تركيا وروسيا.. اللعب على حافة الهاوية

  • 2/21/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال الاستقطاب الروسي التركي قائماً في الشمال السوري، لاسيّما إدلب، بعد شن روسيا غارات على مواقع المسلحين، الأمر الذي دفع ناشطين سوريين لإطلاق حملة كسر الحدود، ما يجعل أنقرة في موقف محرج. وعلى الرغم من التوتر بين الطرفين، فإنه يمكن القول إنّ الوضع الآن يتسم بمحاولات اللعب على حافة الهاوية حتى النهاية، باعتبار أنّ الطرفين لا يريدان الاشتباك ونسف كل التفاهمات في سوريا، سواء غرب أو شرق الفرات، ويريدان في الوقت نفسه تحقيق مكاسب على الأرض. ويعمل الطرفان الروسي والتركي على التصعيد بشكل يمكن التحكم به، إذ دفعت روسيا الجيش السوري إلى السيطرة على مناطق استراتيجية في ريفي حلب وإدلب، وباتت نقاط المراقبة التركية تحت حصار الجيش السوري، فيما بدأ الجيش التركي قصفاً مدفعياً على سراقب حيث مواقع الجيش السوري، واستهداف مناطق في ريف حلب في النيرب، ما يعد نوعاً من تنفيذ التهديدات التركية باستهداف الجيش السوري التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين. ورغم كل التصعيد المتبادل والتهديدات التركية بشن حرب ضد قوات الجيش السوري، إلا أنه لا يزال هناك هامش يمكن التوصل فيه إلى تهدئة، إذ قال مسؤول تركي إن بلاده تناقش مع روسيا تسيير دوريات مشتركة في إدلب شمال غرب سوريا كأحد الخيارات لضمان الأمن في المنطقة. وأضاف المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، أنّ إيران وتركيا وروسيا يخططون للاجتماع في طهران مطلع مارس المقبل لمواصلة مناقشة الوضع المتأزم في إدلب، والأزمة السورية. وتعد المنطقة الآمنة في الشمال السوري، بمشاركة دوريات تركية روسية، أحد المطالب التركية وأبرز ما يمكن التوصل إليه، مقابل تراجع الجيش السوري عن نقاط المراقبة التركية في الداخل السوري، وهو أحد السيناريوهات التي يمكن أن تنزع فتيل الأزمة. سيناريو مواجهة ويتمثّل السيناريو الثاني في مواجهة عسكرية بين الطرفين من شأنها جعل الشمال كتلة من اللهب، إلا أنّ هذه المواجهة ستكون مكلفة للطرفين، وربما لا تقف عند إدلب وحلب، ذلك أنّ مناطق التماس بين الطرفين طويلة في سوريا. ومن المستبعد توسيع الاشتباك بين الطرفين الروسي والتركي، على الرغم من العمليات العسكرية الخفيفة على الأرض، ذلك أن الاجتماع المقبل في طهران سيحدد مسار الثلاثية الروسية التركية الإيرانية، التي ترعى تفاهمات أستانة في الشمال السوري. صدام مستقبلي ويوحي الموقف الأمريكي في هذه الأزمة بالصدام المستقبلي بين روسيا وتركيا، لاسيّما أن التصريحات الأمريكية كانت واضحة في الوقوف إلى جانب تركيا في أية مواجهة مع روسيا، إلا أنّ أنقرة تخشى مثل هذه المواقف كي لا تدفعها للتورط بمواجهة مع روسيا. ووفق مراقبين، فإن ما سينتج عنه في إدلب، سيحدد الكثير من شكل التحالفات الإقليمية والدولية في إدلب، وأيضاً سيحدد العلاقة الروسية التركية في مناطق شمال شرق سوريا، إذ تنتشر روسيا في كل من القامشلي ومنبج وعين العرب والرقة، ما يجعل المواجهة الروسية التركية ممتدة على طول الحدود السورية التركية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :