رام الله 22 فبراير 2020 (شينخوا) قالت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم (السبت)، إن الحكومة الإسرائيلية بدأت لأول مرة السعي لتقويض السيطرة الفلسطينية على المناطق المصنفة (ب) من الضفة الغربية وفقا لاتفاق أوسلو. وذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقرير له تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء السيطرة الفلسطينية في المناطق المصنفة (ب) لأول مرة، بما يشمل حظر البناء الفلسطيني فيها. وأشارت إلى قرار وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت حظر بناء الفلسطينيين في تلك المناطق، بذريعة الخوف من "تهديد أمني للمستوطنات القريبة، حيث يدور الحديث عن مبان فلسطينية على مقربة من مستوطنتي "عيلي" و "شيلو" جنوب نابلس، على الرغم من تواجدهما في مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية المدنية. وحسب التقرير يأتي قرار بينيت "على خلفية معطيات جديدة تبين وجود تسارع في البناء الفلسطيني في المناطق المتاخمة للمستوطنات، خاصة في بلدة ترمسعيا ما يهدد مصالح المستوطنين بالخطر". وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة ذكرت أمس أن بينت أوعز إلى لجنة التخطيط العليا للإدارة المدنية في الضفة الغربية بالمصادقة على خطة لبناء أكثر من 1900 وحدة سكنية في عدة مستوطنات. وأوضحت الإذاعة أنه من المقرر أن تلتئم اللجنة المذكورة يوم (الأربعاء) المقبل لإقرار الخطة التي تنص على بناء 600 منزل جديد في مستوطنة "عيلي" التي يقطنها حاليا حوالي 930 عائلة فيما الحديث يدور عن مضاعفة عدد السكان مستقبلا. وتقسم إسرائيل الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 إلى ثلاثة مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية. وسبق أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الشهر الماضي، أن إسرائيل تهدف لإسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية خلال عشر سنوات وضم مناطق (ج) التي تشكل مساحتها 60 في المائة من الضفة الغربية. من جهة أخرى حذر تقرير منظمة التحرير من مخاطر المشروع الاستيطاني الذي تعتزم السلطات الإسرائيلية تنفيذه على أرض مطار قلنديا شمال مدينة القدس. وقال التقرير إن وزارة الإسكان الإسرائيلية شرعت بإعداد الخطط لبناء مستوطنة جديدة على أراضي المطار، وصولا لجدار الفصل الذي سيكون حدا فاصلا بين المستوطنة الجديدة والمناطق الفلسطينية في محيط القدس لعزلها بالكامل. وحسب التقرير، يقوم المشروع على نحو 1200 دونم، ليشمل أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية، بالإضافة إلى مراكز تجارية بمساحة 300 ألف متر مربع، و45 ألف متر مربع ستخصص لـمناطق تشغيل، وفندق، وخزانات مياه وغيرها من المنشآت. وأضاف أن السلطات الإسرائيلية وضعت إشارات حمراء على 21 منزلا فلسطينيا قائما منذ سنوات طويلة سيجري هدمها، تمهيدا لإقامة أجزاء من المشروع الاستيطاني فوقها، كما سيتم انتزاع ملكية الأراضي المقامة عليها تلك المنازل، ليشملها هذا المشروع الاستيطاني. وأوضح أن المشروع يشمل أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية، إلا أن الخطة التطويرية له للعام 2030، سترفع العدد إلى 11 ألف وحدة استيطانية في غضون سنوات قليلة، حيث إن هذه المستوطنة ستشكل تكتلا استيطانيا ضخما على غرار "معاليه أدوميم" شرق المدينة، والتجمع الاستيطاني "كفار عتصيون" جنوبا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن قبل يومين وضع خطط لبناء 5200 وحدة استيطانية جديدة في القدس منها 2200 منها في مستوطنة "هارحوماه"، المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب القدس، و3 آلاف وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات همتوس" على أراضي بلدة بيت صفافا، ما سيزيد من أعداد المستوطنين في المستوطنات المذكورة إلى 10 آلاف. ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014 الماضي.
مشاركة :