شهدت خشبة «دبي أوبرا»، أمس، عرضاً لمسرحية «عدّاء الطائرة الورقية» المستوحاة من رواية خالد حسيني، التي تربعت على رأس قائمة صحيفة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً، لمدة عامين. ويحمل العمل الذي يقدم من إنتاج «برودواي انترتيمنت»، والذي تختتم عروضه غداً، المشاعر التي تتخطى حدود الثقافات والأماكن، كما يصور حالة من الصداقة بين شابين وما يصحبها من شعور بالذنب يختبره صديقٌ خذل صديقه، قبل أن يمضي في رحلة صعبة يواجه خلالها ماضيه المؤلم بحثاً عن الخلاص. وقدم المخرج تشارلز كرافت الرؤية التي عمل فيها على العرض لـ«الإمارات اليوم»، وقال: «كنت أسعى في بادئ الأمر الى كيفية تقديم شخصية أمير، الصديق الذي يخذل صديقه، بين الطفولة والشباب، وكان لابد من الدخول في أعماق تفكير الشخصية، والتنقل في إطار الوقت والمدة الزمنية، وهذا كله يأتي في الإطار الخاص بالعناصر الموجودة على المسرح، والتي تعزز المشاعر التي يتم عرضها من الشعور بالذنب والخذلان، الأمر الذي يوجد الاندماج مع الجمهور». ولفت كرافت الى أنه سعى الى ابتكار مساحة لكل الثقافات التي تعرض في المسرحية، وقد عكس هذا الأمر من خلال الأزياء والعناصر المكملة من ديكور، بالإضافة الى البدء بلغة «داري»، وهي لغة محكية في أفغانستان، وذلك لمدة تقارب الأربع دقائق، مشيراً الى أنه بهذه البداية سيرتحل الجمهور مع ثقافة جديدة لا يعرفها، وسيصاب بحالة من الحيرة في البدء، لأنهم لن يفهموا اللغة، موضحاً ان اللغة عنصر أساسي في أي عرض مسرحي، ولكن هذا البدء سيدفع الحضور للاستماع ومحاولة الفهم، كما ان البداية ليس فيها تفاصيل مهمة، والأهم التواصل، ولفت المخرج الى أنه استخدم في السينوغرافيا الصور العاكسة على السجادة، والتي تتغير خلال العرض، وتبرز الثقافات المختلفة التي تحاول المسرحية إبرازها. من جهتها، تحدثت الممثلة ليزا زهرة، التي تلعب دور سورايا، عن دورها بالقول: «ألعب دور زوجة تعيش في أميركا لمدة ست سنوات، لكنها كانت هربت مع أفغاني وعرَّضت أهلها للعار، وهو الدور الذي أقدّمه منذ سبع سنوات»، ولفتت الى انه مع تقديم الدور لسنوات عديدة، يصبح الممثل أكثر خبرة في تقديم مفاتيح الشخصية، لاسيما انه يلعب أدواراً أخرى في أعمال أخرى، ما يزيد من الخبرة التي يتم توظيفها في العمل بشكل جيد. أما عن كونها الأنثى الوحيدة في العمل، فلفتت الى أنه في البداية وجدت الأمر غريباً، لكنها اليوم تتعاطى مع الفريق على نحو مميز. من جهته، لفت الممثل أندريه غوستين الذي يلعب دور حسن، وهو الصديق الذي يتعرض للخذلان، الى أن دوره هو خادم لأمير، ووالده كان خادماً لوالد أمير، وقد نشأ حسن مع أمير في المنطقة، وكانا يلعبان سوياً رغم الفارق الاجتماعي، وكان حسن مخلصاً لصداقته مع أمير ويمكنه ان يقدم أي شيء يطلبه، ولكن بعد فترة من الوقت بدأ أمير بالنفور من العلاقة، وبدأ بالابتعاد عنه. ويوضح غوستين أن الرسالة الأساسية التي يسعى الى تكريسها من خلال العمل والمشاعر المتنوعة تكمن في كون الصداقة الحقيقية يجب أن تقود الى التسامح، وأن الحب للصديق يعني العطاء فقط، وإن كان المرء يعرف صديقه على نحو جيد عليه أن يغفر أخطاءه، مشيراً الى ان هذه الرسالة باتت أكثر إلحاحاً في العصر الراهن الذي يتسم بالمادية. في المقابل، تحدث دافيد الذي يلعب دور أمير عن قصة أمير وتمحورها حول طفولته المثيرة للاهتمام، فقد ولد في عائلة متوسطة الحال، وكان يجب أن يحيا سعيداً، ولكنه فعلياً فقد أمه منذ الصغر ونشأ مع والده، ويفترض أن تكون علاقته متميزة بوالده، لكنه لم يحصل على الحب أو التقبل من والده، وكانت علاقته متينة ومميزة مع صديقه الخادم الخاص به. أما رمزية الطائرة عنوان العمل، فلفت الى انها تشير الى مسابقة تقام في كل شتاء، حيث الطائرات تحاول قطع خيطان بعضها بعضاً، والطائرة الأخيرة تكون الرابحة، مشيراً أيضاً الى حادثة ستغير مجرى حياة حسن، وأن الدور يقوم على تقديم مفهوم الصداقة والتسامح، وأن يكون المرء بأفضل حال يمكن أن يكون عليه في الحياة. ويلعب الممثل باثين بات دور أسيف، ولفت الى انه الخصم في المسرحية، فهو ليس المثال للرجل السيئ العادي في القصة، بل هناك اطلالة كاملة على نشأته لفهم مجريات ما يقوم به، ولماذا يقوم بهذه السلوكيات، مشيراً الى انه يجد الشخصية مثيرة للاهتمام في المسرحية، خصوصاً أنه بالنظر الى الكتاب والعودة الى المسرحية فقد وضعت الشخصيات في أبعاد توضح الخلفية وراء التصرفات، فأحياناً لا يجب القبول بما يقوم به المرء، ولكن لابد من فهم الأسباب وراء ما يقوم به. وأشار الى أن رحلة الشخصية في العمل تبدأ من الطفولة الى مراحل متقدمة من عمره، وهذا العمل يغوص كثيراً في أعماق النفس والحضور ويلامسهم على نحو كبير، موضحاً أنه في البداية وجد في الدور الكثير من الصعوبات والتحديات، ولكنه اعتاد عليها مع الوقت. كلفة الإنتاج لفت المنتج مارتن دود أن الاتصال مع العمل يجعل الناس يشعرون بالالتحام العاطفي مع كل تفاصيله وأحداثه، فهي ليست مجرد قصة عن أفغانستان وحياة الناس فيها، بل هي قصة تعكس الإنسانية، وردود أفعال الناس والآثار الناجمة عن أفعالهم. ولفت الى أن الإنتاج يتميز بكلفة عالية قد تصل الى الملايين، خصوصاً أنه تم شحن الكثير من المعدات ومتعلقات الديكور الثقيلة والكثيرة، كما أن عدد العاملين في العرض كبير، منهم 13 ممثلاً على المسرح، وهناك ما يقارب 22 عاملاً في الكواليس، وهذا يرفع من كلفة العرض. - عنوان العمل يشير إلى مسابقة تقام في كل شتاء، حيث الطائرات تحاول قطع خيطان بعضها بعضاً، والطائرة الأخيرة تكون الرابحة. - المسرحية مستوحاة من رواية خالد حسيني التي ظلّت الأكثر مبيعاً لمدة عامين.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :