الدوحة- إبراهيم بدوي: أكد سعادة الدكتور مصطفى بوطورة سفير الجزائر لدى الدوحة، أن زيارة حضرة صاحب السّمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الجزائر، تعد مناسبة طيبة لبحث سُبل تعزيز العلاقات التي تشهد نُموًا مطّردًا وسريعا في الشراكة والاستثمار على المستوى الحكومي والخاص، لافتًا إلى أن الزيارات المتبادَلة، خير شاهد على النوعية الاستثنائية للعلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين. وقال سعادته في لقاء مع الصحف المحلية إن زيارة صاحب السمو إلى بلده الثاني الجزائر تكتسي أهمية كبيرة في ظل ما يشهده العالم من متغيرات سياسية وتحديات بالغة الصعوبة خاصة في وطننا العربي. وستُشكل الزيارة مُناسبة طيبة لإجراء صاحب السمو مُحادثات مُثمرة مع أخيه السيّد عبد المجيد تبون، رئيس جمهورية الجزائر، حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تشهد نُموًا مطردًا وسريعًا في الشراكة والاستثمار سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى رجال الأعمال بالإضافة إلى بحث مجمل القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ليبيا وفلسطين وعن أبزر الملفات الإقليمية على طاولة مباحثات الزعيمين قال السفير بوطورة إن هُناك تطابقاً للرؤى بين البلدين حول العديد من القضايا العربية والدولية وفي مقدمة ذلك دعم قضية فلسطين التّي تتعرض لمخاطر تزدادُ يوما بعد آخر، وكذلك الأمر بالنسبة لحلحة الوضع بخصوص الأزمة الراهنة في ليبيا، وكما هو معروف فإنّ الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر في هذا الصدد في عدّة اتجّاهات ثُنائية أو مُتعددة الأطراف بتوجيهات من الرئيس عبد المجيد تبون، تحظى بدعم قطري واضح، وللتذكير إنه ومن منطلق مبادئ سياسة الجزائر الخارجية الثابتة فإنّها كانت أول دولة عربية دعت مُنذ الوهلة الأولى لحل أزمة الخليج، بالاعتماد على الحوار والطرق السياسية لمعالجة هذه الأزمة بين الأشقاء والمحافظة تحت كل الظروف على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها. علاقات متطورة وحول تطور العلاقات القطرية الجزائرية قال سعادة السفير مصطفى بوطورة إن العلاقات بين الجزائر وقطر تتسم بالتميز على المستوى السياسي حيث يطبعها الاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والزيارات المتبادَلة بين كبار المسؤولين على الخصوص، خير شاهد على النوعية الاستثنائية للعلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين والتي هي في تطور مستمر، على أكثر من صعيد، وهنا أؤكد حرص القيادتين، على تقويتها وفي كل المناحي، والعمل جار لتعزيز هذه العلاقات أكثر، حتى تترجم فعلاً مستوى العلاقات المتطورة باستمرار بين قيادتي البلدين، وترقيتها لما فيه الخير والازدهار والنماء توظيفًا للإمكانات المتوفرة لدى البلدين. ديمدكس 2020 وقال سفير الجزائر إن التعاون مع قطر يشمل مختلف المجالات بما في ذلك قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب ويعمل البلدان على تطوير التعاون في ميادين الأمن والدفاع وتعزيزهما عبر الزيارات المتبادلة. وفي هذا السياق سيكون هناك حضور للجانب الجزائري في النسخة السابعة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري (DIMDEX 2020) المزمع إقامتهما بالدوحة خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس 2020 والذي سيكون مناسبة لتعزيز التعاون بين البلدين. تعاون اقتصادي قال سعادة السفير الجزائري لدى الدوحة إن التعاون الاقتصادي شهد قفزة نوعية جسدها بشكل جيد إنشاءُ مجمع الحديد والصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل شرقي الجزائر العاصمة، ويعد هذا المشروع من أهم مشاريع الشراكة الاستراتيجية في المجال الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، بتكلفة استثمارية بلغت حوالي ملياري دولار، وبطاقة إنتاجية تفوق أربعمائة (400) مليون طن من الصلب هذا بالإضافة إلى وجود شركة استثمار مختلطة واستثمارات أخرى لمتعاملين قطريين في قطاعات الفلاحة، العقار، والفندقة والسياحة ومجموعة أوريدو الرائدة في قطاع الاتصالات. خط ملاحي قال سفير الجزائر لدى الدوحة إن هناك اقتراحًا لدراسة الجهات المختصة في البلدين إمكانية فتح فرع لبنك قطر الوطني في الجزائر وإنشاء خط ملاحي يربط البلدين لما لهُما من أهمية كبيرة في ترقية التبادل التجاري بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات في مختلف الميادين. وأضاف: توجد عدة مشاريع استثمارية قيد الدراسة وأخرى دخلت مرحلة الإنجاز نذكر منها استثمارات مجموعة «ترست» التي تنشط في ميادين متعدّدة منها التأمين وإعادة التأمين، والمال والعقار والصناعة بالإضافة إلى مشاريع بين شركة الديار القطرية والشركة الجزائرية للاستثمار الفندقي، وتكتسب هذه المشاريع أهمية معتبرة لما توفره من فرص عمل، وإنجازات في الجزائر، وبما يخدم المصالح المشتركة. مشروعات مشتركة أوضح سعادة السفير الجزائري أن هناك عدّة مشاريع استثمارية أخرى في طور الانتهاء من إنجازها مثل إقامة بعض الأبراج بالجزائر العاصمة، ومجموعة فنادق 5 نجوم في العاصمة وفي الجنوب، وكذلك مشروع إقامة مصنع كبير لصناعة الأعلاف للحيوانات بمختلف أنواعها. وأضاف: هُناك رغبة كبيرة لدى الجانب القطري لإقامة مشاريع استثمارية واعدة في الجزائر، من قبل بعض رجال الأعمال المعروفين حيث تمت مناقشة العديد من الفرص والإمكانات المتوفرة في عدة قطاعات في الجزائر وفي مقدمتها الفلاحة والسياحة الساحلية والصحراوية والجبلية ومن المتوقع أن تتعزز وتتوسع الشراكة الجزائرية القطرية، مع الاجتماع القادم للجنة المشتركة العليا في دورتها السادسة والتي تجري التحضيرات بشأنها لانعقادها في أقرب وقت ممكن خلال العام الجاري وكذا مجلس رجال الأعمال. وتابع: تملك الجزائر إمكانات ضخمة، وعوامل من شأنها استقطاب المستثمرين القطريين في كافة المجالات المتاحة. وفي سياق متصل، تعرف عملية منح التأشيرات نموًا متواصلًا خاصة بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين. قطاع الطاقة قال سعادة سفير الجزائر إن هناك تنسيق بين البلدين في إطار مُنتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، ويعتبر البلدان من أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم ويسعيان لتدارس الفرص المتاحة في هذين المجالين، بغرض التوقيع على مشاريع استثمارية مستقبلاً مضيفاً: يرتبط البلدان الشقيقان بالعديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، تشمل مجالات تعاون متعددة الصناعة، الطاقة والمناجم، النقل البحري والفلاحة والثقافة والإعلام. وتابع السفير بوطورة أن الجزائر حريصة على تطوير وترقية العلاقات الثنائية مع الشقيقة قطر، في كل المجالات، وبدون حدود والرغبة ذاتها لدى الجانب القطري وهناك تعاون مهم في عدّة مجالات ولاسيما في المجالين الثقافي والرياضي، والجانبان يطمحان لمزيد من التعاون المثمر في هذين المجالين، والجزائر على استعداد على سبيل المثال للمساهمة بكل ما يُمكن لإنجاح تظاهرة مونديال عام 2022 الذّي تستضيفه دولة قطر الشقيقة وهو إنجاز رائع وفخر لها دولة وشعبًا وفخر لكل العرب كذلك. الجالية الجزائرية وأكد سعادة السفير أن الجالية الجزائرية في قطر نخبوية ومتميزة وتعمل في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي الاجتماعي والثقافي، لا سيما النفط والغاز، والطيران، والرياضة والإعلام، مقدمةً بذلك مساهمة تَحظى بالتقدير من الإخوة القطريين، في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 وتحضيراتها لكأس العالم 2022، هذا الحدث العالمي الرائع والكبير الذي سيكون دون شك فخراً لقطر ولكل العرب.
مشاركة :