إن القول بموت النقد أو بموت الأدب أو أنهما في خطر وما شابه ذلك من التعابير التي بدأت في الظهور منذ أواخر التسعينيات، حتى قبلها، مثل الحديث عن نهاية التاريخ والأيديولوجيا، وموت المؤلف، لا يعني أن الأفكار الأدبية السائدة خاطئة، بل علينا التفكير بشكل صائب في الأدب. إن معيار "الخطأ" و"الصواب" في التفكير والممارسة ليس سليما. إن عملية التفكير في الموضوع - أي موضوع - وليد صيرورة تتحقق فيها تراكمات قابلة للتحول. وكلما ظهرت حقبة جديدة، لشروط وسياقات جديدة بدأت في التحقق، كان لزاما على التفكير أن يأخذ بأسباب التحول، وينخرط في مواكبته، وفق المستجدات والضرورات الجديدة، وبناء على ذلك تتغير الأسئلة وتمتد آليات التفكير تبعا لما تحمله التحولات من معطيات جديدة. من هنا فإن أصحاب تلك الصيحات "الأوروبية وحتى الأمريكية" جاءت في نطاق تحول جذري، بدأت ملامحه تظهر منذ أواسط الثمانينيات في أمريكا، ابتدأ هذا التحول الجذري، أو الإبدال الجديد، مع ما صار يعرف بـ"عصر المعلومات" أو "العصر الرقمي" أو "التكنولوجيا الجديدة".
مشاركة :