ماجد الحاج (الشارقة) يبحث الناس، مع بدء ارتفاع درجة حرارة الصيف، عن ما يبهجهم ويخفف من وطأة الطقس، وأول ما يفرحهم مع بداية دخول هذا الفصل، «تباشير القيض» التي بدأت تطرح خيراتها بين أيدي الناس عبر حبات الرطب، خير شجرة النخيل المباركة، ولأن الرطب يزين المائدة الإماراتية بمذاقاته المميزة، فإنه يحظى باستقبال وطقوس خاصة، منذ أن تصل تباشيره الأولى، ولا تكتمل الفرحة إلا بمشاركة الجيران من صحن التباشير، حين يوزعونه على «أهل الفريج» في إطار من الود والمحبة التي يحرص عليها الإماراتيون دائماً. فوائد متعددة وتعد «النخلة» التي تلقب بـ «ملكة الشجر» بالنسبة للمواطن الإماراتي، شيئاً مهماً في حياته، فهي مصدر غذائه وسكنه وتدفئته في البرد وظله عند الهجير، فمع بداية موسم «تباشير الرطب» يستعد الكثير من الأهالي، خاصة من يملكون أشجار النخيل في منازلهم أو «عزبهم»، لجني الرطب الذي يتميز بطعم ومذاق مختلف. مصدر رزق يقول الحاج غانم عبيد: «كانت شجرة النخيل المباركة المعمرة وما زالت مصدر خير ورزق لأهل الإمارات، وقد أولت الدولة اهتماماً كبيراً بالنخيل، حتى كادت الإمارات تكون الأولى في زراعة النخيل في العالم، وكل عام تنظم وتقام مهرجانات الرطب في مختلف مدن الإمارات، حيث يتباهى كل زارع بما زرع وأنتج من رطب، بل وتقدم الجوائز والهدايا لكل مجتهد في هذا المجال، وتختلف أنواع الرطب، كما تختلف جودتها، ومنها: الخنيزي، وجش حبش، ونبتت سيف، والصقعي، واللولو، والخلاص، وغيرها من الأنواع المختلفة، كما أن مسمياتها تختلف بعض الشيء في دول الخليج». ... المزيد
مشاركة :