كوكب عطارد يمر بين الأرض والشمس الإثنين

  • 5/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يمر كوكب عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية بين الأرض والشمس الاثنين المقبل، وهي ظاهرة لا تتكرر كثيراً، وسيتمكن سكان الارض من مشاهدتها في المناطق التي تكون الشمس مشرقة فيها، وخصوصا في الغرب الاوروبي. على مدى ساعات عدة، سيكون بمقدور هواة الظواهر الفلكية أن يراقبوا كوكب عطارد، اقرب كواكب المجموعة الشمسية الى الشمس، وهو يمر بينها وبين الارض، ليظهر وكأنه قرص اسود يتحرك في وهجها. وتبدأ هذه الظاهرة التي لا يمكن مراقبتها الا بواسطة اجهزة خاصة، عند الساعة 11,12 بتوقيت غرينتش وتنتهي عند الساعة 18,42 ت غ من يوم الاثنين. وسيبدو عطارد وكأنه "يقضم الشمس من احد جوانبها، ثم يخترقها بشكل بطيء جدا، ثم يعود ويخرج من الجانب الآخر"، بحسب عالم الفضاء باسكال ديسكان الباحث في مرصد باريس. ويقع كوكب عطارد على بعد 58 مليون كيلومتر من الشمس، فيما تبعد الارض من الشمس 150 مليون كيلومتر، وهي كوكب صغير لا يزيد قطره عن اربعة الاف و780 كيلومترا علما ان قطر الارض يقارب 13 الف كيلومتر، وهو يتم دورة واحدة حول الشمس في 88 يوما، فيما السنة الارضية 365 يوما.   يمر عطارد بين الارض والشمس مرة كل 116 يوما، لكن انحناء مداره مقارنة بمدار الارض يجعله في معظم الاحيان يبدو أعلى من قرص الشمس او ادنى منه. اما تقاطع المدارين فيجري 13 مرة او 14 في كل مئة عام. وسجلت الظاهرة الاخيرة المماثلة قبل عشر سنوات، وهي لن تتكرر قبل تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2019، ومن بعدها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، ومن بعدها في ايار (مايو) 2049.   وذكّر رئيس الجمعية الملكية البريطانية لعلم الفلك مارتن بارستو بضرورة اتباع تعليمات السلامة، فالنظر مباشرة الى قرص الشمس من دون حماية من شأنه ان يعرض العيون لاضرار لا شفاء منها. وأشار إلى أنه "يجب استخدام اجهزة فلكية لتكبير صورة الشمس" مع حماية العيون. ويضيف "الطريقة الابسط لمشاهدة عطارد من دون خطر هي استخدام جهاز سولارسكوب" وهو عبارة عن علبة من الورق المقوى فيها عدسة ومرآة تنعكس فيها صورة قرص الشمس على ما يشبه الشاشة، بحيث يمكن مراقبتها من دون الاضرار بالعين. وباستخدام هذا الجهاز، يبدو قرص الشمس بقطر 12 سنتيمترا، وكوكب عطارد بقطر اقل من سنتيمتر واحد. وأول من رصد مرور عطارد امام الشمس هو العالم الفرنسي بيار غاسندي، وكان ذلك في العام 1631، بعدما توقع هذه الظاهرة قبل سنوات عالم الفلك الالماني يوهانس كيبلر الذي توفي العام 1630 قبل ان يشهد على صحة حساباته العلمية. في العام 1974 ارسلت الولايات المتحدة المسبار "مارينر 10" لاستكشاف عطارد من مداره، ثم ارسلت للغاية نفسها المسبار "مسنجر" الذي انهى مهمته في العام 2015 وتحطم على سطح الكوكب. ومن اهم النتائج التي حققتها مهمة المسبار مسنجر، العثور في العام 2012 على مؤشرات تؤكد وجود كميات كبيرة من المياه على شكل جليد في المناطق القطبية من كوكب عطارد، وهي مناطق لا تصلها اشعة الشمس ابدا. وتستعد اوروبا واليابان لارسال مسبارين لدراسة الكوكب في العام 2018 ويتوقع ان يصلا الى جواره في العام 2024.

مشاركة :