أوضحت دراسة نشرها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، بأن هناك العديد من الشواهد على أن إيران بصدد مراجعة سلوكها، خاصة بعد الرد الرمزي والمحدود على عملية مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري على أيدي القوات الأميركية، لاسيما من خلال التغير في لغة خطابها السياسي والعسكري، والذي يميل – ولو مرحلياً – إلى التهدئة وعدم التصعيد، فضلاً عن إدراكها بأنها ستكون الخاسرة في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع واشنطن. وأكدت الدراسة التي حملت عنوان: «مقتل سليماني وأبعاد التحول في استراتيجية الردع الأميركية تجاه إيران»، أن عملية مقتل سليماني في الثالث من يناير 2020 قد أسست لتحول جديد في استراتيجية واشنطن تجاه إيران ووكلائها في المنطقة، خاصة أنها تستهدف استعادة هيبة الردع الأميركية ومصداقيتها في المنطقة والعالم، فضلاً عن أن توقيتها لا ينفصل، بأي حال من الأحوال، عن سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر 2020. وأعادت الدراسة إلى الأذهان تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين في إدارة الرئيس ترامب، في هذا الصدد، خاصة كلمة وزير الخارجية مَايك بُومْبِيُو بمعهد هُوفَر في جامعة سْتَانفُورد في شهر يناير 2020، والتي حملت عنوان: «استعادة الردع: المثال الإيراني»، وتصريحات وزير الدفاع الأميركي، مَارك إسْبر، التي تؤكد في مجملها أن عملية مقتل سليماني كانت ضرورة استراتيجية لاستعادة قوة الردع الأميركية، وللتأكيد مجدداً على «الخطوط الحمراء» التي ينبغي على إيران عدم تجاوزها بأي وجه من الوجوه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، المصالح الأميركية كافة، أو تهديد حركة الملاحة وحركة الشحن في الممرات والمضايق المائية ونحو ذلك. وأجابت الدراسة عن السؤال: هل تُغير استراتيجية الردع الأميركية سُلوك إيران العدائي؟، لتخلص إلى أن هناك العديد من الشواهد على أن إيران بصدد مراجعة سلوكها، أهمها الرد الرمزي والمحدود على عملية مقتل سليماني، والتغير في لغة خطابها السياسي والعسكري، والذي بات يميل – ولو مرحلياً – إلى التهدئة وعدم التصعيد، لأنها أدركت أنها ستكون الخاسرة في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، خاصة في هذا التوقيت الذي انطلق فيه سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستقام في نوفمبر 2020، ومن ثم تريد أن تكون هذه الفترة بمنزلة هدوء نسبي، وعدم التصعيد أو التورط في مغامرة غير محسوبة قد تكون تكلفتها كبيرة عليها بالمقاييس كلها.
مشاركة :