لم يكن فوز المرشح الرئاسي جو بايدن فوزا مهما للحزب الديمقراطي فقط، بل تنفست أميركا الصعداء بعد خسارة السيناتور بيرني ساندرز المدوية في الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولينا. خسارة ساندرز الكبيرة في ساوث كاورولينا دفعت السيناتور الجمهوري الصقوري ليندسي غراهام إلى التعبير عن سروره لسقوط الاشتراكية التي يبشر بها السيناتور بيرني ساندرز، والتي أثارت الرعب في كل المؤسسات الأميركية. وقال غراهام على حسابه في تويتر "تهانينا لجو وجيل بايدن، وفريق بايدن بأكمله، على الفوز الكبير المستحق في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي في ولاية ساوث كارولينا متمنيا "حظا سعيدا في المستقبل". وختم قائلا: "لقد سقطت الاشتراكية بقوة الليلة في ولاية كارولينا الجنوبية".سقطت الاشتراكية من جهتها، حثت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية المرشحين الديمقراطيين المعتدلين على التوحد خلف بايدن من أجل قتل فرص ساندرز بالترشح عن الحزب، وكتبت في تقرير رئيسي لها "لقد فعل جو بايدن ما كان عليه القيام به، والآن، يقول مؤيدوه، لقد حان الوقت لزملائه المعتدلين أن يفعلوا الشيء نفسه". ومع فوز ساحق يوم السبت، قدم بايدن حجة مقنعة أنه هو أفضل الديمقراطيين في وضع يسمح له بشطب ترشيح بيرني ساندرز ، السناتور الاشتراكي الديمقراطي الذي يخشى الوسطيون أن يقضي على الحزب في خريف هذا العام. واستدركت الصحيفة بالقول: "لكن التالي هو الجزء الحرج في الانتخابات في إشارة الى الثلاثاء الكبير". وأضافت الصحيفة: "إذا ساعد مكان مثل ولاية كارولينا الجنوبية، الذي بني لإظهار قوة المرشح بايدن مع الناخبين السود، في إخفاء بعض نقاط ضعفه لمدة أسبوع واحد، فإن مصيره قبل يوم الثلاثاء الكبير لا يزال مظللًا بالإخفاقات السابقة لكل من حملة بايدن والمرشح نفسه في إشارة إلى خسارته في ايوا ونيفادا". وتابعت أن منافسي بايدن قد يجدونه محل شك حتى بعد فوزه أمس بينما يطالب حلفاءه بإلحاح بالتوحد حوله.المرشح الأوفر حظا وبعد أشهر ظهر كالأوفر حظا، وأصبح نائب الرئيس الأسبق بايدن مرشحا مصمما ومعتمدا في آن واحد. وهو مقتنع بأنه فعل ما يكفي لإظهار هيمنته مع دائرة انتخابية ديمقراطية أساسية وتأكيد حجته بأن لا أحد أكثر ملاءمة منه لمواجهة الرئيس دونالد ترمب. وقال بايدن لمناصريه موجهًا رسالة إلى السيناتور ساندرز "إن الناخبين يواجهون خيارا بالغ الأهمية في الأيام القادمة.. إن الديمقراطيين أرادوا النتائج بدلاً من الثورة، والتحسينات على قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة بدلاً من التحول التخريبي لنظام الرعاية الصحية، ومرشح يتولى إدارة الأمن الوطني ومصنعي الأسلحة وليس حمايتهم". وأضاف: "إذا كان الديمقراطيون يريدون مرشحا ديمقراطيا مدى الحياة! ديمقراطي فخور! أوباما بايدن الديمقراطي! انضم إلينا". وبحسب الصحيفة لقد ظهر بايدن بشكل جيد وكان متحدثاً قويا ودقيقا أكثر من المعتاد ، محذرا من الانقسام قائلا "لدينا خيار الفوز الكبير أو الخسارة الكبيرة.. هذا هو الخيار"!.بايدن النعسان.. وميني بلومبيرغ وحصل بايدن، نائب الرئيس السابق، على أقل بقليل من 50% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على السيناتور ساندرز، الذي حصل على 20% فقط. وحل توم ستاير، الملياردير من ولاية كاليفورنيا، في المرتبة الثالثة وأعلن انسحابه من السباق بعد إعلان النتائج، وجاء بعده المرشح بيت بوتيجيج لتتضاءل فرص ترشحه، وواصلت السيناتوره إليزابيث وارن تحقيق خسائر مخيبة وحلت خامسة في السباق. ومكّن هذا الانتصار بايدن من تضييق الخناق على قيادة ساندرز، ولكن لا يبدو أنه قادر حتى الآن على التغلب عليه. من جهته، علق الرئيس ترمب على انتصار جو بايدن وهاجم مايك بلومبيرغ، قائلا "يجب أن يكون انتصار جو بايدن الناعس" في الانتخابات التمهيدية لولاية ساوث كارولينا الديمقراطية بمثابة نهاية لمزحة ترشح ميني مايك بلومبرج. وأضاف "بعد أسوأ أداء في تاريخ المناظرات الرئاسية، قام ميني مايك الآن بتقسيم عدد ناخبي بايدن القليلين جدًا، وأخذ الكثير منهم!". وحذر مستشارو الرئيس ترمب في وقت لا حق من مغبة مواصلة ترمب الهجوم على بلومبيرغ وهو ما تسبب حتى الان برفع أسهمه لدى الناخبين الديموقراطيين والمعتدلين. وركز بلومبيرغ في حملته الإعلانية الأخيرة على تغريدات الرئيس ترمب التي تستهدفه بشكل مستمر قائلا بأن الهجوم المستمر عليه سببه الوحيد أنه الأقدر على هزيمة الرئيس ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة على حد تعبيره .
مشاركة :