في أكتوبر المقبل، ستتألق دبي والإمارات على الساحة العالمية، حيث ستبدأ بعد طول انتظار فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، أول دورة من سلسلة معارض «إكسبو» العالمية تقام في منطقة الشرق الأوسط. ويقع «جناح الاستدامة» في قلب موقع «إكسبو 2020 دبي»، ويعد مبنى طموحاً ومبتكراً، وسيستحوذ بتصميمه ومحتوياته على اهتمام العالم أثناء سير فعاليات الحدث المُنتَظَر. ويعد الجناح بمثابة فرصة لدبي والإمارات لاعتلاء الريادة في إطلاق منهج جديد للاستدامة والحفاظ على البيئة، حيث سيعرض وسائل جذابة ومُبتَكَرَة في التكيف مع البيئة والمناخ، كما سيروج لحلول طويلة المدى للمشاكل المجتمعية. وبينما برز اسم دبي بقوة خلال السنوات الأخيرة كمركز للتجارة العالمي، فضلاً عن كونها مدينة المعجزات البشرية والإنجازات المدهشة، فإن «إكسبو 2020 دبي» و«جناح الاستدامة» يتيحان لها فرصة غير مسبوقة لتأسيس مكانتها كرائدة عالمية في الاستدامة وإدارة موارد كوكب الأرض. ولا يهدف «جناح الاستدامة» إلى إبهار الملايين من زوار «إكسبو 2020 دبي» من كافة أنحاء العالم وتزويدهم بمعلومات ومفاهيم جديدة عن قضية الاستدامة فحسب، وإنما يهدف أيضاً إلى البقاء بعد انتهاء فعاليات الحدث كمؤسسة دولية تحظى باعتراف العالم. ويعني ذلك أن مهمة الجناح ستتجاوز كونه مجرد وجهة للزيارة في معرض عالمي، لتصبح مهمته هي الاضطلاع بدور منشأة بحثية يلتقي فيها الجمهور والزوار بالعلم والمعرفة. وعلاوة على ذلك، سيسلط الجناح الضوء على موارد كوكبنا والإمكانيات التي يمتلكها لمواجهة المستقبل. تولت شركة «جريمشو أركيتكتس» تصميم «جناح الاستدامة»، ونراه تصميماَ مُبتَكَرَاً ومُلهِمَاً. ونجحنا في ذلك من خلال تحقيق قفزة كمية في التفكير، تصميم مبنى هو الأول من نوعه في العالم، ذلك أنه مستدام ذاتياً بالكامل ويعتمد على نفسه بنسبة 100% في توليد المياه والطاقة الكهربية التي يحتاجها. ما سعينا إليه وكان حاضراً تماماً في وعينا وإدراكنا عندما صممنا «جناح الاستدامة» أننا نريد أن نقدم للعالم مشروعاً فريداً، يطرح أفكاراً جديدة ويثير تحديات. وعليه، صممنا في الجناح تركيبات مؤقتة ودائمة لاستضافة مقرات للمنظمات الثقافية وأيضاً الفعاليات الدولية المرموقة. تبنينا رؤية في تصميم الجناح مفادها أنه يتعين أن يمثل العبقرية والإبداع، يخلب الألباب ويأسر الأخيلة، ويعرض مفاهيم جديدة في تطبيق الاستدامة. يهدف تصميم الجناح أن يكون استهلاكه صفراً من الطاقة الكهربائية وكذلك من المياه طوال فترة تشغيله، فضلاً عن خفض التأثيرات البيئية الملموسة الناجمة عن عملية إنشائه إلى أدنى حد ممكن. وعلاوة على ذلك، سيكون الجناح بمثابة مختبر حي يلهم زواره كيفية العيش على نحو مستدام. ففيما يخص الطاقة الكهربية اللازمة لتشغيل الجناح، فسيجري توليدها من خلال ألواح ضوئية جهدية «فوتوفولتية» مطابقة لأعلى المواصفات العالمية مُثبتة على مظلة عملاقة أعلى سطح الجناح، مع مراعاة أن يكون التثبيت في أفضل زاوية ممكنة لضمان الحصول على أعلى طاقة ممكنة. كما جرى تصميم المظلة وفقاً لمبادئ الطبيعة لضمان زيادة مساحة الألواح، ولإتاحة الفرصة لتشغيل أنظمة تنظيف مؤتمتة. وتوجد أسفل المظلة 18 شجرة تسمى «أشجار الطاقة»، حيث جرى تصميمها وتوزيعها داخل كافة أنحاء الجناح، على نحو يتيح لها تتبع مسار الشمس لتوليد الطاقة منها، فضلاً عن توفير الظل. وسيجري توفير الطاقة في «جناح الاستدامة» من خلال وضع العديد من المساحات المشغولة تحت الأرض، وإحاطة مبنى الجناح بجدران سميكة ومعزولة لا تحتوي سوى على أدنى حد ممكن من الزجاج. وبالتزامن مع ذلك، يعمل سطح الجناح كمظلة أخرى، بالإضافة إلى المظلة العملاقة، لخفض أثر حرارة الشمس. كما زُودَ مبنى الجناح بأنظمة ذكية تستشعر نسبة إشغال الجناح، وبالتالي تتحكم في كمية الإضاءة المتوافرة وفقاً لهذه النسبة، وذلك من خلال عرض البيانات المتعلقة على شاشات. وأما بخصوص الماء، فسيجري توليده من مصادر مستدامة متاحة داخل موقع الجناح، ومنها الهواء الرطب، المياه الجوفية المالحة المستخرجة من طبقات قريبة من سطح الأرض، والمياه المُعَاد تدويرها. * رئيس مجلس الإدارة/ شريك في «جريمشو أركيتكتس» البريطانية للهندسة المعماريةطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :