النازحون العراقيون فى كردستان يتطلعون الى معركة تحرير الانبار من داعش

  • 6/6/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو ان الاستعدادات العسكرية الخجولة لتحرير الأنبار من داعش فضلا عن التقاعس الملحوظ في أداء التحالف الدولي في استهداف مواقع التنظيم المهمة وايقاف إمداداته التي تصله من داخل العمق السوري ،هي مؤشرات واضحة تبين أن الآمال الكبيرة لمئات الألاف من أبناء المحافظة القاطنين في إقليم كردستان بالعودة الى محافظتهم ستطول الى فترة غير محدودة . واستقبل الاقليم الالاف تلو الالاف من سكان المحافظات الساخنة والتي تشهد حربا أكثر عنفا ودموية بين تنظيم داعش الذي لا يضع أي اعتبار لأية قيم انسانية أو دينية وبين الجيش العراقي المسنود من الحشد الشعبي وأبناء العشائر من أجل استرجاع ما فقد بين ليلة وضحاها من أراض ومدن يقف الجميع حائرا ازاء الطريقة التي ضاعت بها. وبينما سيطر تنظيم داعش منذ أسبوعين على مدينة الرمادي نتيجة الانسحاب غير المبرر من قبل القوات العسكرية لفشلها في صد هجمات التنظيم، وهذا ما بررته القيادات العسكرية على أنه انسحاب تكتيكي ،أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي عشية سيطرة التنظيم على عاصمة الأنبار عن بدء الاستعدادات لمعركة كبيرة لتحرير جميع مناطق الانبار من الإرهابيين المتطرفين . ويبدو ان انطلاق معركة تحرير الرمادي من قبضة داعش تأخذ موقفا ضبابيا وغير واضح، وتبين أن هناك صفقات وحسابات دولية تشترك في انطلاقها الولايات المتحدة زعيمة التحالف الدولي وإيران التي أصبحت لها اليد الطولى في الشأن العراقي وصاحبة القرارات في الشأن السياسي للبلاد . تارة يخرج مسؤولو حكومة الأنبار المحلية ويؤكدون أن أي استعدادات لاسترجاع الرمادي غير موجودة وهي مجرد تصريحات إعلامية فارغة ،وتارة أخرى يدلي المسؤولون في الحكومة وعلى رأسهم رئيس الحكومة حيدر العبادي بتصريحات يؤكدون فيها ان المعركة قريبة وستبدأ طالما تنتهمي جميع الاستعدادات العسكرية واللوجستية . واكدت مصادر عسكرية ميدانية أن تنظيم داعش نفذ هجومه على الرمادي من خلال زج بنحو 100 عنصر إرهابي نجحوا في أحكام سيطرتهم على جميع مفاصل المدينة، فيما أكدت المصادر ذاتها بأن الجيش العراقي لم يكن يرغب في مواجهة تلك الهجمات نتيجة معنوياته المنهارة بعد خسارته معارك حاسمة سابقة ضد الإرهابيين . واتهمت وزارة الدفاع الأمريكية الـ ( البنتاجون) "الجيش العراقي بترك كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر حين انسحب من مدينة الرمادي" . وأضافت ان انسحاب الجيش من الرمادي هو مشابه لانسحابه من مدينة الموصل في العاشر من حزيران/يونيو من العام الماضي . وبحسب بيان للبنتاجون فإن الجيش العراقي خلف وراءه خلال انسحابه من الرمادي ست دبابات معظمها صالحة للاستخدام، وعددا مماثلا من المدافع الثقيلة، إلى جانب عشرات ناقلات الجند، وما يقارب المئة عربة "هامفي" مدرعة، والأخطر من ذلك كميات غير معروفة من الذخائر المتوسطة والثقيلة. وتبقى آمال مئات الألاف من العوائل التي تركت ديارها مكرهة من مناطق الأنبار معلقة لحين انطلاق العملية الكبرى علها تنجح بتحرير مناطقهم وطرد التنظيمات الإرهابية التي باتت تسيطر عليها منذ عام ونصف العام . الجميع ينتظر أن تسفر المعارك المزمعة عن تحرير الارض وعودة النازحين الى مدنهم وديارهم معززين مكرمين الا ان الامر يبدو لنازحي الانبار ان ذهابهم الى اقليم كردستان قد يطول ويطول ولا امل قريب بعودتهم. ويفضل المسؤولون في الحكومة المركزية وخاصة المنضوين بنفس كتلة رئيس الحكومة /التحالف الوطني/ توجه نازحي الأنبار الى مناطق الإقليم دون بقائهم في العاصمة الاتحادية نتيجة الظروف الامنية المتدهورة التي تشهدها بغداد ،فيما يؤكدون بأن الاقليم أكثر أمنا واستقرارا وهو قادر بمناطقه الواسعة على استيعاب الأرقام الهائلة من النازحين . وعلى صعيد ذو صلة ، قال مساعد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان ديندار زيباري، ان ابواب الاقليم مفتوحة امام النازحين القادمين من محافظة الانبار، مشدداً على ضرورة ان تضطلع الحكومة العراقية بمسؤوليتها في تقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء النازحين .

مشاركة :