استيقظ من نومه في أحد أيام صيف 2009 وقد توصل إلى أسوأ قرار اتخذه في حياته: قرر ألا يذهب إلى عمله مجدداً لأنه يمتلك رؤية لمشروع قال إنه سيكون كدجاجة تبيض ذهباً. أعلن لأصدقائه أنه سيدير أعماله الحرة من خلال ذلك المشروع، وقرر عرض المشروع على مستثمرين محتملين كلهم من أصدقائه. وافق المستثمرون فطلب منهم تمويلاً للمشروع، رفض بعضهم الاستثمار في المرحلة الأولى بينما وافق البعض الآخر على ذلك ودفعوا له مبالغ بسيطة بداية. ذهب الرجل إلى ماليزيا حيث جسد الفكرة وعاد بها، لكن الفكرة في مرحلتها الأولية كانت بحاجة إلى الكثير من التحسينات ما يتطلب صرف المزيد من الأموال. المشكلة الأخرى أن الرجل لا يعمل ويقترض من المستثمرين أموالاً ليعيش بها ويدفع إيجار مسكنه. أصبح الرجل كتلة من الطاقة المهدرة يرفض فكرة العمل رفضاً قاطعاً بالرغم من كونه مطلوباً في مجالات كثيرة، فهو خريج هندسة معمارية من جامعة بريطانية عريقة ويتحدث ثلاث لغات ولديه 14 عاماً من الخبرة. تراكمت ديون الرجل عليه وهو لا يكف اقتراضاً، إلى درجة أنه اقترض مبلغاً ضخما للاستثمار في المشروع من صديق له لكنه استخدمه لغرض شخصي جداً. انفض الجميع من حوله وبقي صديق واحد فقط طلب منه التخلي عن الفكرة والعودة إلى الحياة الوظيفية فرفض. نسي هذا الرجل أن عباقرة العالم ضحوا بكل شيء من أجل مشاريعهم، نسي أن بعضهم عمل من مرآب في بيته لأجل أن يرى مشروعه النور. فمهما تشبث المرء بحلمه، فإنه سيبقى في رأسه إلى أن يخطو هو خطوة جادة لتحقيقه بنفسه. الرجل لا يزال يحلم لوحده، ومشروعه داخل حقيبة محفوظ عند صديق له، ولكنه الآن صار كدجاجة تبيض وهماً.
مشاركة :