برلين - تشير التقارير الأخيرة إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي، التي تشمل النساء العربيات، اللائي تقل أعمارهن عن 50 عاما وذلك وفقا لأحد كبار أطباء الأورام في مستشفيات أبولو. ولاحظت الخبيرة ساريكا غوبتا، استشارية أمراض النساء والأورام النسائية في مستشفى “أبولو إندرابراثا”، أن سرطان الثدي يتم تشخيصه في مراحل أكثر تقدما في دول الشرق الأوسط مقارنة بالدول الغربية. وتقول الخبيرة غوبتا “غالبا ما يرجع السبب المحتمل لمثل هذه الظواهر إلى قلة الوعي لدى النساء العربيات بضرورة القيام بفحص الثدي وإلى ترددهن في استشارة الطبيب في حال ملاحظة أي تغير غير طبيعي. ويعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا، التي تصيب النساء على مستوى العالم، بما في ذلك دول الشرق الأوسط؛ حيث يشكل ما بين 15 و35 في المئة من جميع أنواع السرطان، التي يتم الإبلاغ عنها في المنطقة العربية”. وبشكل عام تتمثل أشهر الأعراض الرئيسية لسرطان الثدي في وجود تورم غير مؤلم بالثدي أو الإبط، مع تراجع الجلد أو الحلمة، وحدوث تغيرات في جلد الثدي. وقالت الخبيرة غوبتا إن جميع النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و54 عاما يجب أن يقمن بتصوير الثدي بالأشعة السينية كل عام وذلك لتجنب خطر الإصابة، في حين أن جميع النساء، اللائي تكون أعمارهن من 55 عاما فما فوق يجب أن يقمن بتصوير الثدي بالأشعة السينية كل عامين. كما أكدت الخبيرة غوبتا على انتشار سرطانات أمراض النساء في المنطقة، وقد أصبح هناك ارتفاع في حالات الإصابة بشكل عام في جميع أنواع السرطانات النسائية الرئيسية، مثل: سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم وسرطان المبيض وسرطان المهبل وسرطان الفرج والإصابة بورم الأرومة الغاذية الحملي. ويعد سرطان عنق الرحم المسبب الثاني الأكثر شيوعا للوفاة بالسرطان لدى النساء؛ حيث يحدث المرض بسبب الإصابة بعدوى فايروس الورم الحليمي البشري المنشأ. والخبر الجيد في الأمر أنه يمكن الوقاية منه بواسطة اللقاح وبرنامج الفحص الفعال. وغالبا ما يعد السبب الرئيسي لارتفاع معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم في دول الشرق الأوسط هو قلة الوعي بالفحص والتطعيم والأعراض. وأضافت الخبيرة غوبتا “يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم عن طريق إعطاء ثلاث جرعات من لقاح فايروس الورم الحليمي البشري للفتيات الصغيرات اللائي يبلغن من العمر 10 سنوات فما فوق، وبدء فحص عنق الرحم الروتيني كل ثلاث سنوات للنساء اللائي يبلغن من العمر 22 عاما فما فوق. وبالنسبة لأشهر الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم وغيره من أنواع السرطانات النسائية هي: النزيف أو اكتشاف نزيف غير طبيعي للحيض بعد الجماع، ووجود رائحة كريهة، أو حدوث نزيف ما بعد انقطاع الطمث، ووجود آلام في الحوض، فعلى النساء اللائي يعانين أيّا من هذه الأعراض طلب استشارة فورية من أخصائيي أمراض النساء”. كما يعد سرطان الرحم، والذي يطلق عليه أيضا سرطان بطانة الرحم، سادس أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم. ويزداد معدل الإصابة به في دول الخليج مقارنة بباقي دول آسيا. وهناك أمور تزيد من عوامل الخطر مثل: السمنة، ومرض السكري، ونمط الحياة المستقرة وغير الصحية، وتناول هرمون الأستروجين، وغيرها من الأمور الأخرى. وقالت استشارية الأمراض النسائية، غوبتا “يرتبط سرطان الرحم بأعراض نزيف الرحم غير الطبيعي أو نزيف ما بعد انقطاع الطمث في المراحل الأولية للغاية. لهذا يتم تشخيص معظم الحالات في المرحلة الأولية. كما يمكن للمرأة أن تمنع إصابتها بهذا السرطان من خلال تبني أسلوب حياة صحي، وفقدان الوزن الزائد، واستشارة أطباء النساء عند ظهور أي خلل في الدورة الشهرية”. ويعتبر سرطان المبيض من أكثر أمراض النساء دموية، ومن الأمور التي تثير القلق انخفاض مستوى الوعي بهذا المرض؛ حيث يتم تجاهل أعراضه في الغالب مثل: انتفاخ مستمر في البطن والشبع المبكر وفقدان الوزن وآلام البطن. وبالنظر إلى العدد الهائل من الوفيات، أكدت الخبيرة غوبتا على الحاجة إلى زيادة الوعي العام بسرطانات النساء لمحاربة هذا الوباء، الذي يهدد الحياة. وختمت الخبيرة ساريكا غوبتا حديثها قائلة “ينبغي ألّا تكون المرأة خجولة وأن تطلب المساعدة الطبية عندما تعتقد أن هناك شيئا غير طبيعي في جسمها”.
مشاركة :