الأمم المتحدة – الوكالات: حذر موفد الامم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون امس امام مجلس الامن الدولي من «خطر تصعيد وشيك» في شمال غرب هذا البلد بعد التصريحات الأخيرة لتركيا وروسيا. وقال بيدرسون خلال اجتماع شهري لمجلس الامن حول سوريا «لا يمكنني الحديث عن اي تقدم لوضع حد لاعمال العنف في الشمال الغربي أو لإحياء العملية السياسية»، موضحًا أن موسكو وانقرة لم تتوصلا إلى «اي اتفاق» رغم محادثات مكثفة بينهما، وتصريحاتهما الأخيرة «توحي بخطر تصعيد وشيك». وكانت موسكو حذرت امس الرئيس التركي رجب طيب أردوجان بعد أن هدد بشن هجوم عسكري في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد في ادلب. وأعلن أردوجان أن المحادثات مع موسكو في الاسبوعين الماضيين فشلت في التوصل «إلى النتيجة التي نريدها» وحذر من أن تركيا قد تشن عملية في سوريا ما لم تسحب دمشق قواتها قبل نهاية الشهر. وقال أردوجان في خطاب بثه التلفزيون «بات شن عملية في ادلب وشيكا... بدأنا العد العكسي، هذا آخر تحذيراتنا». وطالب القوات السورية بالتراجع إلى ما وراء المواقع العسكرية التركية في إدلب، والتي أقيمت بموجب اتفاق عام 2018 مع روسيا لصد أي هجوم تقوده دمشق. وسارع الكرملين إلى الرد على تهديد أردوجان محذرا من أن أي عملية ضد القوات السورية ستكون «أسوأ سيناريو». ومع دفع تركيا بعدد كبير من التعزيزات إلى إدلب في الأسابيع الأخيرة، أكد وزير الدفاع خلوصي أكار أنه «من غير الوارد بالنسبة لنا أن ننسحب من مواقع المراقبة التابعة لنا». وأضاف للصحفيين في أنقرة «إذا تعرضت لهجوم من أي نوع سنرد بالمثل». ومذكرا بأن 900 ألف شخص نزحوا في محيط ادلب أوضح مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك أن «أكثر من 500 ألف منهم أولاد». وقال «يفر السكان في ظروف فظيعة». وضمن مداخلات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وجهت ألمانيا نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ليتدخل لوقف النزاع. وقالت برلين مدعومة من لندن إن عملية آستانة انتهت، في حين قدمت واشنطن دعمها لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تتحمل بحسب الولايات المتحدة عبئا كبيرا عبر استقبال ملايين اللاجئين السوريين. في وقت سابق هذا الأسبوع أعلنت الأمم المتحدة أن النازحين هم في غالبيتهم من النساء والأطفال وحذرت بأن الأطفال يموتون بسبب البرد لأن مخيمات الإغاثة ممتلئة. ودعا تحالف المنظمات السورية غير الحكومية الجهات المتحاربة إلى السماح بوصول آمن للمنظمات الإنسانية ولـ«وقف تام لإطلاق النار ولانتهاكات حقوق الإنسان».وتسبب هجوم الجيش السوري بمقتل أكثر من 400 مدني منذ بدئه في ديسمبر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك في وقت سابق هذا الأسبوع إن «العنف في شمال غرب سوريا بلا تمييز. فقد تعرضت منشآت صحية ومدارس ومناطق سكنية ومساجد وأسواق للقصف». وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنه من أصل 550 منشأة صحية في شمال غرب سوريا، لا يزال نحو النصف فقط في الخدمة. وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحفيين «نكرر القول: المرافق الصحية وعمال الصحة ليسوا أهدافا مشروعة».
مشاركة :