تحليل إخباري: الحملة الانتخابية الاسرائيلية تظهر تغييرا في المواقف تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

  • 2/29/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 28 فبراير 2020 (شينخوا) اعتاد الناخبون الإسرائيليون على التوجه إلى صناديق الاقتراع، من أجل التصويت على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وكان التنافس يشتد ما بين أحزاب اليمين الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية وما بين أحزاب اليسار الإسرائيلية التي تؤيد إقامتها. غير أن الأحوال تغيرت خلال العشرة أعوام الأخيرة بناء على عدة عوامل مختلفة، بما في ذلك اختيار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدارة الصراع بدلا من السعي لحله، ويبدو ذلك واضحا من خلال الجمود في المفاوضات مع الفلسطينيين لسنوات حتى الآن بحيث لا يبدو أن هناك نهاية تلوح في الأفق. ومن الواضح أن هناك إجماعا متزايدا بين الإسرائيليين على أن لا شيء سيتغير في هذه الانتخابات، فقد كانت آخر مرة اجتمع فيها الإسرائيليون والفلسطينيون على طاولة المفاوضات في عام 2014 وانتهت بفشل مدوي. ويرى محللون سياسيون إسرائيليون بأنه لا يوجد أي أفق قريب للتوصل إلى حلول سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المستقبل القريب، منوهين إلى أن هذا لم يعد محل إغراء للناخبين الاسرائيليين. وقال الدكتور ألون ليل المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)): "الإسرائيليون والفلسطينيون لم يجلسوا على طاولة المفاوضات منذ سنوات، لقد أيقن الجمهور أن المفاوضات غير واقعية، ولا يمكننا التحدث عن شيء لا يؤمن الجمهور بإمكانية حدوثه". ومن جانبه، قال عوفر سالزبورغ، الخبير في النزاع العربي الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة أنباء ((شينخوا)) " زادت حالة عدم الثقة بين الشعبين خلال العقد الماضي، وأصبح من الصعب للغاية التحدث عن استئناف للمفاوضات بين الطرفين دون اتخاذ خطوات عملية من الجانبين". ومن الأسباب التي فاقمت من الأزمة -بحسب سالزبورغ-، الوضع الفلسطيني الداخلي المتزايد بالتعقيد والذي تسيطر فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة، بينما تسيطر حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية". مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية في الثاني من مارس، أدى ارتفاع وتيرة العنف الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة إلى إبراز القضية على السطح ولكن بشكل مؤقت فقط. وساهم نشر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني في جعل هذه القضية محط اهتمام، لكن على ما يبدو أن احتمالات السلام أو الحرب في واحدة من أطول الصراعات في العالم ليست هي ما يحفز الناس على التصويت. لا أحد في إسرائيل يتحدث عن السلام كحل، بل النقاش الذي يدور هو أي نوع من القوة العسكرية اللازم استخدمها لوقف الصواريخ على إسرائيل، وما إذا كان يجب على إسرائيل ضم أجزاء كبيرة من الأراضي في الضفة الغربية على حساب دولة فلسطينية في المستقبل. أصبحت الاختلافات بين المعسكرات السياسية في إسرائيل غامضة، ولا أحد يقدم تغييرا كبيرا في كيفية التعامل مع حماس في غزة. في الماضي، كان الإسرائيليون ينقسمون تقليديا إلى معسكرين اليمين واليسار، كان سياسة اليسار تفضل إعطاء أراض من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حاليا إلى الفلسطينيين مقابل وقف العنف، في حين أن اليمين كان يعارض تقديم أي تنازلات على أرض الواقع، وينظرون إلى الأراضي التي سيقيم الفلسطينيون عليها دولتهم المستقبلية هي أراض يهودية تاريخيا ويجب عدم تسليمها إلى أي شخص آخر. أما الفلسطينيون فأنهم يرون أن المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية جزء من دولتهم المستقبلية. وقال سالزبورغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تختلف