل الشهداء حاضرة، كما حضرت أسر شهداء حادثة القديح وأطفالهم في مشهد عكس الروح الإنسانية والتلاحم الوطني الكبير. وحُملتْ الجنائز على سيارات خاصة لتواكب المشيعين الذين ملأوا الطريق العام، كما كانت الدوريات الأمنية موجودة إلى جانب الشبان المنظمين في الطريق، وذكر مشيعون ل "الرياض" أن الشهداء أعطوا مثالا ناصعا لحب الوطن والتضحية والفداء، وهم فدائيون حققوا النصر على الارهاب، وهو نصر لكل الوطن، فكل واحد منهم كان يعرف أنه سيموت حين أمسك بالأرهابي المجرم، حتى إن أحدهم لم يعثر له على أشلاء من شدة الانفجار خارج فناء المسجد، مؤكدين أن ما قام به الشهداء عمل بطولي يستحق التأمل والتكريم من كل أبناء الوطن على امتداد مساحته الكبيرة. وأبان غير مشيع أن التصرف السليم للشهداء أسهم في إنقاذ حياة المؤمنين داخل المسجد، ولو تمكن الانتحاري من دخول المسجد لكنا حاليا في مجرزة لا يعلم إلا الله كم عدد ضحاياها، مشيرين إلى أن المسجد كان به أكثر من 800 مصل، مؤكدين أنهم يقفون خلف الجهود الأمنية التي تبذل لمكافحة الإرهاب والإرهابيين، معلنين تبرأهم من الفكر التكفيري الإرهابي. ورفع المشيعيون شعارات "لا للطائفية"، وشعارات تدل على الوحدة الوطنية "إني أحبك يا وطني"، وشعارات تنبذ العنف والإرهاب الدموي، كما تم رفع آيات قرآنية تدل على أن من قتل نفساً بغير نفس، فكأنما قتل الناس جميعاً، وسارت جنائز الشهداء الأربعة بشكل سلس. وتدفق المشيعون على مدينة سيهات من عدة مناطق في المنطقة الشرقية، وبخاصة من الدمام ومن محافظة القطيف، وانطلق المشيعون بالجنائز من ساحة الوفاء بجوار مجلس سيهات الأهلي، وصولا إلى بوابة مقبرة سيهات، وبعد الوصول لتلك النقطة والانتهاء من مراسم التشييع تمت تهيئة سيارات خاصة نقلت جثامين الشهداء إلى المقبرة الجديدة التي أطلق عليها اسم "مقبرة الشهداء"، وتقع بجوار بلدة الجش في محافظة القطيف. إلى ذلك التقت "الرياض" في مراسم دفن الشهداء الأربعة شخصيات سنية وشيعية حضرت التشييع، وقال محمد المسكين: "إن جميع المشيعين هتفوا ضد الارهاب، وإنه أمر مرفوض بالنسبة إلى كل مواطن سواء حضر التشييع أو لم يحضر، فالإرهاب ليس إلا سلوك دخيل على أمتنا ومجتمعنا، وأن الجميع هنا يثق في آليات التصدي للارهاب"، مشيرا إلى أن كثيرا من الوفود من أخواننا السنة حضروا وشاركوا بقوة في التشييع. وقال سامي الهاشم الذي قدم من محافظة الاحساء: "إن السنة والشيعة يد واحدة ضد الإرهاب، وهم يدركون جيدا أن هذه الافعال الارهابية التي استشهد الناس بسببها إنما تأتي لشق اللحمة الوطنية وإضعاف مكتسباتنا الوطنية"، مشيرا إلى أن الجميع من سنة وشيعة متحدون ضد الارهاب.

مشاركة :