بيروت (رويترز) - رغم الشجن الذي يعيشه لبنان والأزمة الاقتصادية المستفحلة تصاعدت الأنغام في جبل لبنان مساء الثلاثاء معلنة انطلاق دورة جديدة لمهرجان البستان تحمل أملا جديدا وتحتفي بأحد أشهر الموسيقيين العالميين. وأصر منظمو المهرجان على إقامته هذا العام رغم تباطؤ التدفقات المالية على البلاد واندلاع احتجاجات ضد النخبة الحاكمة مما تسبب في إلغاء معظم الفعاليات الثقافية بالبلاد. حمل افتتاح الدورة السابعة والعشرين عنوان (الأمل) وهو ما جسده أطفال جمعية التدريب على السمع والنطق الذين أدوا على المسرح النشيد الوطني اللبناني بلغة الإشارة. واحتفى المهرجان في ليلته الأولى بالموسيقار الألماني لودفيج فان بيتهوفن (1770-1827) مقدما له السيمفونية الخامسة والكونشرتو الخامس (الإمبراطور) مع عزف الإيطالية جلوريا كامبانر على البيانو والأوركسترا الفلهارومونية اللبنانية بقيادة الإيطالي جيانلوقا مارتشيانو مدير البرنامج الفني للمهرجان. وعن اختيار هذه السيمفونية تحديدا بالافتتاح قال مارتشيانو لرويترز إنها ”من الأهم في تاريخ الموسيقى وتحمل تناقضات واضطرابات في عمقها وتتنقل بين الحزن والعنف لكنها تنتهي بالأمل والمحبة، وهي أشبه اليوم بما يمر به لبنان من تخبطات، لكني أردت أن تنتهي السهرة بنفحات أمل تمنحها الموسيقى للجمهور اللبناني المتعطش دائما للفن“. وبهذا الحفل يكون لبنان قد التحق ببلدان العالم التي تحتفي ببيتهوفن من خلال حفلات موسيقية في أنحاء العالم. وفي أروقة المهرجان الذي امتلأت قاعته عن آخرها حضر جمهور متنوع الفئات العمرية وهو يرجع جزئيا إلى حرص المنظمين على توحيد سعر بطاقات الدخول الذي لم يتجاوز ثلاثين ألف ليرة كما قالت لورا لحود نائبة مديرة المهرجان. ويشارك في المهرجان هذا العام بعض الموسيقيين العالميين أمثال عازف البيانو الفرنسي رينو كابوسون وعازف الكمان الإنجليزي-التايواني كيت أرمسترونج. ويتضمن البرنامج كل ما كتب بيتهوفن من سيمفونيات وكونشرتو للبيانو والكمان وسوناتا التشيلو والبيانو وسوناتا الكمان والبيانو. واعتبر النائب السابق غسان مخيبر أن هذا المهرجان يندرج ضمن المقاومة الثقافية التي تتحدى ظروفا قاسية يمر بها لبنان وقال لرويترز ”لقد نقلنا الموسيقيون إلى عالم الأمل والتفاؤل رغم كل السوداوية التي حولنا“. أما مدير عام وزارة التربية فادي يرق فقال إن ”المهرجان ببرنامجه المحترف إنما يؤسس كما أسس منذ 27 سنة لثقافة موسيقية لدى الأجيال الصاعدة خصوصا أن الدخول إليه أصبح هذا العام بأسعار موحدة ومنخفضة“. يشمل برنامج المهرجان 15 حفلا موسيقيا وتقيم عازفة البيانو جلوريا كامبانر حفلا مجانيا بعنوان (بيتهوفن حيث الأمل ينمو) يوم الجمعة 21 فبراير شباط في مركز وأكاديمية حليم وعايدة دانيال بمستشفى الجامعة الأمريكية دعما لمرضى السرطان. وتتوزع أنشطة وحفلات المهرجان بين الجامعة اللبنانية الأمريكية وجامعة القديس يوسف والجامعة الأمريكية وبعض الكنائس.
مشاركة :