أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، أمس، أن لجنة القيم فيه عاقبت ثلاثة مسؤولين سابقين في كل من غوام ونيكاراغوا وفنزويلا بالإيقاف مدى الحياة، بحسب ما اشارت إليه وكالة «رويترز». وتأتي العقوبة ضمن محاولات «الفيفا» للتصدي لانتشار واسع المدى للفساد في الرياضة. ويبرز من المسؤولين الثلاثة الرئيس السابق لاتحاد غوام للعبة، ريتشارد لاي، بعد ادانته بالحصول على نحو مليون دولار أميركي من «مسؤولين يبحثون عن شراء النفوذ» في فضيحة تورط بها، عضو اللجنة الأولمبية الدولية، الشيخ أحمد الفهد. وأشارت «رويترز» الى ان المسؤولين الثلاثة اعترفوا بذنبهم في الولايات المتحدة حيث يقام التحقيق، وهم بالاضافة الى لاي، كل من الرئيس السابق لاتحاد نيكاراغوا ومسؤول التطوير السابق في «الفيفا» خوليو روتشا، والرئيس السابق للاتحاد الفنزويلي رافائيل إسكيفيل. وكان الشيخ أحمد الفهد أعلن، في أواخر ابريل، استقالته من مهماته ذات الصلة بكرة القدم، وسحب ترشحه لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للعبة بعد مزاعم بالفساد والارتباط برشوة تصل قيمتها الى مليون دولار اميركي، وهي القضية نفسها التي أدين فيها لاي، أمس. واللافت ان الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اتحاد اللجان الوطنية (أنوك)، كان نفى قبل أيام على استقالته أي علاقة له بالرشوة التي أقر لاي بالحصول عليها أمام القضاء الأميركي على الرغم من أن الأخير كشف خلال التحقيق معه بأنه حصل على «أموال الرشاوى» من المجلس الأولمبي الآسيوي، وهو الأمر الذي يحتم، بحسب كثيرين، وجوب استقالة الفهد أيضاً من مناصبه «الأولمبية» كون الرشاوى جاءت من المجلس الأولمبي الآسيوي الذي يترأسه. وكان لاي أقرّ بتهم فساد وتستر على حسابات مصرفية في الخارج، بحسب بيان للمدعي العام في بروكلين، ما أدى الى ايقافه موقتا 90 يوما من قبل الاتحاد الدولي. واعترف لاي (55 عاما) الذي ترأس اتحاد غوام منذ 2011، بالحصول على 850 ألف دولار من الرشاوى بين 2009 و2014 من مسؤولين في منطقة الاتحاد الآسيوي، مع التزامه تعزيز مصالحهم الدولية، بما في ذلك المساعدة على تحديد مسؤولين آخرين في الاتحاد القاري كي يتم دفع رشاوى لهم. وبعد رفع اليد عن اللائحة الاتهامية، تبين بأن لاي اشار صراحة الى شخصيتين كويتيتين رفيعتي المستوى متورطتين على الاقل (الاولى شخصية رفيعة المستوى في «الفيفا»، الاتحاد الكويتي لكرة القدم، والمجلس الاولمبي الآسيوي، والثانية شخصية رفيعة المستوى في المجلس الاولمبي الآسيوي، ومسؤول في الاتحاد الكويتي لكرة القدم). وأقر لاي، الذي يحمل جوازاً اميركياً، أيضا بقبض 100 ألف دولار أميركي كرشوة في 2011 لدعم أحد مسؤولي الاتحاد القاري في ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، بحسب بيان المدعي العام، من دون أن يسمي من هو هذا المرشح. ووافق لاي على دفع 1.1 مليون دولار كغرامات وتعويضات، بحسب الاتفاق مع الادعاء مقابل اعترافاته، ما يمنحه تخفيفا لعقوبته.