الدوحة- قنا: تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، تنطلق فعاليات مؤتمر الدوحة السادس للمال الإسلامي تحت عنوان "التمويل الإسلامي في عالم متحوّل"، وذلك يوم 25 فبراير الجاري بفندق شيراتون الدوحة. وتعقد نسخة العام الحالي بمشاركات دولية من هيئات حكومية ومنظمات دولية ومؤسسات مالية وأكاديمية في مجال الاقتصاد والمال والرياضة والتكنولوجيا، ومن المتوقع أن تسهم مخرجات المؤتمر في تطوير صناعة التمويل الإسلامي في قطر والعالم. وفي كلمته خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بيت المشورة للاستشارات المالية، أن استضافة هذا المؤتمر يرسخ مكانة دولة قطر على خارطة التمويل الإسلامي عالميا، حيث تعتبر الدوحة أكثر المراكز المالية المؤهلة للتحول إلى عاصمة للتمويل الإسلامي عالميا استنادا إلى حزمة من المؤشرات أبرزها النمو المتسارع لقطاع التمويل الإسلامي والذى أدى إلى انضمام دولة قطر إلى قائمة الخمسة الكبار في التمويل الإسلامي عالميا، حيث يصل حجم أصول التمويل الإسلامي في قطر إلى مستوى 129 مليار دولار (496.56 مليار ريال) وهو ما يعني أنها خامس أكبر سوق للتمويل الإسلامي عالميا. وأشار السليطي إلى أنه بجانب ذلك تتمتع دولة قطر ببنية تشريعية وبيئة تشغيلية وهيكل تنظيمي متميز في قطاع التمويل الإسلامي، حيث تحتضن إلى جانب مؤشر بورصة قطر الريان الإسلامي ، صندوق الريان قطر للمؤشرات المتداول، وهو أكبر صندوق مؤشرات استثماري إسلامي متداول مدرج في دولة واحدة، كما أن قطر تلعب دورا كبيرا في تطوير صناعة الصكوك (السندات الإسلامية) على مستوى العالم، وفضلا عن ذلك تتوسع الشركات القطرية العاملة وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية في معظم أسواق العالم لتقود قاطرة النمو بالقطاع على المستوى الدولي. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أن المؤتمر في نسخته السادسة يركز على مناقشة تأثيرات التحولات العالمية على التمويل الإسلامي وذلك من خلال محاوره الرئيسة، حيث يبحث في تقديم رؤية استشرافية للأزمات المالية والاقتصادية التي يتنبأ بها العلماء والمختصون ومدى تأثيرها على التمويل الإسلامي، كما يتفرد المؤتمر بمناقشات حول توجيه المؤسسات المالية الإسلامية نحو الاستثمار في القطاع الرياضي وآليات وضوابط عمليات التمويل والاستثمار في هذا القطاع المهم، كما سيتم استعراض تجارب منصات التداول الإسلامية وأثرها على الاقتصاد العالمي، مع تقديم فكرة لإنشاء سوق للسلع والمعادن في منطقة الشرق الأوسط تراعي خصوصية التمويل الإسلامي ومؤسساته وتسهم في التنمية الاقتصادية لدول المنطقة. ونوه إلى أن المؤتمر يواكب التطورات التكنولوجية ويحاول استشراف المستقبل من خلال ما سيناقشه في موضوع الابتكار والذكاء الاصطناعي في التمويل الإسلامي عبر تقديم رؤية مستقبلية لدور الذكاء الاصطناعي في المصارف الإسلامية، وبيان فرص الاستثمار الإسلامي في هذا المجال، وعرض الضوابط والمعايير الشرعية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التمويل الإسلامي. من جانبه، أكد الدكتور أسامة قيس الدريعي نائب رئيس اللجنة المنظمة والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة للاستشارات المالية، أن التزام بيت المشورة بتنظيم هذا الحدث السنوي المهم نابع من إيمانها بأهمية اجتماع العلماء والمفكرين والمهنيين لتقويم وتطوير الصناعة المالية الإسلامية، كما أن موضوعات مؤتمر الدوحة للمال الإسلامي يتم اختيارها بعناية وفق رؤية استشرافية لمستقبل التمويل الإسلامي في زمن متسارع ومتحول في جميع اتجاهاته الاقتصادية. وأوضح الدريعي أن الصناعة المالية الإسلامية تحقق نمواً متسارعاً حيث يبلغ حجم المؤسسات المالية الإسلامية مستوى 1389 مؤسسة ونافذة على مستوى العالم بإجمالي أصول 2.4 تريليون دولار وتحقق هذه المؤسسات معدل نمو سنوي مركب يبلغ 6 بالمائة ، فيما تستحوذ الخدمات المصرفية الإسلامية على حصة تبلغ 71 بالمائة أو ما يوازي 1.7 تريليون دولار من إجمالي حجم أصول الصناعة المالية الإسلامية بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5 بالمائة وفقا لأحدث البيانات المتاحة، فيما تشير التقديرات إلى بلوغ أصول التمويل الإسلامي مستوى 3.2 تريليون دولار خلال العام الجاري 2020. بدوره، أكد السيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، في كلمته بالمؤتمر الصحفي، أن مؤتمر الدوحة السادس للمال الإسلامي ، يواصل دوره كمنصة عالمية تدعم مكانة دولة قطر، لتصبح مركزًا رائدًا للتمويل الإسلامي في العالم، خاصة وأنه مما لا شك فيه أن قطر تتمتع بالأسس اللازمة لتسريع نمو صناعة التمويل الإسلامي. ولفت في هذا الإطار إلى أن دولة قطر استطاعت بالفعل تحقيق مستويات نمو عززت من مكانتها على الصعيد العالمي، حيث بلغ معدل النمو السنوي المركب لأصول صناعة التمويل الإسلامي بقطر 8 بالمائة منذ عام 2015، ليصل الإجمالي إلى 129 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2019، وهو ما يمثل 33 بالمائة من إجمالي أصول النظام المالي في قطر. وأشار الجيدة إلى أن دولة قطر تواصل جهودها المبذولة للحفاظ على مستويات النمو وتحقيق المزيد من النتائج والإنجازات التي من شأنها تمهيد الطريق لتحسين مكانة قطر عالميًا، معبرا عن الفخر بأن يكون مركز قطر للمال داعمًا رئيسيًا لتلك الجهود وذلك في إطار الاستراتيجية الجديدة للمركز والتي تتضمن تركيزًا متجددًا على الصناعات الواعدة وبالأخص الخدمات الرقمية والرياضية والمالية، بما في ذلك التمويل الإسلامي. وشدد على أن منصة مركز قطر للمال تعد بالفعل موطنًا للعديد من مؤسسات التمويل الإسلامي الرائدة، مثل الريان للاستثمار، وهي مملوكة بالكامل لمصرف الريان، أحد أكبر البنوك الإسلامية في قطر، وكيو انفست QInvest، كما يحمل المركز رؤية تنموية لتغطية المعاملات المالية الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وهو ما سيتم مناقشته باستفاضة في فعاليات المؤتمر، مؤكدا ثقته في أن النسخة السادسة من مؤتمر الدوحة للمال الإسلامي ستمكن جميع المشاركين من العمل سويًا على تحديد خطط مستقبلية لتنمية هذه الصناعة الواعدة. كما أشار السيد سعود البوعينين مدير إدارة الاتصال والتسويق بالإنابة في بنك قطر للتنمية، في كلمته بالمؤتمر الصحفي، إلى دور التمويل الإسلامي المتميز في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال أدواته التي تعزز من الدور التنموي لهذه المشروعات، منوها بما حققته دولة قطر في الآونة الأخيرة من قفزة نوعية في قطاع المشروعات الوطنية. وأوضح بأن بنك قطر للتنمية يؤمن بأهمية قطاع التمويل الإسلامي الذي انعكس على توجهاته الاستراتيجية من خلال تقديمه خدمات التمويل المباشر بالصيغ الإسلامية، بالإضافة إلى التعاون مع المصارف الإسلامية في قطر في التمويل غير المباشر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج الضمين، معبرا عن اهتمامه بموضوعات هذا المؤتمر التي تلامس قطاعات حيوية وتتلمس جوانب مختلفة في قطاع التمويل الإسلامي بما يتوافق مع التوجهات الاقتصادية لتحقيق استراتيجيات التنمية في دولة قطر. وفي إطار الشراكة الاستراتيجية لبنك بروة، أعرب السيد طلال الخاجة، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصال، عن سعادة بنك بروة لرعاية هذا المؤتمر منذ نسخته الأولى، مؤكداً أن هذا الدعم المتواصل لمؤتمر الدوحة للمال الإسلامي ، إنما ينبع من الإيمان الراسخ لمجموعة البنك بأهمية الدور المعرفي في