إمدادات النفط آمنة .. ولا خوف على مستقبل الإنتاج

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية أن التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط غير مؤثرة في عملية الإنتاج وأن صناعة النفط في المنطقة تتمتع باستقرار واسع وقدرة كبيرة على تأمين الإمدادات واحتياجات النفط في العالم. وأضاف النعيمي خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية السادسة لمنظمة أوبك في قصر هوفبورج في العاصمة النمساوية فيينا أمس، أن علاوة المخاطر قائمة في سوق النفط لكنها "صغيرة للغاية"، مشيرا إلى أن"العالم بدأ يعتاد تماما على المخاطرة. وأشار النعيمي إلى أن صناعة النفط في الشرق الأوسط تواكب التغيرات المتلاحقة في المجال التقني والتكنولوجي موضحا أن التغيرات في هذا المجال متلاحقة وهو ما يفرض الكثير من التحديات على صناعة النفط. وأوضح أن تنوع مصادر الطاقة ما بين التقليدية وغير التقليدية لا شك أنه يمثل مصدر ثراء لمنظومة الطاقة في العالم وهو أحد المتغيرات المهمة التي يجب استيعابها وحسن التعامل معها. وقال النعيمي إن السعودية تولي اهتماما كبيرا بالتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة وخاصة الطاقات النظيفة مثل الطاقة الشمسية مشيرا إلى قدرة الرياض على تصدير الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية مستقبلا. وأبدى النعيمي تفاؤله بالنسبة لوضع سوق النفط مستقبلا لافتاً إلى أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية عن تحسن في مستويات الطلب العالمي الذي يتعافى حاليا بخطوات متسارعة وأن مصادر الطاقة الجديدة مطلوبة ومرحب بها في السوق إلا أن النفط سيظل يلعب دورا محوريا في التنمية المستدامة حول العالم خلال السنوات المقبلة. وأكد النعيمي أن مستقبل الطاقة التقليدية في العالم جيد ولا خوف على استقرار السوق أو على الإمدادات والسوق يتحسن يوما بعد يوم. وحظيت الندوة بحضور دولي واسع من قبل وزراء النفط في دول أوبك وخارجها ورؤساء الشركات والخبراء والسفراء، حيث استعرضت الرؤية حول وضع الطاقة في العالم تحدث خلالها كل من عبد الله البدرى الأمين العام لمنظمة أوبك، وماريا فان دير هوفن مدير وكالة الطاقة الدولية، وبوب دودلي الرئيس التنفيذي لشركة بريتش بتروليوم، وركس تيلرسون الرئيس والعضو المنتدب لشركة إكسون موبيل. من جانبه نفى عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك مجددا أن تكون المنظمة قد استهدفت بأي من قراراتها السابقة الدول غير الأعضاء في أوبك مشيرا إلى أن المنظمة تسعى إلى التوازن بين العرض والطلب وتحقيق الاستقرار في السوق ودعم الحوار بين المنتجين والمستهلكين. وأضاف البدري في كلمته أمام الندوة أن هناك حاجة إلى مزيد من الإنتاج والاستثمارات في السنوات المقبلة لتلبية الاحتياج العالمي إلى مزيد من الطاقة والناتج عن النمو السكاني المتسارع متوقعا أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 50 في المائة حتى حلول عام 2040. وأشار البدري إلى أهمية إنتاج مزيد من الطاقة لتلبية النمو الاقتصادي المتسارع في العديد من الدول النامية، وأن المصادر الجديدة للطاقة ما زال الاعتماد عليها ضعيفا ولا يمثل أكثر من 10 في المائة من منظومة الطاقة العالمية. وأكد البدري أن الطاقة التقليدية ستظل المصدر الأول لتلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة في السنوات القادمة، مشدداً على ضرورة علاج مشكلة فقر الطاقة عالميا حيث لا يزال هناك 2.7 مليار نسمة لا يحصلون على الاحتياجات الأساسية من الطاقة خاصة الكهرباء ويعتمدون على مصادر الوقود الحيوي. وبحسب البدري فإن أوبك تولي اهتماما كبيرا ومتزايدا بقضية الحفاظ على البيئة وتقليل الأثر السلبي للمتغيرات المناخية وذلك بالتوازي مع العمل على زيادة كفاءة استخدام الطاقة التقليدية. وقال