المها العربي يعود إلى موطنه الأصلي في الربع الخالي

  • 3/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في صحراء الربع الخالي المنطقة الصعبة المراس، التي تعزلها كثبانها الرملية الشاهقة عن العالم، وتقل فيها فرص الحياة، أصر السعوديون على تغيير الواقع، وصناعة مجد في ظروف طبيعية صحراوية قاسية، واجهوا فيها كثيراً من التحديات، ولكن قوة إصرارهم وعزيمتهم، بعد أن استخرجوا "الذهب الأسود" من وسط الصحراء المترامية الأطراف، ليصبح "حقل شيبة" اسماً لامعاً في عالم النفط، وأحد أكبر مصادر الطاقة في العالم. وأثبت حقل "شيبة" في الربع الخالي أن أرامكو لا يقتصر عملها على امتياز التنقيب عن الخام وإنتاجه، بل يتعداه إلى جرأتها للوصول إلى أي مكان مهما كانت الصعوبة للوصول إلى باطنه، حيث لم تتوقف شركة أرامكو عند مرحلة التنقيب، بل اتجهت إلى إعادة الحياة الفطرية للربع الخالي في حدث لافت للنظر، إذ أُعيدت ثلاثة أنواع من حيوانات شبه الجزيرة العربية التي كانت على شفا الانقراض إلى موطنها الأصلي مرةً أخرى وهي الآن تتجول بكل حرية في محمية خاصة تحافظ على الحياة الفطرية في الشيبة ومقامة على مساحة تبلغ 637 كيلومترًا مربعًا بالقرب من مرافق نفطية عملاقة في حقل شيبة، ويعتبر هذا خير شاهد على التزامها برعاية البيئة حيثما كانت أعمالها، وتوفر المحمية المسورة مأوى لعشرات الأنواع من النباتات والحيوانات الأصلية، من ضمنها إعادة المها العربي والغزلان الرملية العربية والنعام إلى موائلها الطبيعية القديمة. ومن هذا المنطلق قررت وزارة الخارجية بالتعاون مع شركة أرامكو إظهار هذا الشموخ السعودي بتقنياته على صحراء لا حياة فيها، فنظمت زيارة لعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في المملكة وأسرهم إلى حقل شيبة في الربع الخالي، ليشهدوا على انسجام الصناعة مع البيئة الطبيعية. وتعرف الزوار على حقل شيبة النفطي وأبرز ما فيه من خدمات ومعامل إنتاجية، وزار السفراء محمية حقل شيبة التي ينتشر فيها قطيع من المها العربي والنعام إلى جانب العروق الرملية ومشاهدة المناطق الطبيعية، وانعكاس الغروب على الرمال الذهبية، واستمع الزوار إلى شرح تفصيلي عن حقل شيبة النفطي وما تمتاز به صحراء الربع الخالي من معطيات اقتصادية وطبيعية فريدة. وقدّم عميد السلك الدبلوماسي سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة شكره وتقديره إلى وزارة الخارجية وشركة أرامكو السعودية على هذه الزيارة، مشيداً بما تمتلكه المملكة العربية السعودية من قدرة في إدارة مثل هذه الحقول الضخمة التي تقع في تضاريس صعبة للغاية ومدى الإمكانات العظيمة التي لمسها الجميع في جزء من أراضي المملكة المليئة بالخيرات. من جهته، أبدى سفير جمهورية بولندا لدى المملكة الدكتور يان سنتانيسلاف بوري سعادته بهذه الزيارة، مبينا أن "حقل شيبة" يعد مركزاً مهما واقتصادياً مقدماً شكره لوزارة الخارجية وشركة أرامكو على هذه الزيارة التي أضافت له الكثير. ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمجلس النقدي الخليجي د. عاطف صالح الرشيدي، من ضمن الوفد الدبلوماسي، "أن حقل الشيبة يساهم في الاقتصاد العالمي من خلال إنتاج أكثر من مليون برميل نفط يوميا والذي يشكل ما يقارب 10 % من إنتاج المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى إنتاج الغاز الطبيعي. حيث اطلعنا من خلال هذه الزيارة على مراحل الإنشاء وصولًا إلى مرحلة الإنتاج ونقل الزيت عبر الأنابيب إلى المعامل في بقيق، وما لفت انتباهي وأثار إعجابي وزادني فخرًا هو وجود تلك الكفاءات الشابة من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء الذين استطاعوا بدعم من حكومتنا الرشيدة تذليل الصعاب وتهيئة البيئة المناسبة للعيش في الربع الخالي (الربع المبارك) والذي لم يعد خاليًا، بل بالإضافة لوجود العامل السعودي في معامل البترول استطاعت أرامكو تنمية الحياة الفطرية من خلال إعادة توطين أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في الربع الخالي مثل غزال الرمال والنعام والمها الوضيحي ويعد دليلا واضحا على اهتمام أرامكو بحماية البيئة المحيطة بمناطق أعمالها والمساهمة في التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية العالمية منها والمحلية تماشيا مع رؤية المملكة 2030 والتي من أهم مرتكزاتها تحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات". وأوضح المستشار ومدير العلاقات العامة بوزارة الخارجية محمد الوعلان الهدف من الزيارة التي تقوم بتنظيمها الوزارة بالتعاون مع شركة أرامكو إلى التعرف على أهم الحقول النفطية في المملكة والاستمتاع بما تمتلك صحطراء الربع الخالي من ثروة طبيعية وللتعرف على أهم الحقول الإنتاجية التي أسهمت بشكل فعال في إمداد العالم بالنفط، ولإطلاعهم على المعالم الصناعية والتنموية التي تزخر بها المملكة بجميع المجالات، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين. الزوار في محمية حقل شيبة الزميل مفضي الخمساني أمام محمية المها العربي د. عاطف الرشيدي محمد الوعلان

مشاركة :