أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن نظرة دولة الإمارات لقطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي هي نظرة استراتيجية وجدية تدرك تماماً حجم الفرص الاقتصادية والعلمية الواعدة فيه، مشيراً سموه إلى أن هذا القطاع أصبح أحد أهم ميادين التنافس العلمي بين أكثر اقتصادات العالم تقدماً. وأضاف سموه: أن تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي باتت تعد جزءاً أساسياً من حياتنا وعاملاً رئيسياً لتنافسية القطاعات الاقتصادية المختلفة كالصحة والتعليم والصناعة والفضاء وغيرها. وأشار سموه إلى أن جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان جاءت كأحد المبادرات الداعمة للابتكار في هذا القطاع التكنولوجي المتقدم والتزاماً بتنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لجعل الإمارات من الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم بحلول العام 2021، حيث تشكل هذه الجائزة منصة عالمية تعتبر الأولى من نوعها في التركيز على الابتكار في الجانب التطبيقي لهذه التكنولوجيا في القطاعات الأكثر أهمية وملامسة لحياة الإنسان وهي الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، مؤكداً سموه على أن الجائزة تلعب دوراً تكاملياً مع المبادرات الحكومية الأخرى المرتبطة بمجال الروبوتات وعلى رأسها مسابقة محمد بن زايد العالمية للروبوت والتي تم إطلاقها في فبراير المنصرم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وشدد سموه على أهمية الجهود المبذولة لتنظيم هذه الجائزة الأبرز من نوعها وتحويلها إلى منصة لقاء سنوية تجتمع فيها أكثر العقول ابتكاراً على مستوى العالم لتقديم نماذج تطبيقية للجيل القادم من الخدمات باستخدام الروبوتات والذكاء الصناعي، كما شدد سموه على أهمية أن تتحول الجائزة إلى مغذي رئيسي لقطاع العلوم والتكنولوجيا في العالم من خلال براءات الاختراع والأبحاث العلمية والنماذج الابتكارية التي سينتجها المتنافسون وصولاً إلى المنافسات النهائية للجائزة. وأضاف سموه: نتوقع أن تلعب جامعاتنا الوطنية دوراً كبيراً في إنجاح هذه التظاهرة العالمية من خلال تشجيع طلابها على البحث والتطوير والابتكار والمنافسة مع أكثر الجامعات والمؤسسات البحثية تقدماً في العالم، مؤكداً سموه على أن هذه النوعية من المنافسات تتيح المجال لحوار العقول والاستفادة من تجارب الآخرين والارتقاء بمستوى الابتكارات بما يعود بالنفع على الطلبة بشكل خاص والقطاع بشكل عام. وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان خلال فعاليات القمة الحكومية الثالثة في شهر فبراير 2015، كإحدى مبادرات المجلس العالمي للروبوتات والذكاء الاصطناعي والذي تم الإعلان تشكيله بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي خلال فعاليات قمة مجالس الأجندة العالمية التي استضافتها حكومة دولة الإمارات العام الماضي. ويضم المجلس نخبة من قادة الفكر من أكبر الجامعات وأهم الشركات والمؤسسات حول العالم، وذلك لتقديم الاستشارات حول أفضل الطرق لاستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتحسين حياة البشرية والعمل على استراتيجية عالمية لاستخدام الروبوتات، في العديد من القطاعات الرئيسية. وأعلنت اللجنة المنظمة للدورة الأولى من جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان عن فتح باب التسجيل للشركات والجامعات والأفراد المبدعين والمتخصصين في مسابقتيها الدولية بقيمة 1 مليون دولار أمريكي، والوطنية بقيمة 1 مليون درهم إماراتي ابتداءً من اليوم، وسيتم تكريم الفائزين في حفل خاص في شهر فبراير 2016 قبل انعقاد الدورة الرابعة من القمة الحكومية. وتهدف الجائزة إلى تشجيع أبحاث وتطبيقات حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات المبتكرة لمجابهة التحديات القائمة في ثلاثة مجالات رئيسية هي الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، وتعزيز الوعي العام بالإمكانيات الإيجابية التي توفرها هذه التطبيقات، وتحويل الأفكار الإبداعية والمبتكرة إلى واقع ملموس يساهم في تطوير الخدمات الحكومية التي تقدمها حكومة دولة الإمارات. وتستمر مرحلة استقبال طلبات التقدم في المسابقتين الدولية والوطنية لـ جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان حتى 1 نوفمبر 2015، ويمكن للراغبين بالمشاركة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني (www.roboticsforgood.ae) وإرسال مقطع فيديو يشرح فكرة المشروع. وفي المرحلة التالية تقوم لجنة تحكيم متخصصة بتقييم المشاركات والمشاريع المتقدمة وفق مجموعة من المعايير المحددة، ليتم الإعلان بعد ذلك في 22 نوفمبر 2015 عن أسماء 10 متأهلين للتصفيات نصف النهائية عن كل فئة في المسابقتين الدولية الوطنية. وسيقوم المتأهلون لهذه التصفيات بتقديم عرض تجريبي حي أمام لجنة التحكيم النهائية حول كيفية تقديم الخدمة، بالإضافة إلى شرح أبرز مزايا وتقنيات المشروع من خلال عرض تقديمي. وستتكون لجنة تحكيم جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان من نخبة من الخبراء العالمين والمتخصصين وأعضاء مجلس الروبوتات والذكاء الصناعي، على أن يتم الإعلان عن أعضاء اللجنة في وقت لاحق. ويشترط في المشاريع المتقدمة للتنافس على جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان الأبرز من نوعها، أن تكون قادرة على عرض نموذج العمل خلال مرحلة النهائية من المسابقة، وأن تعكس خدمة حقيقية أو تقدم حلولاً تلبي الاحتياجات والمتطلبات الحقيقية للإنسان، وأن تساهم في توفير طرق جديدة لتحسين الخدمات القائمة بالفعل باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي أو أنواعاً جديدة من الخدمات التي يمكن تطبيقها عملياً واقتصادياً من خلال هذه التقنيات، وذلك علاوة على تلبيتها لمعايير الابتكار والرؤية المستقبلية واستخدام التقنيات المتطورة المتاحة ذات الاستخدامات المدنية بشكل آمن وفعال واقتصادي. وتتيح الجائزة فرصة المشاركة لكافة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات بشكل فردي أو جماعي، الأمر الذي يمثل مبادرة مميزة لتطوير الخدمات الحكومية عبر تسليط الضوء على الابتكارات القابلة للتطبيق في توظيف آخر ما توصل إليه عالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، كما يمكن للأفراد أو الفرق أو الشركات من جميع أنحاء العالم المشاركة في المسابقة الدولية من الجائزة. ويجب أن تتوافق المشاريع المتنافسة على جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان مع معايير السلامة وأن تتضمن تقنيات جديدة وتتميز بالاعتمادية العالية وتحقق قيمة مضافة. وسيتقدم المشاركون في الجائزة بمقترح لنوع الخدمة التي سيعمل من خلالها الروبوت شاملة التقنيات الإضافية التي ستحتاجها الخدمة، حيث يمكن استخدام الروبوت على سبيل المثال في مساعدة ذوي الإعاقة، والخدمات الصحية، ورعاية المحتاجين، وتشجيع الأطفال على التعليم، إضافة إلى القيام بمهام معقدة وصعبة مثل إطفاء الحرائق، والبناء والرعاية الاجتماعية وغيرها من المجالات التي تهم كافة أفراد المجتمع.
مشاركة :