استطاعت الفنانة لطيفة التونسية أن تُحْدِثَ جدلاً واسعاً على الساحة الفنية، بعد طرْحها كليب أغنية «في الأحلام» من ألبومها الأخير «أقوى واحدة»، حيث وجد الكثيرون أنه يقدّم أفكاراً جريئة لا تتماشى مع مجتمعنا العربي.لكن لطيفة، تبدو مقتنعة تماماً بهذا العمل «لأنه يعكس الواقع»، كما قالت في حوار مع «الراي»، مؤكدة «لا مشكلة عندي في غناء المواضيع الجريئة، وأنا لا أختبئ ولا أخاف من مواضيع تعكس واقعاً نعيشه فعلاً»، معتبرة أنه «لا يوجد رجل لا يقوم بـ(شات) مع فتاة وهو موجود في الحمام، أو في أي مكان عام أو غير عام».من ناحية أخرى، تحدثت لطيفة خلال اللقاء عن تجربتها في التقديم، مشيرة إلى أنها لا تمانع تكرار التجربة في حال توافر البرنامج المُناسِب الذي يحمل أفكاراً جديدة، كما تمنّت أن تكرر تجربة المسرح الغنائي، معتبرة أن المسرحية التي قدّمتْها مع الراحل منصور الرحباني من أهمّ التجارب في حياتها. ● كليب «في الأحلام» من ألبومك الأخير«أقوى واحدة» أحدث ضجة كبيرة وأثار الكثير من الجدل حوله. هل ترين أنه جاء أقوى من الأغنية؟- بل إن كليب «في الأحلام» جاء معبّراً تماماً عن الأغنية، والناس استغربوا كيف نحكي والإخراج، لأن هناك مَن يهربون من الواقع. عندما قدّمتُ كليب «حبك هادي» العام 1995 تم منْع عرضه لمدة عام ونصف العام، لانني أقول في الأغنية «عايزة أكتر من كده قلب عايزة أكثر من كده قرب... عايزة حب يهزّ فؤادي أنا مليت الحب العادي»، ولكن بعد عرْضها كسرت الدنيا ولغاية يومنا هذا. وعندما قدّمت «بنص الجوّ» مع زياد الرحباني، شكلت الأغنية صدمةً لأنها تتضمن عبارات مثل «طفي الضو»، وأيضاً تَكرّر الأمر مع «بحب بغرامك» التي استخدمتُ فيها عبارة «يا ابيض يا اسود». فهذه المصطلحات لم تكن تُستخدم في الأغنيات. أغنية «في الأحلام» هي لطيفة، وتعكس أفكاري في اختيار الأغنيات، ولا مشكلة عندي في غناء المواضيع الجريئة وأنا لا أختبئ أو أخاف من مواضيع تعكس واقعاً نعيشه فعلاً. ولا يوجد رجل لا يقوم بـ«شات» مع فتاة وهو موجود في الحمام، أو في أي مكان عام أو غير عام. هذا أمر عادي ويحصل في المجتمع.● هل الغناء إلى الجيل الجديد والتوجّه إليه يتطلب من الفنان التراجع عن أفكار لطالما آمن بها؟- كلا، الغناء للجيل الجديد لا يتطلب من الفنان أن يتراجع عن أفكاره، بل كل ما هو مطلوب منه أن يقدّم له أعمالاً عصرية تتماشى مع المحتوى الموجود في الإنترنت. الجيل الجديد يسمع كل شيء. مثلاً، طفل عمره 4 سنوات، يسمع كل الأغنيات التي تصدر في العالم، ولذا يفترض بالفنان أن يواكب وألا يكون كلاسيكياً وألا يتمسك بـ«ستايل» معين سبق أن نجح فيه. قدّمت «ما ترحش بعيد» مع جان ماري رياشي، وكانت مختلفة عن السائد وكسرت الدنيا والكل قلّدنا وقدّم مثلها وحققت نجاحاً لافتاً، وفزنا عنها بجائزة «الوارلد ميوزيك أوورد» لأنها كانت جديدة، وتجمع بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية. يجب أن يقدّم الفنان للجيل الجديد أغنيات بأفكار ومواضيع جديدة تعبّر عنه، وأيضاً موسيقى جديدة.● هل ترين أن العصر فرض نفسه على الفنان ودفَعَه إلى اعتماد قواعد فنية جديدة، خصوصاً أنك تنتمين إلى الجيل المخضرم ومن الفنانات اللواتي عاصرن الكبار؟- طبعاً، أنا أنتمي إلى عصر الكبار، لأن بداياتي كانت في ذاك العصر. غنيتُ من ألحان الموسيقار بليغ حمدي، وكنت في سنتي الأولى في الأكاديمية عندما جئت إلى مصر، كما غنيت لسيد مكاوي وعمار الشريعي، وفي الوقت ذاته غنيت للملحّن زياد الطويل ابن الملحن كمال الطويل أول لحن له وهو «حبك هادي»، وهو كان في مثل عمري. أنا أنتمي إلى هذا الجيل الفني.● نجحتِ كمُحاوِرة على الشاشة الصغيرة، فهل يمكن أن نراك خلال الفترة المقبلة في برامج أخرى جديدة؟- قدمتُ برنامجين هما «يلا نغني» و«حكايات لطيفة» ولا مانع لديّ من تكرار التجربة في حال توافر البرنامج المُناسِب الذي يكون فيه فن ويخدم فكر المُشاهِد ويحترمه ويقوم على فكرة جديدة.● كنتِ رائدة في المجالات الفنية التي شاركتِ فيها إلى جانب الغناء. هل من مشاريع مسرحية أو سينمائية أو تلفزيونية تستعدّين لها للفترة المقبلة؟- كانت لي تجارب في السينما والمسرح والدراما، وأتمني من كل قلبي أن أقدّم مجدداً تجارب مماثلة، ولكن عشقي هو للمسرح الغنائي وأحبه كثيراً، وأعتبر أن تجربتي في المسرحية التي قدّمتُها مع الراحل منصور الرحباني كانت من أهمّ التجارب في حياتي، وأتمنى أعمالاً أخرى سواء في المسرح الغنائي، أو في فيلم غنائي أو عمل درامي غنائي.
مشاركة :