في مجتمعنا الرياضي هناك أشخاص تركوا بصمات لا يمكن أن تنسى حتى بعد ابتعادهم، لأن رحيلهم لا يعني أبداً أنهم دخلوا ملفات النسيان بل العكس، فذكراهم تبقى حاضرة ومآثرهم تتحدث عن نفسها وإنجازاتهم تقف شاهدة على عطاءاتهم للوطن. مثل تلك النوعية من الشخصيات الذين نذروا أنفسهم لخدمة الرياضة الإماراتية كثر، نماذج نفتخر بها لأنها عملت بصمت وتحملت الكثير وضحّت في سبيل هدف سامٍ. ويبرز الأخ الكبير أحمد ناصر الفردان كأحد النماذج المشرّفة التي قدمت الكثير للرياضة الإماراتية، وساهمت خلال الـ40 عاماً الماضية في كتابة السطور الأولى للرياضة في الدولة، وأحد الأوائل ممن كانوا شهوداً على الانطلاقة ومشاركين في الإنجازات التي حققتها الرياضة الإماراتية محلياً وخارجياً منذ قيام الاتحاد. أمسية الثلاثاء الماضية كانت استثنائية عندما اجتمع رموز المجتمع الرياضي في ضيافة الفردان، جاؤوا من مختلف مناطق الدولة وخارجها للاطمئنان على صحته بمناسبة عودته إلى الوطن بعد رحلة علاج طويلة. اللقاء كان فرصة رائعة لإظهار حجم الحب والود الذي تحمله قلوب المجتمع الرياضي لـ«بوراشد»، عندما توافد العشرات من الإداريين واللاعبين والإعلاميين للاطمئنان على صحته، ما يؤكد المكانة المتميزة التي يحظى بها بوراشد كأحد القلائل الذين تواصلت عطاءاتهم في العديد من المجالات الرياضية لأكثر من 40 عاماً. في مجتمعنا الرياضي أشخاص تركوا بصمات واضحة عبر مسيرة خالدة وزاخرة بالمواقف التاريخية، لأنهم وضعوا الوطن وخدمة رياضة الوطن في مقدمة الأولويات، وفي المقابل هناك من اقتحموا المجتمع الرياضي وتقمصوا أدوار الغير بهدف المصلحة، ليخرجوا من الأبواب الخلفية دون أن يكون لهم موقع في سجلات أصحاب العطاءات. وشتان بين من يعمل في سبيل خدمة الوطن وأولئك الذين كانوا يبحثون عن مصالحهم الخاصة من بوابة الرياضة. كلمة أخيرة كل الشكر والتقدير لسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، على مبادرته الرائعة ودعوته المجتمع الرياضي لاستقبال أحمد الفردان، في موقف يحمل الكثير من التقدير والعرفان لرجل من الزمن الجميل.. والحمد لله على سلامتك يا «بوراشد». *نقلاً عن الرؤية الإماراتية
مشاركة :