ترشيد وتقويم تجربة الصيرفة الإسلامية واكتشاف ملامح المستقبل لهذه التجربة الواعدة. وأشار إلى أن بنك بروة قد نَفّذَ أول عملية اندماج مصرفي في الدولة ليصبح من أكبر الكيانات المصرفية الإسلامية محليًا وعالميًا، متمنيًا أن يُسفر المؤتمر عن نتائج وتوصيات تستفيد منها المصارف الإسلامية ومؤسسات التمويل الإسلامي. فيما أفاد الدكتور إبراهيم الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، في كلمته بالمؤتمر الصحفي، أن مؤتمر الدوحة السادس للمال الإسلامي يأتي في سياق توجه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة إلى توثيق الصلة بشركاء المصلحة وبناء علاقات الشراكة معهم، ولا شك أن عمل شركة بيت المشورة يأتي في صميم اهتمامات كلية الشريعة بجامعة قطر، ولذلك فقد تشجعت الكلية لرعاية والمشاركة في المؤتمر أكاديمياً مع هذه الشركة. وأكد الأنصاري أن التعاون بين الكلية وبيت المشورة لا يقتصر على هذا النشاط فقط، بل يمتد إلى نشاط البحث العلمي المشترك والإشراف والتحكيم لأبحاث مجلة بيت المشورة، داعيا كافة الشركاء للتعرف على أنشطة الكلية وعقد الاتفاقيات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف وتسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. وفي ذات السياق، شدد الدكتور عماد الدين شاهين عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، على أن كلية الدراسات الإسلامية تتشرف بأن تكون شريكاً أكاديمياً في هذا اللقاء العلمي المتخصص في المالية الإسلامية، مؤكدا أنه مما لا شك فيه أن هذه الشراكة المتجذرة والمستمرة تسهم في تطوير طلاب الكلية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في التمويل الإسلامي، وتزودهم بالأدوات التي تمكنهم من معرفة وإدارة التطورات المستجدة، كما تتيح أمامهم فرص بناء العلاقات والتفاعل مع أصحاب التخصص في مجال سريع التغييرات. ونوه بأهمية هذا المؤتمر الذي يسهم في تبادل الخبرات في الممارسات المثلى من جهة والخبرات العلمية في التمويل الإسلامي من جهة أخرى، حيث يبحث موضوع هذا العام في عنصر أساس في صميم الثورة الصناعية الرابعة مع بيان طريقة التقدم في عالم يندفع بقوة نحو الرقمية والتكنولوجيا الحديثة. كما تطرق السيد حسام حامد الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة بيت التمويل القطري إلى أن النهوض بقطاع التمويل الإسلامي يتطلب تنسيقًا استراتيجيًا بين مؤسسات التمويل الإسلامي والجهات الأكاديمية والبحثية، موضحا أن هذا ما حرص عليه بيت التمويل القطري من خلال رعايته لهذا المؤتمر الذي يتناول أبرز القضايا والموضوعات الملحة التي ترافق مسيرة مؤسسات التمويل الإسلامي محليًا وعالميًا. جدير بالذكر أن فعاليات مؤتمر الدوحة السادس للمال الإسلامي تنظمها شركة بيت المشورة للاستشارات المالية مع عدد من الشركاء، كـ"بنك بروة" الشريك الاستراتيجي، و"اللجنة الأولمبية القطرية" الشريك الرياضي، وبرعاية ماسية من "مركز قطر للمال" ورعاية فضية من "بنك قطر للتنمية" و"بيت التمويل القطري"، وبشراكة أكاديمية مع "كلية الشريعة والدراسات الإسلامية" بجامعة قطر، و"كلية الدراسات الإسلامية" بجامعة حمد بن خليفة، و"كلية المجتمع في قطر" و"الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية في المالية الإسلامية" بماليزيا. وتعتبر شركة بيت المشورة للاستشارات المالية ،شركة مساهمة خاصة، أول شركة قطرية مصرح لها من قبل الجهات الإشرافية متخصصة في تقديم الاستشارات الشرعية والتطوير والتدريب في مجال الصيرفة الإسلامية. حيث تقدم خدماتها للمصارف وشركات المال والاستثمار الإسلامية منها والتقليدية وشركات التأمين الإسلامية وشركات الوساطة الإسلامية على كافة المستويات والأصعدة.
مشاركة :