أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده أطلقت عملية "درع الربيع" العسكرية في إدلب ضد الجيش السوري انتقاماً لخسائرها الفادحة، فيما قام الأخير بإغلاق المجال الجوي فوق إدلب، مهدداً بإسقاط أي طيران يخرق المنطقة. أعلنت وزارة الدفاع التركية السبت "تحييد" أكثر من ألفين و100 عنصر من "النظام" السوري في العمليات المستمرة بإدلب. أعلنت تركيا الأحد (الأول من آذار/ مارس 2020) أنها أطلقت عملية عسكرية ضد النظام السوري في إدلب بشمال غرب سوريا، رداً على هجمات كبّدت أنقرة خسائر فادحة هذا الأسبوع. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار "عملية درع الربيع، التي أُطلقت بعد الهجوم الشنيع في إدلب في 27 شباط/ فبراير، متواصلة بنجاح"، مضيفاً أنه ليس لدى أنقرة "نية" في الدخول بمواجهة مع موسكو التي تدعم النظام السوري. وأكد أكار أن هدف العملية "وضع حدّ لمجازر النظام ومنع موجة هجرة". وأضاف أن أنقرة لا تملك "لا النية ولا الرغبة في الدخول بمواجهة مع روسيا" التي تدعم النظام السوري برئاسة بشار الأسد، مشيراً إلى أن أنقرة تنتظر من موسكو الضغط على دمشق لكي "توقف هجماتها". وكانت تركيا قد أمهلت النظام السوري حتى نهاية شباط/ فبراير الماضي للانسحاب خلف نقاط المراقبة التي تقيمها بإدلب، وهددت بأن الجيش التركي سيضطر بعد انقضاء المهلة لإجبار قوات النظام على ذلك. وكان الوزير التركي قد تفقد برفقة قادة عسكريين رفيعي المستوى في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد القوات المتمركزة على الحدود مع سوريا. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية أن رئيس هيئة الأركان يشار غولر، وقائدا القوات البرية أوميت دوندار والجوية حسن كوجوك أقيوز، رافقا أكار في جولته التفقدية. وبعدها انتقل أكار وقادة الجيش إلى مقر القيادة التكتيكية في الجيش الثاني المسؤول عن إدارة العمليات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع التركية السبت "تحييد" أكثر من ألفين و100 عنصر من "النظام" السوري في العمليات المستمرة بإدلب. وكثّفت تركيا السبت القصف بطائرات مسيرة ضدّ مواقع للنظام، لكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها أنقرة رسمياً أن تلك الضربات تأتي في إطار عملية عسكرية شاملة. يأتي ذلك رداً على مقتل 36 جندي تركي وإصابة العشرات إثر هجوم شنته قوات الحكومة السورية الخميس الماضي على مواقعهم بمحافظة إدلب. ويشن النظام السوري بدعم جوي روسي منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي عملية دامية لاستعادة منطقة إدلب المعقل الأخير لمجموعات جهادية معارضة في سوريا. وأثارت هذه العملية خلافات بين أنقرة وموسكو. ورغم أن تركيا تدعم بعض المجموعات المعارضة، مقابل دعم روسيا للنظام، لكن الطرفين عززا تعاونهما حول الملف السوري في السنوات الأخيرة. الجيش السوري يعلن إغلاق المجال الجوي في شمال البلاد من جانب آخر قالت وسائل إعلام رسمية سورية اليوم الأحد إن الجيش السوري أعلن إغلاق المجال الجوي في شمال غرب البلاد أمام الطائرات والطائرات المسيرة. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله "سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه". وفيما نفت وسائل إعلام سورية إسقاط أي طائرة حكومية اليوم الأحد وقالت إن الجيش أسقط طائرة تركية مسيرة فوق مدينة سراقب بمنطقة إدلب، نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء في وقت سابق اليوم الأحد أن طائرة تابعة للحكومة السورية أُسقطت في إدلب. وفي إطار الجهود الدولية لنزع فتيل الأزمة دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت تركيا وروسيا إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في منطقة إدلب، وذلك خلال اتّصالين هاتفيّين مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيّب أردوغان، بحسب ما ذكر الإليزيه في بيان. وأعرب ماكرون لبوتين وأردوغان عن "قلقه الشديد حيال الكارثة الإنسانيّة" الحاليّة ومخاطر "تشتّت الجماعات الإرهابيّة بسبب الهجوم العسكري للنظام السوري وحلفائه وتقويض اتّفاقات خريف 2018 المتعلّقة بمحافظة إدلب". وشدّد ماكرون بحسب البيان على "ضرورة الوقف الفوريّ للأعمال القتاليّة"، داعياً "روسيا وتركيا إلى وقف دائم لإطلاق النّار يُمكن التحقّق منه، وفقاً للالتزامات التي تمّ التعهّد بها أمام فرنسا وألمانيا خلال قمّة إسطنبول الرباعيّة في خريف 2018". ع.غ/ م.س (آ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاركة :