اتسع نطاق تفشي فيروس كورونا المستجد، مع تخطي الحصيلة الإجمالية للإصابات في كوريا الجنوبية الألف، فيما ارتفع عدد الوفيات في إيران، ورُصدت إصابات في دول لم يكن قد وصلها «كوفيد-19»، ما استدعى تحذيرات شديدة من أن العالم ليس مستعداً لاحتواء الوباء المحتمل.وانتشر الفيروس بسرعة في أجزاء من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وعُزلت مدن وبلدات في مسعى لمنع انتشار العدوى، رغم تراجع عدد الوفيات والإصابات الجديدة في بؤرة الوباء في الصين. وفي وقت باشرت الدول الأوروبية تشديد إجراءاتها على الحدود وفي الأماكن العامة، حذرت الولايات المتحدة من أن الوباء قادم لا محالة، وحضت السلطات الصحية، الحكومات المحلية والشركات والمدارس على وضع خطط مثل إلغاء التجمعات الكبرى أو العمل عن بعد.وأعلنت منظمة الصحة العالمية، إن عدد حالات الإصابة بالفيروس تُسجل بوتيرة أسرع كل يوم خارج الصين مما هو داخل البلد المترامي الأطراف الأكثر تأثراً.وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس للديبلوماسيين في جنيف، وفق نسخة مكتوبة عن كلمته، أمس، «بالأمس، تجاوز عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها خارج الصين عدد الحالات الجديدة في الصين للمرة الأولى».وقدرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة عدد الحالات الجديدة في الصين بـ411، الثلاثاء، فيما بلغ عدد الحالات المسجلة خارجها 427. وأضاف تيدروس إن «الزيادة المفاجئة في الحالات (في تلك الدول) تثير قلقاً عميقاً، مضيفاً أن فريقاً من المنظمة سيتوجه إلى إيران لتقييم الوضع.وفي حين تتضاءل أعداد الحالات الجديدة والوفيات في بؤرة ظهور المرض في الصين، إلا أنها لا تزال الأكثر تضرراً به. وتابع تيدروس إنه حتى صباح أمس، تم تسجيل 78190 إصابة بالفيروس في الصين، بينها 2718 حالة أفضت إلى الوفاة.في المقابل، سجلت 2790 حالة و44 وفاة في 37 دولة أخرى.وفرضت السلطات الصينية، حجراً على 94 مسافراً وصلوا جواً إلى نانجينغ (شرق) قادمين من سيول، بعد رصد ثلاثة أشخاص جميعهم صينيون، على متن الرحلة كانت حرارتهم مرتفعة الثلاثاء.لكن منظمة الصحة، أكدت إن الوباء في الصين وصل إلى ذروته في الثاني من فبراير الجاري، وهو يتراجع منذ ذلك الحين.وأشاد بروس آيلوورد، الذي ترأس بعثة خبراء مدعومة من منظمة الدولية إلى الصين، بتدابير الحجر الصحي والاحتواء الصارمة التي اتخذتها بكين، قائلاً إنها «غيرت مجرى» تفشي المرض.لكنه أكد للصحافيين في جنيف إن الدول الأخرى «ببساطة غير مستعدة».وفي كلمته، اعترف تيدروس بأن الارتفاع في الحالات خارج الصين دفع باتجاه المطالبة بالإعلان عن وباء عالمي.ولكنه أضاف: «لا ينبغي أن نتسرع في الإعلان عن وباء عالمي»، مشدداً على أن مثل هذا الإعلان قد «يشير إلى أننا لم يعد بإمكاننا احتواء الفيروس، وهذا غير صحيح... نحن في معركة يمكن كسبها إذا فعلنا الصواب».وأكد أن منظمة الصحة لن تتردد في الإعلان عن وباء عالمي «إذا كان ذلك هو الوصف الدقيق للوضع». وفي كوريا الجنوبية، أُعلن عن 284 إصابة جديدة، أمس، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 1261 - الأكبر خارج الصين - و11 وفاة. ومن بين المصابين، عنصر (23 عاماً) في القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة كارول العسكرية على بعد 30 كلم شمال دايغو، رابع أكبر المدن ومركز الوباء.وفي طوكيو، دعا رئيس الوزراء شينزو آبي إلى إلغاء الأحداث الرياضية والثقافية لمدة أسبوعين مع تنامي المخاوف في شأن دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في طوكيو هذا العام.وسجلت اليابان 164 حالة إصابة بالفيروس و691 حالة مرتبطة بـالسفينة السياحية «دايموند برنسيس». وأعلنت طهران، أمس، عن تسجيل أربع وفيات جديدة لدى مصابين من بين 44 حالة جديدة سُجلت خلال الساعات الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 19 والإصابات إلى 139.وسُجلت 15 إصابة جديدة، في قم، وتسع في جيلان وأربع في طهران وثلاث في خوزستان واثنتان في كل من سيستان وبلوشستان وكهكيلوية وبوير أحمد وفارس وواحدة في مركزي وكرمانشاه وأردبيل ومازندران ولورستان وسمنان وهرمزجان. في المقابل، أعلن وزير الصحة سعيد نمكي، شفاء مرضى، مؤكداً أن ذلك «يدل على سيطرتنا على هذا المرض».وقال الرئيس حسن روحاني، من جانبه، إنه «لا ينبغي أن نسمح لأميركا بإضافة فيروس جديد إلى فيروس كورونا المستجد يدعى (...) الهلع»، وذلك غداة اتهام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران بأنها «كتمت تفاصيل حيوية» في شأن التفشي على أراضيها. ورصدت حالات إصابة مرتبطة بإيران في مختلف أرجاء المنطقة. وأعلنت البحرين أن حالات الإصابة زادت إلى 26 بعد أن تأكدت ثلاث حالات جديدة على طائرة قادمة من إيران.وفي العراق، حجرت وزارة الصحة على «نحو 800 شخص عائدين من إيران والصين لمدة أسبوعين، كما أخضع ألفا شخص عادوا من إيران، لإجراءات الحجر، في كردستان. وفي شمال أفريقيا، أعلنت الجزائر تسجيل أول حالة مؤكدة بالفيروس، لإيطالي (61 عاماً) دخل البلاد في 17 فبراير، وهو موجود في الحجر الصحي بأحد مستشفيات الجزائر العاصمة. في غضون ذلك، أعلنت دول أوروبية عدة عن ظهور إصابات على أراضيها، والتي تبدو جميعها مرتبطة بالتفشي المتزايد للفيروس في إيطاليا، التي سجلت أكبر عدد حالات إصابة بلغ 347. وأعلن رئيس وكالة الحماية المدنية أنجيلو بوريلي الثلاثاء، وفاة خمسة أشخاص آخرين في الشمال، ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 12.وتأكدت إصابة إيطاليين أو أشخاص قادمين من إيطاليا في النمسا وكرواتيا ورومانيا وإسبانيا وسويسرا.وأغلق فندقان أحدهما في النمسا والآخر في جزر الكناري الإسبانية، بعد ظهور حالات إصابة مرتبطة بإيطاليا. وسجلت إسبانيا كذلك ظهور أول ثلاث حالات على البر الرئيسي.وسجلت اليونان، أول إصابة بالفيروس، لامرأة تبلغ 38 عاماً سافرت أخيراً إلى إيطاليا.وأعلنت السلطات الصحية الفرنسية، إن شخصاً ثانياً توفي جراء إصابته بالفيروس.وفي ألمانيا، أثبتت الفحوص إصابة شاب عمره 25 عاماً يقيم في ولاية بادن فرتمبرغ الجنوبية بالفيروس بعد رحلة زار فيها ميلانو، وأعلنت أن رجلاً آخر يقيم في ولاية نورد راين فستفاليا (شمال) يعاني أعراض التهاب رئوي حاد.وبهذا يصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة في ألمانيا إلى 18.وقال مراسل «الجزيرة» إن السلطات الألمانية تبحث خيارات لعزل مناطق في العاصمة برلين خوفاً من انتشار الفيروس.وفي الولايات المتحدة، ذكرت مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، أنها تتوقع انتشاراً للفيروس، في حين أعلنت سان فرانسيسكو، حال الطوارئ المحلية رغم عدم وجود إصابات.وقالت نائبة مدير المراكز آن شوشات، الثلاثاء:«السؤال ليس هل، بل متى وكم من الناس سيصابون»؟وأكد وزير الصحة أليكس آزار: «لدينا مخزون من الكمامات، لكنه لا يكفي من أجل التصدي لتفشي فيروس كورونا». وسجلت أميركا، 57 حالة إصابة بالفيروس، مرتبطة في الغالب بالسفر للخارج، وبركاب أميركيين تم إجلاؤهم من ووهان الصينية ومن السفينة «دايموند برنسيس» الخاضعة للحجر الصحي قبالة اليابان. البرازيل تسجّل الحالة الأولى في أميركا اللاتينية أعلنت السلطات البرازيلية، أمس، عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، لتكون بذلك الحالة الأولى في أميركا اللاتينية.وكانت وزارة الصحة أشارت في وقت سابق إلى الاشتباه بإصابة شخص بالفيروس بعد عودته من شمال إيطاليا في الأسبوع الماضي، حيث جرى إخضاعه للفحص والرعاية الصحية في مستشفى بساو باولو، بعد أن ظهرت عليه أعراض الحمى.والمصاب البرازيلي (61 عاماً) كان في رحلة عمل إلى مقاطعة لومبارديا الإيطالية، حيث تفشى الفيروس فيها. البعوض والبول والثلج! ● هل يمكن أن ينتقل فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) عبر لدغات البعوض؟ وهل يمكن لبول الأطفال أن يحمي منه؟ وهل يمكن للبرد والثلج قتل الفيروس؟مع انتشار الفيروس في مناطق مختلفة من العالم، طرحت منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الإلكتروني عدداً من الأسئلة التي يتداولها الناس، وتنتشر بصيغ مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.● هل يمكن أن ينتقل الفيروس عبر لدغات البعوض؟- لا تتوافر حتى الآن أي معلومات أو بيانات توحي بأن الفيروس المستجد يمكن أن ينتقل عن طريق البعوض.● هل يمكن لبول الأطفال أن يحمي من الفيروس؟- لا يمكن لبول الأطفال أن يحمي من «كورونا» المستجد، فالبول لا يقتل الفيروسات أو الجراثيم. وفي الواقع، قد يحتوي البول على كميات صغيرة من المواد الفيروسية أو الجرثومية.● هل يمكن للبرد والثلج قتل الفيروس؟- البرد والثلج لا يمكن لهما قتل فيروس كورونا، إذ تراوح درجة حرارة جسم الإنسان العادية بين 36.5 و37 درجة مئوية، بغض النظر عن درجة الحرارة أو الطقس الخارجيين. وبناء على ذلك، ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن البرد يمكن أن يقتل فيروس كورونا المستجد أو غيره من الأمراض.● هل يساعد رش الجسم بالكحول أو الكلور في القضاء على الفيروس؟- لا، رش الجسم بالكحول أو الكلور لن يقضي على الفيروسات التي دخلت جسمك بالفعل، بل قد يكون ضاراً بالملابس أو الأغشية المخاطية (كالعينين والفم). مع ذلك، فإن الكحول والكلور قد يكونان مفيدين لتعقيم الأسطح، ولكن ينبغي استخدامهما وفقاً للتوصيات الملائمة.
مشاركة :