سبق صحافي للإعلام التركي بالتمييز بين المعارضة المعتدلة والمتطرفة في إدلب

  • 2/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحاول وسائل الإعلام التركية التمييز بين الفصائل العسكرية المعارضة في إدلب، خلال تقاريرها الإخبارية والقول بأن هناك معارضة معتدلة وأخرى متطرفة، في نفس الوقت الذي يعرض فيه التلفزيون الرسمي لقاء مع زعيم المعارضة التي تصنّفها إرهابية، دون أن تجد حرجا في هذا التناقض. أنقرة - ابتدعت وسائل الإعلام التركية طريقة جديدة، لتقسيم الفصائل المسلحة المعارضة في إدلب، بين معارضة معتدلة وأخرى متطرفة، رغم أن جميعها مدعومة من الرئيس رجب طيب أردوغان إما بصورة معلنة وإما خفية كما هو حال جبهة تحرير الشام المصنّفة إرهابية من قبل المجتمع الدولي وحتى تركيا نفسها. وتطلق وكالة الأناضول في تقاريرها الإخبارية تسمية المعارضة المعتدلة للإيحاء بأنها تميز بين الفصائل المسلحة، ولا تضع جميع الفصائل ومن ضمنها جبهة تحرير الشام الإرهابية، في سلّة واحدة، فعلى سبيل المثال عنونت تقريرا لها الخميس، بـ”المعارضة السورية المعتدلة تستعيد سراقب من النظام”. ويبدو أن وسائل الإعلام التركية وبشكل خاص وكالة الأناضول الرسمية تحاول أن تجد مخرجا من الحرج الذي وقعت به حكومة أردوغان، بعد الخسائر التي منيت بها في إدلب، خصوصا مع الاستياء المتزايد داخل تركيا، بشأن إقحام الجيش في معارك إدلب وليبيا، وخسارة العائلات لأبنائها في حرب لا يعلمون عنها شيئا سوى ما تسوقه وسائل الإعلام التابعة لأردوغان. ويحاول الإعلام التركي إظهار أن المعارضة التي يسميها “معتدلة” تتقدّم بدعم تركي، فيما الفصائل الإرهابية الأخرى هي من تتكبد الخسائر. ANADOLU AGENCY (AR) ✔ @aa_arabic قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مسار الأحداث في إدلب السورية بدأ يتغير لصالح بلاده وأضاف أردوغان:" لولا دعم روسيا وإيران، لما استطاع النظام السوري الصمود حتى الأن في البلاد"http://v.aa.com.tr/1746936 أردوغان: مسار الأحداث في إدلب بدأ يتغير لصالحنا أضاف أردوغان:" لولا دعم روسيا وإيران، لما استطاع النظام السوري الصمود حتى الأن في البلاد". - وكالة الأناضول aa.com.tr 108 3:04 PM - Feb 27, 2020 Twitter Ads info and privacy 23 people are talking about this كما بدأت علامات التراجع تظهر في تقارير الأناضول، بعد أن نفت وسائل إعلام روسية إدعاءات الوكالة التركية بشأن لقاء بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع القادم في إسطنبول. ونشرت الأناضول تقريرا لها بعنوان “تركيا: سنحدد موقفنا من إدلب وفق نتائج المفاوضات مع الروس”، بما يوحي بتوجه أردوغان لإعادة حساباته في إدلب والرضوخ للشروط الروسية. وتعاني وسائل الإعلام التركية الخاضعة لسيطرة حكومة العدالة والتنمية من تضارب في التوجهات، وعدم الالتزام بسياسة إعلامية وتحريرية منسقة، إذ سقطت في العديد من المرات تحت تأثير السياسة الرسمية التركية المشوشة والمتقلبة. ففي الوقت الذي تدعي فيه تركيا أنها تصنّف جبهة تحرير الشام بأنها إرهابية، أجرت قناة “تي.أر.تي.