الدوحة – قنا : أعلنت دار التقويم القطري أنه سيمر أصغر كواكب المجموعة الشمسية عطارد بين الشمس والأرض، في ظاهرة تعرف بظاهرة الاقتران الداخلي لكوكب عطارد، وسوف تحدث هذه الظاهرة فجر يوم الأربعاء الثاني من شهر رجب 1441هـ، الموافق 26 من شهر فبراير 2020م عند الساعة الرابعة والدقيقة الثامنة والثلاثين فجرا بتوقيت الدوحة المحلي. وذكر الدكتور بشير مرزوق (الخبير الفلكي بدار التقويم القطري) أن ظاهرة الاقتران الداخلي لكوكب عطارد من الظواهر الفلكية الهامة لسببين، أولهما أنها تعتبر مؤشرا لانتقال عطارد من ظهوره في سماء المساء بعد غروب الشمس (أعلى الأفق الغربي) إلى ظهوره في سماء الفجر قبل شروق الشمس (أعلى الأفق الشرقي)، والسبب الآخر أن تلك الظاهرة لا تحدث إلا لكوكبين فقط من كواكب المجموعة الشمسية هما عطارد، والزهرة، نظرا لوقوع مدارهما حول الشمس داخل مدار الأرض. ولن يتمكن جميع سكان الكرة الأرضية من رصد أو رؤية عطارد خلال ظاهرة الاقتران الداخلي ذلك اليوم، وذلك لأن الجزء المضاء منه سيكون مواجها للشمس، بينما الجزء المظلم منه سيكون مواجها للأرض، علما بأن عطارد سيكون على بعد زاوي قدره ثلاث درجات قوسية من مركز الشمس تقريبا، وسيزداد هذا البعد الزاوي خلال الأيام القادمة ليتمكن سكان دولة قطر من رصد عطارد في سماء الفجر أعلى الأفق الشرقي قبل شروق الشمس من المناطق البعيدة عن الملوثات الضوئية والبيئية خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس المقبل، حيث إن الفارق بين موعد شروق الشمس وشروق كوكب عطارد على سماء دولة قطر سيزداد تدريجيا خلال الأيام القادمة بعد حدوث ظاهرة الاقتران الداخلي. وأضاف الدكتور بشير مرزوق أنه إذا وقع مركز الأجرام السماوية الثلاثة (الشمس، وعطارد، والأرض) على خط استقامة واحد خلال ظاهرة الاقتران الداخلي لكوكب عطارد فإن سكان الكرة الأرض سيتمكنون من رؤية عطارد وهو يمر من أمام قرص الشمس، علما بأن آخر مرة حدثت فيها ظاهرة العبور لكوكب عطارد كانت يوم الإثنين 11 من شهر نوفمبر العام الماضي، وتم رصد ظاهرة العبور من سماء دولة قطر قبل غروب شمس الاثنين. الجدير بالذكر أنه خلال ظاهرة الاقتران الداخلي يكون مركز كل من الشمس والأرض وعطارد على خط استقامة واحد، علما بأن عطارد سيقع في المنتصف بين الشمس والأرض، وستكون المسافة بين الأرض وعطارد 93 مليون كيلومتر تقريبا. ومن المعلوم أن كوكبي عطارد والزهرة يمكن مشاهدتهما من على سطح الأرض على هيئة أطوار (منازل) مختلفة تشبه أطوار القمر في مداره حول الأرض خلال الشهر الهجري، ولذا فسيتمكن الفلكيون من رصد عطارد من على سطح الأرض باستخدام التلسكوبات الفلكية (بعد حدوث ظاهرة الاقتران الداخلي) على هيئة هلال يشبه هلال أول الشهر الهجري.