على ذمّة «رويترز»: موقف أحمد الفهد «صعب» | رياضة محلية

  • 6/6/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت تداعيات الفضيحة التي لفت الاتحاد الدولي لكرة القدم وقرار الرئيس المنتخب لولاية خامسة السويسري جوزيف بلاتر بالاستقالة تلقي بنفسها على ساحة الاحداث. ويبدو بأن المشهد الذي عاش منذ يومين «استراحة عابرة» سيعود الى فرض ذاته بقوة، اذ يستشعر المتابع لدقائق الامور بأن الفضائح تظهر بفارق زمني الواحدة عن الأخرى، وكأن المتحكم بإفشائها يسعى الى ان يعطي كل منها حقها. باتريك جونستون، الصحافي العامل في وكالة «رويترز» كتب مقالاً فنّد فيه الدور العربي في اختيار الرئيس القادم لـ «فيفا». وكتب: «بعد أن كانت تتوارى في الظل، ظهرت المنطقة العربية كواحدة من أقوى التكتلات في كرة القدم خلال فترة رئاسة السويسري جوزيف بلاتر للاتحاد الدولي والتي دامت 17 عاما ويحتمل أن يكون لها تأثير كبير في عملية اختيار خليفة الرئيس المستقيل». ولكن أين يقع ذاك التأثير ومَن هو مسيّره؟ يتابع جونستون: «تملك المنطقة العربية تأثيرا كبيرا داخل الاتحاد الآسيوي الذي يضم 46 عضوا ويمثل ثالث أكبر اتحاد قاري بين الاتحادات الستة التي تنضوي تحت لواء فيفا. ويفاخر الاتحاد الآسيوي بامتلاكه أكبر وأسرع معدل للنمو السكاني وهو ما يمثل الفرصة المناسبة بالنسبة لرعاة فيفا مثل كوكاكولا وأديداس. كما تفاخر المنطقة بوفرة الرعاة الذين يرغبون في استثمار الأموال في الرياضة حيث يقف التمويل القطري خلف العملاقين الأوروبيين برشلونة الاسباني وباريس سان جرمان الفرنسي بينما ساعد ظهور شبكة بي.ان.سبورتس في سوق حقوق البث التلفزيوني على تدفق الأموال في العديد من الدوريات الأخرى». ورأى بأن «القوة والثروة النفطية للمنطقة أتاحت شق طريقها بقوة لتصبح بين الكبار على صعيد الكرة العالمية وهو ما كانت تستأثر به أوروبا وأميركا الجنوبية. كما ساعد ذلك الواقع قطر وبشكل مفاجئ على نيل حق استضافة كأس العالم 2022 رغم تاريخها القصير في اللعبة». ويعتقد جونستون بأن هذا التحول في مسار القوة بدا واضحا حتى قبل تولي القطري محمد بن همام رئاسة الاتحاد الاسيوي للعبة في 2002، «وبدا تحت قيادة بن همام ان الهوة اتسعت بين غرب القارة والقوى الآسيوية التقليدية مثل اليابان وكوريا الجنوبية واللتان خسرتا في مساعيهما للفوز باستضافة مونديال 2022». وكشف جونستون في المقال ان ميشال تشاي المسؤولة السابقة في الاتحاد الآسيوي والتي استقالت عقب الإطاحة ببن همام في 2011 بسبب مزاعم فساد قالت: «اعتقد انها مهارات سياسية. دول الغرب الآسيوي أكثر مهارة من الناحية السياسية». ويتابع جونستون: «يرأس الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وهو من البحرين الاتحاد الآسيوي إلا انه من المعروف على نطاق واسع أن الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح وهو من الكويت يمثل مركز صناعة القرار في المنطقة وانه الرجل الذي يجب على المرشحين لرئاسة فيفا اقناعه بقدراتهم من اجل الحصول على الدعم