أكد معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة، في كلمته لدى افتتاح مؤتمر البحرين الثاني لداء السكري والغدد الصماء، أن ما يشكله عبء داء السكري عالمياً ومحلياً في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتطلب وقفة حازمة من كل المختصين بالقطاع الصحي من طواقم طبية وإدارية لوضع استراتيجيات فاعلة للحد من انتشار المرض واكتشافه مبكراً وعلاجه بالشكل الأمثل لحماية المصابين من المضاعفات.وأوضح الشيخ محمد في المؤتمر الذي ينظمه مستشفى رويال بالتعاون مع شركة كيو تي سي (QTC) واي سي او ام (ICOM) أن الاحصاءات العالمية تشير إلى أن هناك 463 مليون شخص مصاب بداء السكري في العالم، وهناك 374 مليون شخص مصاب بمرحلة ما قبل السكري وهم فئة تحتاج الاهتمام والعناية للوقاية من السكري، كما أن الإحصاءات تقدر أن واحدا من كل اثنان مصاب بالسكري لم يتم تشخيصه بعد، وتشكل مصروفات علاج مرض السكري ومضاعفاته 10% من مصروفات الصحة دوليا.وأكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الحرص على ضرورة توفير أفضل الخدمات لمرضى السكري والغدد الصماء بالمملكة، من خلال التغطية الصحية الشاملة وتوفير العيادات الرعاية الأولية المتخصصة في علاج الأمراض المزمنة، والعيادات المتخصصة في رعاية مرضى السكري تحديداً، حيث تقوم تلك المراكز بتقديم مختلف الخدمات العلاجية الوقائية.وأضاف معاليه أن جمعية السكري البحرينية تبذل جهوداً حثيثة منذ تأسيسها قبل 30 عاماً على نشر التوعية في المجتمع، والتشجيع على الالتزام بأساليب الحياة الصحية، من خلال مضامير المشي، ومشروع «تحدي المشي»، منوهاً إلى أن الجمعية قامت بتدشين مبادرة بعنوان «مشروع تحدي السمنة» بالتعاون مع شركة نفط البحرين «بابكو» والمحافظة الجنوبية، وحظيت تلك المبادرة بنجاح كبير.وذكر الشيخ محمد أن مملكة البحرين تدعم مثل هذه الأنشطة العلمية والمنتديات الطبية التي يلتقي من خلالها الخبراء والمختصون في أمراض الغدد الصماء والسكري من داخل المملكة وخارجها ويتبادلون الخبرات والمعرفة، حيث من شأن هذه المؤتمرات أن تحفز الأطباء والعاملين في القطاع الصحي على البحث العلمي وتقييم الخدمات الصحية المقدمة للمرضى وتطويرها باستمرار.من جهته، قال الدكتور وئام حسين رئيس المؤتمر؛ أن المؤتمر الذي ينعقد للعام الثاني على التوالي يسعى إلى إيجاد الحلول واستعراض التجارب في تشخيص وعلاج داء السكري الذي يشهد ارتفاعاً مستمراً في معدلات الاصابة به بالمملكة، نتيجة لزيادة معدلات السمنة الناتجة عن خلل هرمونات الغدة الدرقية، وهشاشة العظام وامراض الغدد الصماء، مشيراً إلى وجود توقعات لارتفاع هذه النسبة لتشمل نحو ربع سكان دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2030.وأضاف حسين أن جلسات المؤتمر ستناقش طرق العلاج التكنولوجية الحديثة لتشخيص وعلاج داء السكري والغدد الصماء ولكافة الأعمار، كما سيشهد المؤتمر وللمرة الأولى تقديم أوراق عمل متخصصة في مجال علاج الأطفال، متضمنة آخر مستجدات نتائج الأبحاث وطرق العلاج لتوفير حياة آمنة ومستدامة للمصابين بهذا المرض من تلك الفئات العمرية.وكشف حسين عن طرح اللجنة المنظمة للمؤتمر جائزة للبحث العلمي لفئة الابحاث المتخصصة في مرض السكري، بهدف التشجيع على البحث وطرح التجارب المعتمدة والمتخصصة في هذا المجال، مشيراً في هذا الصدد إلى أن اللجنة المنظمة حرصت على تشجيع الكوادر الطبية البحرينية الشابة على تقديم أوراق العمل المتخصصة، والحرص على تقديم الأفكار والأطروحات التي تسهم في إثراء المؤتمر بكل ما هو جديد حول هذا المرض.من جهتها، أكدت الدكتورة دلال الرميحي استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك حمد الجامعي ورئيسة اللجنة العلمية في جمعية السكري البحرينية، أهمية المؤتمر في جمعه خبراء من مختلف الدول لتبادل المعرفة والخبرات حول مرض السكري الذي ماتزال أرقامه في ازدياد مضطرد.
مشاركة :