الحوسبة السحابية.. معركة شركات التكنولوجيا المصيرية

  • 2/23/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في كلّ فصل تحقّق كلّ من «أمازون» و«مايكروسفت» و«جوجل» إيرادات قياسية من «الحوسبة السحابية» (كلاود) التي تعدّ راهناً بمثابة العمود الفقري غير المرئي للعديد من الخدمات الأساسية المتوافرة في الحياة اليومية.وتطوّرت الحوسبة السحابية بالتوازي مع انتشار تقنية الجيل الرابع والهواتف الذكية، فتسمح القوة المشتركة للشبكة والخواديم المعلوماتية، بالاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الفيديوهات والعمل عن بُعد والنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى طلب سيّارة تاكسي ومراقبة وصولها إلى المكان المُحدد في الوقت الحقيقي على خريطة، وتعمد الشركات وكذلك الأفراد إلى شراء مساحات للتخزين، وإنّما أيضاً القدرة الحسابية والخدمات والبرامج الموجودة فعلياً في مراكز بيانات، وليس على الهاتف والحواسيب. السوقتلجأ معظم الشركات والمؤسّسات الكبرى إلى تقنية «كلاود»، إمّا من خلال امتلاكها على خواديمها الخاصّة، أو من خلال استئجار مساحات محدّدة، أي «كلاود عام»، من خلال مزود أساسي مثل «أمازون» و«مايكروسفت» و«جوجل»، التي تقدّم مجموعة واسعة من الخيارات، بدءاً من الاستضافة البسيطة، وصولاً إلى الخدمات الكاملة عبر الإنترنت، مع توفير الأدوات والبرامج وضمان الصيانة والأمان، وتقدّم خدمات الحوسبة السحابية العامة خيارات عديدة تسمح بتوفير بعض النفقات مع الحصول على مرونة أكبر لتلبية تطوّر الحاجات.عملياً، تختار العديد من الشركات نظاماً «هجيناً» يجمع بين التكلفة والقوة والمرونة التي توفّرها الحوسبة السحابية العامة وبين الأمان الممكن الحصول عليه من خلال «كلاود خاص».ومن المتوقّع أن تصل قيمة سوق خدمات الحسوبة السحابية العامة إلى 266 مليار دولار في العام 2020، أي بارتفاع بنسبة 17 % بالمقارنة مع العام الماضي وفقاً لـ«غارتنر». في حين تتوقّع «آي دي سي» بأن تتضاعف قيمتها في العام 2023 وأن تصل إلى 500 مليار دولار. اللاعبونبعد إطلاق خدمة «أمازون ويب سيرفيسز» في العام 2006، اتخذ عملاق التكنولوجيا العديد من التدابير التي سمحت له بتجاوز منافسيه، وتقدّر شركات الأبحاث حصوله حالياً على 30 إلى 50 % من سوق خدمات «كلاود» العامة في العالم.وحقّقت «أمازون ويب سيرفيسز» إيرادات بقيمة 35 مليار دولار في العام 2019 عبر استقطابها ملايين المستخدمين في العالم، والنتيجة السلبية الوحيدة التي سجّلتها الشركة كانت في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، بعدما منحت وزارة الدفاع الأمريكية عقداً ضخماً بقيمة 10 مليارات دولار لمجموعة «مايكروسفت»، التي تحتلّ المرتبة الثانية في السوق.لا تقدّم «مايكروسفت» أرقاماً دقيقة عن «أزور»، وهي خدمة كلاود عامة توفرها وذلك تجنّباً للمقارنات مع منافسيها، إلّا أن هذه التقنية تؤمّن للمجموعة المعلوماتية أفضل أداء مالي تحققه فصلاً تلو الآخر، وتستحوذ «أزور» على 15 % من السوق العالمية، تليها «جوجل كلاود» بنسبة 6 %، ومن ثمّ «علي بابا» الصينية بنسبة 5%.في الواقع، تعدّ تقنية الحوسبة السحابية أولوية متزايدة لمحرّك البحث الأمريكي الأول عبر الإنترنت، الذي يشدد على قدراته على تحليل البيانات، وإمكانية قيام مستخدمي الكلاود الهجين أو المتعدّد من نقل البيانات من مزود إلى آخر، وقد حقّقت «جوجل كلاود» نحو 9 مليارات دولار في العام 2019 أي بزيادة نسبتها 53 % في عام واحد. التوقّعاتيركّز جميع موزعي هذه الخدمات على الأمن الإلكتروني، خصوصاً أن السمعة المرتبطة بحماية البيانات تعدّ أمراً أساسياً في أعمالهم، ولكن أيضاً وقبل كلّ شيء لتحسين قدرات التعلّم الآلي للتمكّن من تحليل واستخدام الكم الهائل من البيانات المُنتجة في كلّ لحظة بشكل أفضل.

مشاركة :