الآسيوي»، وتابع: «انتخب الشيخ احمد الفهد وهو وزير سابق للنفط في بلاده أخيرا كعضو في اللجنة التنفيذية لفيفا مضيفا المزيد إلى المناصب التي يتولاها والتي تشمل رئاسة اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية ورئاسة المجلس الاولمبي الآسيوي. ويعزى الفضل لدعمه وقدرته على حشد الأصوات في فوز الالماني توماس باخ برئاسة اللجنة الاولمبية الدولية والشيخ سلمان برئاسة الاتحاد الآسيوي وفوز بلاتر نفسه بفترة ولاية خامسة في منصبه». ويستطرد: «يبرز الشيخ أحمد كأحد المرشحين المحتملين لخلافة بلاتر لكن ذلك كان قبل أزمة فيفا الأخيرة والتي أدت للقبض على مجموعة من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي في زيوريخ الأسبوع الماضي بناء على طلب من السلطات الأميركية وما أعقبها من تبعات أفضت لاستقالة بلاتر». وتابع جونستون: «يعتقد جيمس دورسي وهو زميل في كلية اس.راغاراتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية والذي ألّف كتبا عدة تتعلق بالسياسات الكروية في الشرق الأوسط ان قوة وسطوة الشيخ أحمد ضعفت بسبب احدث موجة من الاضطرابات والفوضى تضرب الاتحاد الدولي للعبة». وقال دورسي لـ «رويترز»: «انقلبت الأمور رأسا على عقب. تحول موقف بلاتر 180 درجة وكان لذلك تأثيره على الاتحاد الدولي بما في ذلك آسيا. ضعف تأثير الشيخ أحمد والشيخ سلمان وهؤلاء الذين صوتوا لبلاتر قد يغيرون موقفهم الآن». وتابع: «أحد الذين يفكرون الآن في المنافسة على رئاسة الاتحاد الدولي هو تشونغ مونغ جون العضو السابق في اللجنة التنفيذية لفيفا وسليل الأسرة المالكة لمجموعة هيونداي الكورية الجنوبية الذي ساعد على جلب كأس العالم الى آسيا للمرة الاولى العام 2002. وكمثال على تنازع القوى بين الشرق والغرب في آسيا كرويا خرج تشونغ من اللجنة التنفيذية لفيفا العام 2011 عقب خسارته في الانتخابات أمام الأمير الأردني علي بن الحسين الذي كان يدعمه الشيخ احمد في ذلك الوقت»، واضاف: «اختار الشيخ أحمد الفهد عدم توجيه حلفائه لدعم الأمير علي الذي كان ينافس بلاتر في الانتخابات التي جرت نهاية الأسبوع الماضي». وقال دورسي ان ذلك ألحق الضرر بشعبية الشيخ أحمد، وأضاف: «هناك الكثير من المشاعر المناهضة للشيخ أحمد. لعب دورا رئيسيا يومي الخميس والجمعة قبل الماضيين في التصويت وامتلك 35 صوتا كان بوسعه أن يوجهها في هذا الاتجاه أو ذاك وكان بالإمكان أن تدفع (الأمير) علي لعبور خط النهاية والفوز بالانتخابات». وتابع دورسي: «قال الأمير علي الذي خاض حملته تحت عنوان إصلاح فيفا وحظي بدعم اغلب الاتحادات الأوروبية انه يرغب في المنافسة ثانية على المنصب إلا انه من غير الواضح ما إذا كان الشيخ أحمد سيدعمه أم انه سيترشح هو بذاته». وأضاف: «يتبنى الأمير علي نهجا إصلاحيا. انه ينتمي لمنطقة الشرق الأوسط ولكن ليس الشرق الأوسط الذي نتكلم عنه». وختم: «الشيخ أحمد والشيخ سلمان ينتميان الى النظام القديم وهما من الأشخاص الذين يدافعون عن الوضع القائم. الدفاع عن الوضع القائم سيصبح أكثر صعوبة».

مشاركة :