البدري إن العالم بحاجة إلى ضخ مزيد من الاستثمارات لتأمين الاحتياجات من الطاقة موضحا أن أوبك تضع في صدارة اهتماماتها وبرامج عملها استقرار السوق والتعاون الدولي لمواجهة التحديات ودعم الحوار بين المنتجين والمستهلكين. ومن جانبه، توقع محمد السادة وزير الطاقة القطري أن تصبح الأسواق العالمية للنفط أكثر توازنا في النصف الثاني من العالم الحالي، مضيفاً أن الأشهر التسعة الأخيرة تقريبا شكلت تحديا للصناعة النفطية. وأضاف السادة أن هناك عدة أسباب تحمل على التفاؤل إزاء الوضع العام، ومن المفترض أن تكون الأسواق أكثر توازنا في النصف الثاني من العام الحالي، معتبراً أن الأسواق لم تتعاف بشكل كامل بعد وأن هناك الكثير من الغموض. فيما ذكر سهيل المزروعي وزير النفط الإماراتي أن التصحيح في سوق الخام لم ينته بعد مضيفا أنه متفائل بشدة إزاء اجتماع منظمة أوبك المقرر غداً. وأضاف المزروعي أننا سننتظر إلى نهاية العام حتى نعرف ما سيحدث لميزان العرض والطلب، لكن لا ريب أن تخمة المعروض تراجعت كثيرا، ونحن متفائلون. إلى ذلك، قالت ماريا فاردين هوفن مديرة الوكالة الدولية للطاقة إن النفط سيظل المحرك الرئيسي للتنمية في السنوات المقبلة خاصة في مجال النقل ويجب تعاون جميع دول العالم من أجل تأمين الإمدادات. وأشارت هوفن إلى أهمية برامج التعاون بين دول أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة من أجل استقرار ونمو السوق العالمية ورفع مستوى معيشة السكان وتطوير وسائل النقل وتوفير الاحتياجات الأساسية خاصة من الطاقة الكهربائية. وحول ذلك، قال ركس تيلرسون مدير شركة "إكسون موبيل"، إن المجتمع الدولي يجب أن يتعاون من أجل تأمين إمدادات الطاقة التي تلبي النمو السكاني المتسارع مشيرا إلى ضرورة العمل على تحقيق كفاءة استخدام الطاقة مؤكدا أن نمو الطلب على الطاقة يعني أن المؤشرات الاقتصادية جيدة وأن هناك نمواً فعلياً في الأداء الاقتصادي. من جهته، قال بوب دودلي مدير شركة "بريتش بتروليوم"، إننا نركز في عملنا على مواجهة تحديات ومتغيرات السوق بزيادة الاعتماد على التوسع في برامج وعلاقات الشراكة مع الدول والشركات في كل العالم. وفي تصريحات خاصة لـ "الاقتصادية"، أكد عبد الله البدري أن التعاون بين روسيا وأوبك يحتل أهمية خاصة من الجانبين نظرا لثقلهما الكبير في السوق وقدراتهما الإنتاجية مرحبا بحضور ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي للندوة متوقعا أن يسفر اللقاء عن تفاهمات جديدة تدعم استقرار السوق. وأشار البدري إلى أنه ليس قلقاً على السوق من زيادة المعروض وارتفاع انتاج أوبك إلى مستويات قياسية موضحا أن النفط سيظل المحرك الرئيسي للتنمية في العالم وأن الطلب العالمي قادم بقوة ما يتطلب زيادة الإنتاج والاستثمارات. إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية"، عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي، إن تنامي إنتاج العراق أمر طبيعي ليستعيد مكانته الطبيعية في السوق بعد سنوات من تراجع الإنتاج بسبب الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية. وأضاف عبد المهدي أن هناك تهويلا فيما يتعلق بدور داعش في تجارة النفط لأن تأثيرها محدود وأغلب المنشآت النفطية تحت سيطرة الحكومة لافتاً إلى أن نشاط داعش محدود وغير مؤثر. على صعيد الأسعار، تراجعت أمس أسعار النفط الخام أكثر من 2 في المائة بضغط ارتفاع الدولار وتخمة المعروض على الأسعار قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول التي تساهم بأكثر من 40 في المائة من إنتاج الخام في العالم في فيينا غداً. وبحسب "رويترز"، فقد نزل سعر برنت في عقود تموز (يوليو) 1.75 دولار إلى 63.90 دولار للبرميل منخفضا نحو 2.5 في المائة. وانخفض الخام الأمريكي 1.40 دولار أو 2.25 في المائة إلى 59.86 دولار للبرميل.

مشاركة :