أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات، العدد الثامن من سلسلة اتجاهات استراتيجية، تحت عنوان: «السياسة اليابانية تجاه الشرق الأوسط: البحث عن دور فاعل عبر الموازنة بين المصالح الوطنية والاعتبارات الأمريكية»، يستشرف من خلاله مستقبل السياسة اليابانية تجاه منطقة الشرق الأوسط. ويؤكد العدد أن اليابان تتمتع تاريخياً بعلاقات طيبة مع الشرق الأوسط، وكانت الطاقة، ولا تزال، العامل الأكثر تحديداً في سياستها تجاه المنطقة، ولكن يو بدأت تعمل، منذ عقد من الزمن تقريباً، على تنويع علاقاتها التجارية الإقليمية، بما يتجاوز النفط أو موارد الطاقة، لتشمل مجالات استراتيجية أخرى، بما فيها العلوم المتقدمة كالفضاء، إضافة إلى القضايا الأمنية. ويشير إلى أن اليابان تحرص على بناء علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تأكيد دورها بصفتها شريكةً ملتزمةً، ووسيطةً محايدةً، وذات مصداقية في النزاعات الإقليمية القائمة، وأسهمت الدبلوماسية العامة لليابان، في تعزيز صورتها الإيجابية عبر الشرق الأوسط، كما أصبحت المنطقة محل اهتمام متزايد عموماً داخل اليابان. ويتطرق العدد الثامن من سلسلة «اتجاهات استراتيجية»، إلى أن اليابان تعمل على توظيف علاقاتها بمنطقة الشرق الأوسط، والاستفادة منها حتى تتمكن من الاضطلاع بدور سياسي أكبر في المنطقة، بينما تعتمد على إمكاناتها أكثر في تعزيز مصالحها وحمايتها، من خلال تبنّي مسار أكثر استقلالية عن حليفتها الأولى، الولايات المتحدة، وهذا ينسجم مع استراتيجية اليابان الكبرى، الرامية إلى تعزيز نظام عالمي متعدد الأطراف، ومواجهة النفوذ الصيني في الشرق الأوسط. ويوضح أن اليابان تحتاج إلى الموازنة بين متطلبات السياسة والاقتصاد، وسيكون عليها تحقيق التوازن بين مصالح واشنطن وأولوياتها، التي تظل أهم حليف لطوكيو، والحفاظ على شبكة العلاقات اليابانية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ويشكّل هذا الأمر تحدّياً لليابان، ولكنه قد يكون دافعاً قوياً لتعزيز تواصلها الدبلوماسي، والقيام بدور سياسي أكثر فاعلية في المنطقة. وأشار العدد إلى أن التحالف الياباني - الأمريكي، يمثل حجر الزاوية في علاقات اليابان الخارجية، ليس فقط في شرق آسيا أو منطقة المحيط الهادي (آسيا باسيفيك)، ولكن في استراتيجية الأمن القومي لليابان أيضاً، بما في ذلك انخراطها في الشرق الأوسط، وبرغم التوجه الياباني العام إلى اتباع سياسة أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة؛ فإن العلاقة مع الولايات المتحدة، تعد محدداً مهماً في سياسات اليابان الخارجية. ويوضح أن اليابان تتمتع بعلاقات قوية مع الإمارات، سواء على المستوى الاقتصادي والتجاري أو المستوى السياسي الدبلوماسي، وربما تكون هذه العلاقة الأهم لها في المنطقة، وتعكس تبادل الزيارات على أعلى المستويات، مدى متانة هذه العلاقات، وحرص قيادتي البلدين على الارتقاء بها، وتعزيزها باستمرار، كما تُعدُّ اليابان الشـريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم. وتوصل العدد إلى أن طوكيو ترسم مسارها في الشرق الأوسط بحذر شديد، من خلال بناء علاقات أقوى ومتنوعة، مع دول المنطقة لتأمين مصالحها في مواجهة النفوذ الصيني المتنامي، في الكثير من المناطق في العالم، إذ تسعى اليابان إلى التركيز على ما يمكن أن تقدمه للمنطقة من أفضلية أو ميزات، قد لا تستطيع الصين تقديمها، ومنها علوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة وغيرهما. وخلص العدد الثامن من سلسلة «اتجاهات استراتيجية»، إلى أن اليابان سعت في السنوات الأخيرة، إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع الشـرق الأوسط، من خلال عدد من الندوات والفعاليات الرفيعة المستوى، التي استضافتها طوكيو ودول المنطقة، وهناك اهتمام متزايد من طوكيو، لتنويع علاقاتها التجارية بالشـرق الأوسط، في ظل تنامي حضور جيرانها في شرق آسيا: كوريا الجنوبية والصين. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :