دعوات جديدة باتت تنادي ليس بالاعتراف بعلم الطاقة في إطاره المحدود فقط، بل بفهمه وتفسيره في إطار الشريعة الإسلامية التي تعتبر الأساس لفهم حقائق العلم الإلهي والأسرار التي أودعها الله في كونه، فضلاً عن الدعوة إلى أخذ علم الطاقة بالاعتبار للمشتغلين في الحقول الطبية المختلفة؛ النفسية والعضوية والصيدلة وغيرها. ولم تأتِ تلك الدعوات اعتباطاً بل بنيت على أسس متينة شرحها د. أحمد عمارة في حديث تفصيلي حول الطاقة الحيوية، مشيراً إلى أن الجسم المادي للإنسان «المرئي» يحيط به جسم طاقي نسميه الهالة «غير مرئي» وهو ما يدعى «النفس»، وقد أوضح عمارة أن ذلك الجسم الطاقي يؤثر بنسبة 90-95% في الجسم المادي للإنسان. وبمزيد من الإيضاح بيّن منشأ التأثير بالقول إن كل ما هو مسجل في الجسم الطاقي يؤثر في الحياة المادية والواقع «وهو ما يجعل قانون الجذب –على سبيل المثال– ساري المفعول وحقيقياً»، وبهذا فإن الفكرة التي يفكر فيها الإنسان يكون لها تأثير في الجسم الطاقي ليحولها الأخير إلى مشاعر، ومن ثم تتحول إلى الجسد بترجمة عملية قد تشكل المرض أو المناعة أو ما شابهها من تداعيات، فضلاً عمّا تعكسه على الواقع المعاش للشخص نفسه. وهو ما دعاه أيضاً للقول إن عملية تنظيف الهالة باستمرار «والتي يطبقها البعض بتمارين الاستغفار وآخرون بتمارين التأمل، أو بالجمع بينهما» تسهم في فتح المجال لانتقال أفضل الاحتمالات وبسرعة إلى خيال الإنسان وواقعه.ولأننا وقفنا هنا للحديث عن العلاج بالطاقة –استكمالاً لما أشرنا إليه أمس–، فلدينا في الإسلام تفسيرات لبعض الأمراض التي لا يعترف بها الطب، وهي ما نسميها بالأمراض الروحية كالمس والسحر والعين، وهي أمراض طاقية، وعلاجها أيضاً طاقي يتمثل بالرقية الشرعية، ورغم أن الرقية الشرعية تصلح لعلاج الأمراض على اختلافها، ولكن تأثيرها في تلك الأمراض التي لا علاج آخر لها يبدو أكثر أهمية. ولعل من أشكال الطاقة التي ذكرها القرآن والتي تفيد في علاج الواقع المعاش أيضاً «الدعاء» –مع تعقيد الحديث في الدعاء الذي لا يحتمل المقال ذكره– ولكن لو لاحظنا فإننا نرفع في الدعاء أيدينا فنوجهها إلى السماء وليس العكس، وهو أمر مشابه لما يمارسه أصحاب العقائد الأخرى في تأملاتهم. إلى جانب ذلك أشار عمارة كيف أن رفع اليد في الطواف حول الكعبة أمام الحجر الأسود هو شكل من أشكال الطاقة المتبادلة والتي قد يفرغها الإنسان موجهاً إياها تجاه الحجر الأسود «أي الطاقة السلبية المتكونة من الذنوب والمعاصي وما شاكلها» ما يجعل موسم الحج أو أداء فريضة العمرة مكفرة للذنوب أو تعيد المرء كيوم ولدته أمه «من حيث التنظيف الطاقي لهالته»، وعليه يقاس مبرر وضع اليد اليمنى على موضع الألم في الرقية الشرعية كون اليد تمد الجسم بطاقة شفائية خاصة.* اختلاج النبض:علم الطاقة واسع وغزير، والعلم الإلهي أكثر غزارة ومكمن أسرار كونية ما زال العلماء والباحثون يبذلون قصارى جهودهم في فك شفراتها وفهم كوامنها، فكلما ألهم الله علماء أمة ما لعلم لدّني، توصلنا لعلوم جديدة وأسرار شفائية أو حضارية لم نكن نعلمها من قبل.
مشاركة :