برلين - (رويترز): يحمل كثيرون من عشاق كرة القدم صورة للويس إنريكي لاعبا بقميص منتخب إسبانيا وقد غطت الدماء وجهه حين كسرت أنفه بفعل ضربة من مرفق مدافع إيطاليا ماورو تاسوتي في مباراة بدور الثمانية في كأس العالم لكرة القدم بالولايات المتحدة عام 1994. لكن صورته كمدرب يقود برشلونة لثلاثية من الألقاب قد تطغى وهو يقف على بعد خطوة واحدة من إنجاز هائل في موسمه الأول على رأس الفريق القطالوني. وحسم برشلونة لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني بانتصاره بهدف نظيف في ملعب أتليتيكو مدريد ثم تغلب 3-1 على أتليتيك بيلباو ليفوز بكأس الملك للمرة السابعة والعشرين معززا رقمه القياسي الشهر الماضي وهو الآن يستعد لمواجهة يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا ببرلين غدا السبت. ولم يكن كثيرون ليتوقعوا أن يقترب لويس إنريكي لاعب وسط برشلونة وإسبانيا السابق من معادلة الإنجاز التاريخي لزميله السابق بيب جوارديولا الذي قاد الفريق القطالوني في موسمه الأول كمدرب للثلاثية الرائعة في موسم 2008-2009. وأصبح الفريق القطالوني العملاق أول ناد إسباني يفوز بالثنائية المحلية وبدوري أبطال أوروبا في موسم واحد. وبرشلونة على أعتاب لقبه القاري الخامس بعدما أطاح ببايرن ميونيخ الذي يقوده الآن جوارديولا نفسه من الدور قبل النهائي بالفوز عليه 5-3 في مجموع المباراتين. وأثبت النادي صحة قراره بتكرار مغامرة جوارديولا بتعيين لويس إنريكي أيا كانت النتيجة التي ستؤول إليها مباراة التتويج الأوروبية اليوم السبت. وخلف لويس إنريكي المدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو بعد نهاية موسم 2013-2014 بلا أي لقب. وكانت تلك المرة الأولى لبرشلونة التي يفشل فيها في الفوز ولو بلقب منذ ست سنوات. ودرب لويس إنريكي فريق برشلونة الثاني في 2008 حين صعد جوارديولا ليقود الفريق الأول. وجوارديولا بطل قومي في برشلونة فهو من أبنائها وأحد مواهبها بينما أتى لويس إنريكي من خيخون ولعب في البداية للغريم الأزلي ريال مدريد قبل انتقاله إلى برشلونة. كان هذا يعني أن عليه العمل بجد في أرض الملعب لينال رضا عشاق برشلونة واحتاج للشيء نفسه مدربا في أحد أكثر أندية العالم شهرة. وكلاعب نال لويس إنريكي الإشادة لروحه القتالية وحماسه وعينه الثاقبة على المرمى. وبعد نجاحه مع الفريق الثاني تعثر في تجربته مع روما الإيطالي قبل أن يقود سيلتا فيجو للمركز التاسع بالدوري الإسباني في نتيجة رائعة في موسم 2013-2014. وسيطر أسلوبه الجاف على علاقته مع الإعلام وتسببت جهوده للسيطرة على الفريق في صدام مع النجم ليونيل ميسي مع نهاية العام الماضي. كل هذا كان صفحة وانطوت حين احتفل اللاعبون ومدربهم بلقبي الدوري وكأس الملك مع المشجعين المخلصين في استاد نوكامب. وكان ملفتا أن يحسم برشلونة لقب الدوري للمرة الخامسة في سبع سنوات في ملعب أتليتيكو بطل الموسم السابق الذي انتزع منه اللقب في 2014 من ملعبه نوكامب. وتجمل نهائي كأس الملك بهدف آخر مدهش لميسي كان الأول في ثنائيته يومها ليثبت النجم الأرجنتيني أنه الورقة الرابحة في سعي برشلونة للثلاثية هذا الموسم. كما كان ميسي صاحب هدف الفوز الوحيد على أتليتيكو حين حسم الفريق لقب الدوري ليصبح في رصيده 56 هدفا في 55 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم. ويستحق لويس إنريكي هو الآخر الكثير من الإشادة والتقدير لنجاحه مع برشلونة ونجاحه في استخراج أفضل ما في ميسي وزميليه نيمار ولويس إنريكي ورفع مستوى الدفاع الذي كان سببا في الإطاحة بمارتينو الموسم الماضي.
مشاركة :