اكتظت ساحة الوفاء في سيهات والتي احتضنت جثامين شهداء مسجد العنود الأربعة أمس بأهالي المنطقة الشرقية من المشاركين في وداعهم منذ الساعة الثانية ظهرا، وحملت اكف المشيعين جثامين الشهداء الاربعة «محمد وعبدالجليل الاربش وعبدالهادي الهاشم ومحمد العيسى» بعد الانتهاء من صلاة الجنازة باتجاه مقبرة سيهات التي لا تبعد عن ساحة الوفاء سوى كيلو متر واحد. وتواجدت 12 سيارة اسعاف وفرتها الجهات الطبية المشاركة في عملية الدعم، وتقدم السيد علي ناصر السليمان إمام مسجد الحسين في حي العنود والذي شهد جريمة التفجير جموع المشيعين للصلاة على الجثامين في ساحة الوفاء، حيث ركز على ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية والوقوف بحسم امام كافة اشكال العنف والكراهية، مشددا على ضرورة البقاء على قلب رجل واحد في جميع الاوقات وفي الاوقات العصيبة على وجه الاخص. وقبل وصول الشهداء الى مقبرة سيهات، وضعت الجثامين في سيارة بمرافقة ذويهم باتجاه المقبرة لاحتضانهم بعد الحصول على الترخيص منذ ايام قلائل، اذ تم اتخاذ قرار نقل الجثامين اليها منذ يوم امس الأول بعد مداولات مع ذويهم، فيما كان مقررا احتضان مقبرة سيهات قبور الشهداء وفق الاعلان الرسمي الصادر من لجنة التشييع قبل 3 ايام. وقال مسؤول اللجنة الاعلامية لشهداء مسجد العنود باسم العيثان: ان عملية تجهيز القبور في «الشهداء» الواقعة في مخطط الجش الواقع على طريق الجبيل - الدمام السريع، بدأت في صبيحة يوم امس الاول «الثلاثاء» وتم الانتهاء من عمليات الحفر في الساعة الثانية عشرة من ظهيرة يوم امس «الاربعاء»، مضيفا، ان الطبيعية الزراعية للأرض فرضت على الكوادر العمل على مدى الساعات الماضية بهدف مسابقة الزمن للانتهاء من عمليات الحفر لاستقبال الجثامين مبينا، ان موكب التشييع شهد مشاركة من البحرين وقطر والكويت، ووصفت الوفود العمل الارهابي الاجرامي بـ«الشنيع»، فالإرهابي لم يراع حرمة بيوت الله وحرمة يوم فضيل «الجمعة»، مؤكدين، ان الجميع يقف يدا واحدة في وجه جميع دعوات شق اللحمة الوطنية، لافتين، الى ان ارادة الحياة ستنتصر على ارادة الموت والقتل التي يسعى البعض الى تكريسها في المجتمع السعودي. قالت اسر شهداء القديح ان المخططين للجريمة النكراء التي استشهد فيها كوكبة من المصلين في مسجد الامام علي بن ابي طالب وقبلها في جريمة الدالوة في الاحساء وبعدها الجريمة الارهابية في مسجد الحسين بالدمام يهدفون الى تمزيق الامة وتخريب البلد بجر ابنائها الى الاحتراب. واضافت الاسر في بيان اصدرته امس «الاربعاء» ان تلك الجهات الارهابية بعد فشلها في حملات التحريض عبر وسائل التواصل في ان تنال من لحمة الاخاء المكين بين ابناء الوطن، لم يبق الا ان انتقلت من دور التحريض الى دور التنفيذ العملي لجرائم القتل واستباحة بيوت الله ودماء المصلين فيها، في محاولة مفضوحة لإيقاع الشيعة في فخ الفتنة كي يتهموا إخوتهم السنة بارتكاب هذه الجرائم، وبالتالي تحقيق ما يصبون اليه. وأكد البيان ان الوطن بأبنائه بوعيهم لخطورة ما يحاك لهم فوتوا على الجماعات الارهابية الفرصة، حيث تجلى هذا الوعي بأبهي صوره في تقاطر الحشود الكبيرة والوفود الكثيرة الى سرادق العزاء في القديح من مناطق المملكة كافة معزين ومواسين ومنددين بهذه الجريمة الشنعاء، ضاربين بذلك اروع الامثلة على التضامن والتعاضد والإخاء. ولم يستبعد البيان ان تعمد هذه الشرذمة الضالة من تصعيد جرائمها، فتعمد الى ما هو اخطر، فتقوم بتنفيذ جرائم اخرى في مساجد أهلنا أهل السنة، وتلصقها بالشيعة، كما فعلت في اكثر من مكان وأكثر من مناسبة. خلال تشييع الجثامين الأربعة أسر الضحايا متطوعون ينظمون عملية التشييع صور الشهداء خلال مراسم الدفن
مشاركة :