وورلد” التركية الرسمية مقابلة مع أبي محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، التي تعتبرها الكثير من الدول، بما فيها تركيا، جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وعادة تعتبر أنقرة ظهور أي صحافي أو ناشط حقوقي للحديث عن منظمة تصنفها إرهابية، وخاصة في ما يخصّ القضية الكردية بمثابة دعاية للإرهاب، وقد تمّ توجيه العديد من الاتهامات بهذا الشأن، وصدرت أحكام بالسجن ضد صحافيين بسبب هذه القضية لسنوات طويلة، واضطر كثير من الصحافيين للهروب خارج تركيا. والمفارقة هنا أن اللقاء التلفزيوني مع زعيم منظمة إرهابية، أجرته قناة رسمية، دون أي مساءلة من قبل السلطات. وكان أردوغان أصدر في 29 أغسطس 2018 القرار رقم 50 وأعلن فيه تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية، معتبرًا إياها النسخة الحديثة لتنظيم جبهة النصرة التي سبق أن أضافها إلى لائحة المنظمات الإرهابية في عام 2014. التلفزيون التركي يجري حوارا مع زعيم منظمة تصنفها أنقرة إرهابية التلفزيون الرسمي التركي يروج للإرهاب واعتبرت وسائل الإعلام التركية المعارضة أن التلفزيون الرسمي يروج للإرهاب، ونشرت صحيفة مانيفستو التركية المعروفة بتوجهاتها اليسارية، خبرا تحت عنوان “التلفزيون الرسمي التركي يروّج لتنظيم القاعدة”. وقالت الصحيفة “أبدى الرأي العام في تركيا رد فعل كبير على إجراء ‘تي.أر.تي.وورلد’ حوارا مع زعيم إرهابي ونشره على شاشتها، معتبرا الخطوة ترويجًا لتنظيم إرهابي، نظرا إلى أن الحكومة التركية هي الأخرى تصنّف منظمة تحرير الشام ضمن المنظمات الإرهابية”. وربط متابعون هذه الخطوة، بتصريحات مثيرة أدلى بها قبل أيام، نائب رئيس المخابرات التركي السابق جواد أونيش لصحيفة ملّيت التركية، وأشار فيها إلى احتمالية مبادرة واشنطن لإخراج هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية من أجل مصالحها الخاصة، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الإعلام الرسمي التركي يهيئ الرأي العام لقبول مثل هذه الخطوة. غير أن سياسة أردوغان بهذا الشأن تلقى معارضة قوية في البرلمان، ففي تصريحات مع صحيفة جمهورييت الاثنين، قال كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب المعارضة الرئيس؛ حزب الشعب الجمهوري، إنه في الوقت الذي تحاول فيه سوريا تطهير أراضيها من الإرهابيين فإن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان جعلت من تركيا راعية للمنظمات الإرهابية. وخلال المقابلة أضاف كليجدار أوغلو “أردوغان جعل تركيا راعية لهيئة تحرير الشام، التابعة سابقا لتنظيم القاعدة”. وأضاف “يستشهد أبناؤنا نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومة في سوريا منذ بداية الحرب الأهلية”. وأكد “لا يعلم الشعب التركي جيدا ماذا يحدث بالضبط في محافظة إدلب السورية. يسمعون فقط عن استشهاد جنودنا على يد القوات الروسية”. ويشير مراقبون إلى أن وسائل الإعلام الرسمية، تخضع بشكل تام لأردوغان وطموحاته السياسية ولم تعد تمثل خدمة عامة، حيث أثارت قناة “تي.أر.تي” الأولى، ضجة كبيرة للغاية عندما بادرت إلى بث حوار أجرته مع المطلوب من قبل الشرطة الدولية إنتربول عثمان أوجلان؛ شقيق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، والذي دعا فيه الأكراد إلى دعم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم لرئاسة بلدية إسطنبول بن علي يلدريم بدلا من مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، وذلك قبل عدة أيام من إجراء إعادة الانتخابات في 24 يونيو 2019، لكن الأكراد لم يستجيبوا لهذه الدعوة وصوّتوا لصالح إمام أوغلو.

مشاركة :