شيعت حشود كبيرة من المواطنين أمس، يتقدمهم علماء ومشايخ وشخصيات اجتماعية وشعبية قدموا من مختلف أرجاء المملكة، شهداء حادث تفجير مسجد العنود، الذي راح ضحيته أربعة شهداء، وإصابة أربعة آخرين، عندما فجر «إرهابي» تنكر في زي نسائي نفسه، بحزام ناسف في المدخل الجنوبي للمسجد، كان يستهدف جموعا من المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة الماضي. وبدأ تشييع الشهداء من ساحة جمعية سيهات «الوفاء» إلى ساحة مقبرة الشهداء، حيث مضت مسيرة التشييع وسط تنظيمات من قبل الجهات الأمنية والتي كان لها دور كبير وبارز وبتعاون مع اللجان التطوعية. ورفع المشيعون الذين ازدحم بهم المكان والطرقات صور الشهداء، بجانب اللافتات والشعارات التي تدعو إلى الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب، مستنكرين العملية الإرهابية، التي تسعى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي، وزرع الفتنة الطائفية، مؤكدين على ضرورة مواجهة الفكر الداعشي البغيض الذي لا يمت للإنسانية بصلة. ولأكدوا لأن الوحدة الوطنية مترابطة وليس هناك مكان لشق الصف. وقد تمت مواراة جثامين الشهداء الأربعة، وهم محمد الأربش وعبدالجليل الأربش وعبدالهادي الهاشم ومحمد العيسى في مقبرة «الشهداء»، بعد الصلاة عليهم. وأعرب أهالي الشهداء عن فخرهم بنيل أبنائهم الشهادة في سبيل الوطن، مؤكدين أن محاولات الفئة الضالة في زرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد ستبوء لا محالة بالفشل، خاصة أن الجميع يصطف خلف قيادته من أجل استقرار الوطن وأمنه، مشيرين إلى أن استشهاد فلذات أكبادهم يعد وسام شرف على صدورهم. فيما أشاد عدد من ذوي وأقارب المتوفين ببسالة وجهود ويقظة رجال الأمن البواسل في الكشف عن منفذ العملية البشعة في مسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بحي العنود بالدمام، مؤكدين أن هذا يسجل للوطن والمخلصين من رجاله الأوفياء وأن إنجازات رجال الأمن هي محل التقدير والفخر والاعتزاز ولا أحد ينكرها وهذا يدل على أن هؤلاء الأبطال حريصون على أمن الوطن. من جانب آخر، أوضح رئيس اللجنة المنظمة لتشييع شهداء مسجد الحسين بالعنود بالدمام جاسم المشرف أن مقر العزاء الرسمي سيكون في الخيمة المركزية إضافة إلى تنظيمات عدة لاستقبال الوفود من خارج المنطقة الشرقية الذين سيقدمون العزاء في الشهداء. وبين أن استقبال العزاء سيبدأ من اليوم ويستمر ثلاثة أيام، لافتا إلى أن مقر العزاء تم تجهيزه من يوم السبت الماضي حيث تبلغ مساحة المقر أكثر من 2000 متر. المزيد من الصور :
مشاركة :