حياك الله يا رمضان.. وأهلا وسهلا بمقدمك الكريم.. عشرة أيام وربما أقل تفصلنا عن مقدم هذا الشهر الكريم الذي تتلهف للقائه ملايين البشر في مشارق الأرض ومغاربها.. شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. حياك الله يا رمضان.. شهر الصيام والقيام.. شهر البر والإحسان.. شهر اختصه الله سبحانه وتعالى لنفسه كما علمنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. حياك الله يا رمضان.. نصوم فيك ليس عن الطعام والشراب فحسب، ولكن تصوم معنا كل جوارحنا عن النظر إلى الحرام، وتعف فيه ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والقول الفاحش خوفا من أن نخسر صيامنا مصداقا لقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. حياك الله يا رمضان.. أشرف الشهور شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. حياك الله يا رمضان.. قال فيه صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه جائزة يهديها لنا شهر رمضان المبارك وما أكثر جوائزه.. وجائزة أخرى يطلعنا عليها صلى الله عليه وسلم: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار وصفدت الشياطين.. وجائزة ثالثة يؤكدها المصطفى عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر.. والمقصود بصيام الدهر صيام سنة بكاملها.. فصيام شهر رمضان ثم ستة أيام من شوال تعني صيام ستة وثلاثين يوما، ولأن الحسنة بعشر أمثالها فهذا يعني صيام 360 يوما، أي عاما كاملا. حياك الله يا رمضان.. يقول الحق سبحانه وتعالى: وأن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون فقد أثبت العلم الحديث أن الصوم ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكل والتنفس والحركة والنوم، ففي حديث عن أبي أمامة: قلت يا رسول الله مرني بعمل ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له فالصوم يساعد على وضوح الرؤية واستنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر إضافة إلى تخليص الجسد من الوزن الزائد وإراحة الجهاز الهضمي وتخليص الجسم من السموم التي تتخزن بالنسيج الدهني، وهو تمرين مثالي لضبط النفس وقوة الإرادة، كما انه يساعد على التغلب على الأفكار والمشاعر السلبية مثل الغضب والغيرة والكراهية، كما ان التجمع حول مائدة الإفطار يزيد من الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة. فأهلا ومرحبا بك يا شهر الصوم والعبادة والصحة.