ما حدث يوم الاثنين الماضى 20 فبراير لايمكن وصفه إلا بلفظ المهزلة نعم مهزلة بكل المقاييس ولا يمكن لعاقل أبدا أن يسكت عنها فلا أحد يتصور أن فريقا فاز ببطولتين فى أسبوع واحد وتوج ملكا على القارة الإفريقية بفوزه ببطولة السوبر الإفريقى على البطل الترجى بنتيجة كبيرة وأداء رائع ثم وبعدها بأيام قليلة يفوز ببطولة السوبر المصرى على الفريق الذى لم يخسر نقطة واحدة فى بطولة الدورى العام وصاحب الأرقام القياسية هذا الموسم ثم يفاجئ الجميع بانسحاب هذا الفريق الذى تعيش جماهيره أفضل أسبوع لها منذ سنوات طويلة من مباراة فى بطولة الدورى العام كان يستطيع الفوز أو التعادل فيها وحتى لو كان قد خسر فلا مشكلة على الإطلاق خصوصا أن الجماهير تعلم تماما أن الفوز ببطولة الدورى العام أصبح أمرا صعبا وبالتالى لم تكن هناك أزمة حتى فى اللعب بفريق خليط بين الأساسيين والاحتياطيين، ولكن يبدو أننا سنظل دائما ندافع عن أخطاء البعض من سمعة واسم الكرة المصرية والتى تعيش أصعب لحظاتها سواء من الغضب الجماهيرى أو الانفلات الأخلاقى لعدد من اللاعبين فى الملعب وهو ما رأيناه جميعا فى مباراة السوبر والتى جمعت بين الفريقين وانتهت بمهزلة للأسف بين اللاعبين ومازال اتحاد الكرة يدفع ثمنها حتى الآن خصوصا مع الغضب الجماهيرى المتصاعد دائما ضد أى قرار يصدره اتحاد الكرة وعلى الرغم أن بعض المحاولات من العقلاء لاحتواء الأزمات دائما إلا أنه وفيما يبدو لم يعد لهذه المحاولات أى جدوى خصوصا أن هناك متربصين وآخرين مفرضون وأيضا هناك مشتاقون للقفز على المركب ووضع أيديهم على مقاليد الأمور من جديد داخل اتحاد الكرة حيث إن مصالحهم قد تعرضت للخطر فى الفترة السابقة صحيح أن رجالهم مازالوا يتمتعون بالقوة داخل المبنى وأنهم مسيطرون تماما على معظم الأمور هناك إلا أن بريق الكرسى وحب الظهور والسيطرة والتملك بالتأكيد مازالت تعيش فى أذهانهم وبالتالى لن يهدأ لهم بال حتى يعودوا من جديد إلى مناصبهم ليزيدوا من الفساد وأيضا من الاحتقان داخل الشارع الكروى أعود لأصل المقال وهو مهزلة الكرة المصرية لمرتين فى أسبوع واحد الأول بالانفلات الأخلاقى فى أبوظبى والثانى بالانسحاب اللا أخلاقى فى استاد القاهرة وردود فعل الشارع المصرى أجمع دون استثناء على هذا التصرف والذى أضر بشدة بسمعة الرياضة المصرية والتى تحاول إعادة الريادى خصوصا مع بعض النجاحات فى بعض اللعبات وعلى رأسها كرة اليد ثم الاستعداد للدورة الأولمبية والتى ستقام بعد أشهر قليلة فى طوكيو وبناء عليها ستكون هناك متغيرات عديدة فى الساحة الرياضية المصرية خصوصا أن عددا من الاتحادات وعلى رأسها اتحاد رفع الأثقال سيغيب عن هذه البطولة بسبب فضيحة المنشطات وكنا نعقد العزم على أكثر من ميدالية فى هذه اللعبة.. أخيرا أتمنى أن تكون القرارات التى سيصدرها اتحاد الكرة هى البداية الحقيقية لإعادة الاحترام والانضباط إلى المسيرة الكروية مرة أخرى وأتمنى أن يكون الإعلام الرياضى عند حسن الظن به فى الفترة القادمة وأن نتمكن جميعا من إيقاف هذه المهزلة التى أساءت لمصر كلها وليس لفريق أو شخص فقط.
مشاركة :