المعسكرات في إسرائيل في هذه الأيام، المعسكر الأول يفضل ضم الأراضي للسيادة الإسرائيلية، فيما يفضل المعسكر الثاني بقاء الوضع الراهن مع وجود خيار محتمل لدولة فلسطينية في المستقبل". أدت عقود من الصراع والمفاوضات الفاشلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والخلاف الداخلي الفلسطيني إلى وضع معقد للغاية، فلا يبدو واضحا حتى إن كان هناك معسكرا إسرائيليا سيقود إسرائيل ويعلن استئناف المفاوضات أن يقبل الفلسطينيون ذلك. من الواضح أن حل الدولتين الذي كان يعتبر ذات يوم الحل الوحيد للصراع قد أصبح أمرا شبه ضروري. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وجامعة تل أبيب في يناير 2020 بعد الإعلان عن الانتخابات الإسرائيلية القادمة ونشر خطة الرئيس الأمريكي ترامب أن 45 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية، فيما أظهر الاستطلاع أن هناك دعما قليلا من اليمين الإسرائيلي لهذا الخيار. وتغيرت في السنوات الأخيرة الخريطة السياسية للأحزاب الإسرائيلية، حيث شهد معسكر اليسار الذي كان يدعم بشكل دائم المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف إقامة دولة فلسطينية، حيث يمثله الآن قائمة مشتركة من الأحزاب (العمل-جسر-ميرتس) والتي في أحسن الأحوال ستحصل على 10 مقاعد فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي. وقال ليل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد تغيرت النسب تماما، فقد تم تهميش اليسار إلى حوالي 15 في المائة من السكان، فيما شكل الوسط واليسار الكتل الكبيرة في الكنيست". يبدو أن حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه بيني غانتس المعارض المباشر لنتنياهو لا يكون خصما صريحا عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. بالنسبة لنتنياهو، يبدو أن سنوات الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب ستكون مليئة بالهدايا السياسية له، بدءا بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. كانت هذه الاعترافات والتحركات السياسية مثيرة للجدل على الساحة الدولية، لكنها استقبلت بموافقة ساحقة من الإسرائيليين الأمر الذي أدى إلى عدم وضوح الخطوط العريضة الفاصلة بين الائتلاف والمعارضة. واعتبرت خطة ترامب أنها منحازة لإسرائيل وانتقدها الفلسطينيون، في حين نظر الجمهور الإسرائيلي إليها على أنها رمز انتخابي وحملة انتخابية قوية لنتنياهو. وقال ليل "خطة ترامب تمثل انجازا سياسيا كبيرا لنتنياهو، إنها ليست جزءا من الحملة الانتخابية، ولكنها عززت من موقفه باعتباره ساحرا سياسيا". وقال سالزبورغ "من المفارقة أن ترامب هو الوحيد الذي يتحدث عن حل بين الطرفين، في حين أن لا معسكر في إسرائيل يتطرق إلى هذا الموضوع". من ناحية أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) أنه سيفرض إغلاقا كاملا على الضفة الغربية وإغلاق معابر قطاع غزة خلال الانتخابات الاسرائيلية العامة في الثاني من مارس. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان وصل وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه "بموجب تقييم الأوضاع الأمنية سيتم فرض إغلاق عام على منطقة يهودا والسامرة / الضفة الغربية وإغلاق معابر قطاع غزة ليلة الاثنين حتى يوم الثلاثاء وفقا لساعات الفتح الاعتيادية. ونوه البيان إلى أنه سيسمح خلال الإغلاق بعبور الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية فقط بشرط موافقة وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية. وتخوض إسرائيل انتخابات برلمانية هي الثالثة خلال عام واحد بعد فشل كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وزعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس في تشكيل حكومة ائتلاف بعد جولتين من الانتخابات في أبريل وسبتمبر الماضيين./نهاية الخبر/

مشاركة :